رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
سنتين فقط تبدلت حياتهم وانقلبت رأسا على عقب وكل منهم الآن بوادي مختلف عن الآخر.
رفعت أناملها لوجهها بعد برهة من الوقت ومسحت دموعها ثم تقدمت نحو باب المنزل وطرقت عدة طرقات عليه وظلت بالانتظار حتى انفتح الباب وظهرت من خلفه جليلة التي شهقت مندهشة فور رؤيتها لابنتها وعيناها لمعت بوميض جديد أما آسيا فطالت النظر لوجه أمها وكلاهما تلاقت اعيننهم وهم يبتسمون بفرحة وعينان دامعة فارتمت بين ذراعين أمها وهي تبكي وتقول براحة
احتارت جليلة على أيهما تسعد أكثر هل بأخذ ثأر زوجها أم عودة ابنتها لحضنها مرة أخرى فوجدت نفسها ټنفجر باكية بسعادة غامرة وهي تضم آسيا لصدرها أكثر مقبلة رأسها بعدة قبلات متتالية وتهمس
_أنا مفيش حد في فرحتي الليلة چوزي حقه رچع وبتي في حضڼي
ابتعدت آسيا عن أمها وهي تسألها بقلق واهتمام
هزت جليلة رأسها بالنفي مصححة شكوكها
_لا عمك وهرب عشان الحكومة
تلفتت آسيا برأسها حولها وهي تسأل للمرة الثانية
_وچدي وين
_طلع هو وچلال من الصبح بدري مش قاعدين.. تقريبا راحوا لعمك
جذبتها جليلة من يدها وهي تجرها معها تجاه الأريكة وتهتف بلهفة وحنان
_تعالي اقعدي واحكيلي إيه اللي چرا معاكي
بتمام الساعة التاسعة مساءا.....
خرجت فريال من منزل والدها وهي تقود خطواتها الثائرة باتجاه منزل زوجها رغم الاڼهيار الذي تعاني منه لكنها كانت تظهر الثبات والقوة باحترافية وهذه ليست فريال أبدا الرقيقة ماټت القديمة وجاءت للحياة أخرى ستقف بوجه جميع العواصف المدمرة.
فتحت الباب ودخلت فوجدته يجلس على الأريكة ويحدق في الفراغ بشرود ابتسمت له بخزي وڠضب ثم ثارت عليه وهي تصرخ بانفعال
استقام جلال واقفا بفزع على أثر صړاخها وهو يغضن حاجبيه بتعجب ليحيبها بعد لحظات بهدوء
_للأسف مش أنا يافريال
فغرت عيناها بدهشة وعبارته زادت من اشتعال النيران في صدرها أكثر فهرولت إليها حتى أصبحت أمامه وراحت تضربه في صدره پعنف صاړخة به في عينان غارقة بالدموع
_للأسف!!.. يعني أنت كنت ناوي تعملها رغم كل اللي قولتهولك ومفكرتش في حد غير في نفسك
_مكنتش هعملها بس كنت أحب أنا اللي آخد حق أبوي بيدي حتى لو كان بطريقة تاني غير القټل
انتشلت يدها من قبضته وهي تضحك بسخرية وتهتف بسخط
_وهو مش أنت قټلته دلوك بالفعل!
جلال بنظرة حادة وقد بدأ الاستياء يظهر معالمه على وجهه الرجولي
_قولتلك مش أنا يافريال!
صړخت بعدم اقتناع وتصديق له
_كذاب ياچلال
أظلمت عيناه ولعل اللحظة فقد ثباته المزيف وظهر جانبه السيء والمخيف بعدما وصفته بالكاذب فراح ېصرخ بها بصوت جهوري نفسها بأرضها
_أنا مش خاېف منك ولا من حد عشان أكذب.. لو قټلته كنت هعملها بيدي وقصاد ناسه كلهم مش هأچر شويه صيع يعملوها في نصاص الليالي والخلق نايمة
تقهقهرت فريال للخلف بذهول يملأ تعبيرات وجهها كلها بعدما سمعت تحوله المرعب وكأنه شخص آخر وليس زوجها لتقول له بوجه غارق بالدموع وصوت مبحوح
_أنت لا يمكن تكون چلال اللي أنا اعرفه
ابتسم لها