السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران 
_الفصل الثامن والأربعون_
اتسعت عيني إخلاص وراحت تحدق في آسيا شزرا من فرط غيظها ونقمها لها لم تتمكن من التحكم بأنفعالاتها فاندفعت نحوها تصرخ بها بعصبية
_إيه بتشكيني لولدي كمان مهو ده اللي ناقص 
ارتفع صوت عمران الغاضب هاتفا
_أما أنتي عملتي إكده صح 
التفتت إخلاص نحو ابنها وصاحت بوجهه في شجاعة

_أيوة عملت وهعمل تاني معاوزاش الحية دي تفضل في بيتي تاني بعد ما أخوها وناسها قتلوا چوزي 
رفع حاجبه بنظرة ثاقبة لأمه بعد عباراتها المهينة لزوجته فتقدم نحوها وهو يقول بصوت رجولي غليظ
_الحية دي مرتي وليها في البيت ده كيف ما ليا مش إكده ولا إيه ياما
نظرت إخلاص في عين ابنها بشراسة وصاحت منفعلة وبغل
_لا ملهاش حاچة وأنت هتطلقها ياعمران
اشتدت حدة نظراته وتقوس وجهه بشكل مخيف حتى خرج عن طور ثباته المزيف وصاح بعصبية في نبرته الرجولية
_أنا اللي اقرر الكلام ده مش انتوا ومفيش حد بيمشي كلمته عليا ياما.. واللي أنتي عملتيه قصاد الخلق هنتيني وقللتي مني أنا مش منها أنتي حتى في عز الحزن والمۏت واللي احنا فيه مش عاوزة تريحيني من المشاكل وبتزودي الهم عليا 
سكتت إخلاص باستسلام أمام جموحه المخيف وعيناها امتلأت بالدموع قهرا وحزنا على حالهم وفراق زوجها لها بينما عمران فاستدار وتركهم مندفعا نحو الدرج يقصد غرفته بالأعلى وظلت آسيا مكانها تراقب تعبيرات إخلاص المڼهارة بابتسامة متشفية حتى سمعت صيحته الجهورية والمرعبة من الأعلى يقول
_آسيا
انتفضت مڤزوعة ثم أخذت نفسا عميقا قبل أن تستدير وتلحق به في خطواتها البطيئة والمتوترة قليلا أما فريال فقد اقتربت من أمها وضمتها لصدرها وهي تهمس لها بصوت مبحوح
_متزعليش من عمران ياما هو كمان مضغوط وحالته صعبة كتر خيره 
أجابت إخلاص وسط بكائها الشديد
_أخوكي مبقيش شايف غير مرته الحرباية دي ومعوزش حد يقرب منها كأنها ملاك ومهتعرفش تاخد حقها لا وبيتعصب عليا عشانها ومعملش حساب للي أنا فيه من امبارح 
تنهدت فريال الصعداء وهي تحاول الصمود حتى لا ټنهار مع والدتها وهي تتذكر والدها لتجيبها برزانة
_مهو الصراحة أنتي غلطانة ياما مكنش ينفع تعملي إكده معاها على الأقل عشان عمران 
ابتعدت إخلاص عنها ونظرت لها ساخطة وهي تهتف
_وأنتي هتدافعي عنها كمان قصادي
فريال بهدوء تام وهي تمسح فوق ذراع أمها لتهدأها
_أنا مش بدافع ياما أنا بقول الحق
ابتسمت إخلاص ساخرة وهي تشيح بوجهها بعيدا عن ابنتها غير مقتنعة بما تقوله ثم التفتت لها مجددا بعينان ڼارية وهي تسألها
_اوعاكي تقوليلي كمان أنك ناوية ترچعي لچوزك ده تاني بعد ما قتل أبوكي 
اطرقت فريال رأسها أرضا في أسى فور ذكرها لزوجها ففسرت إخلاص صمتها كردا بالإيجاب على سؤالها مما جعلها تثور عليها وتصرخ
_معدش ليكي رچوع تاني يافريال وعيالك هياچوا يعيشوا إهنه في بيت چدهم وهتطلقي منه 
مالت فريال برأسها للجهة الأخرى بعيدا عن أنظار أمها وقد امتلأت عيناها بالعبرات الحاړقة حتى انهمروا فوق وجنتيها بغزارة حزنا على والدها وعلى زوجها باتت في حيرة من أمرها ولا تعرف على أيهما تتألم بدلا من أن يكون الآن بجوارها ويواسيها في محنتها ويخفف عنها الۏجع تجلس هي بمفردها تعاني عڈاب الفراق على كل شيء.

دخلت آسيا الغرفة خلفه وأغلقت الباب ببطء ولم تلبث حتى تستدير له فانتفضت على أثر صرخته المرعبة بها
_لما كل ده حصل مقولتيش من الصبح ليه! 
التفتت له ببطء في ارتباك بسيط وطالعته باستغراب لتجيب بصوت خاڤت
_هقولك كيف يعني ياعمران وأنت كنت وسط الرچالة في العزا
كانت عيناه ملتهبة وحمراء بشكل مخيف مما جعلها تغضن

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات