الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

أولا فور دخوله رأى جده يجلس على مقعده وممسكا بعصاه وهو يبتسم ويقول لجلال براحة وسعادة
_مبرووك ياچلال حق أبوك وولدي رچع أخيرا
تقدم جلال من جده وجلس على المقعد المقابل له وهو يسأله بعدم فهم
_مين اللي قټله!
حمزة ببسمة نصر وتشفي
_منصور 
اتسعت عيني جلال بدهشة ثم تحولت نظراته للڠضب وهو يهتف
_وأنا معنديش علم بالكلام ده ليه ياچدي
اختفت بسمة حمزة ورد على حفيده بجدية واهتمام
_هو ده الصح ياولدي أنا من البداية مكنتش موافق أنك تدخل في التار ده وتقتل.. أنت لساتك صغير ومعاك عيالك صغيرين ومحتچاينك چارهم.. لا أنا ولا عمك كنا هنسمح أننا نيتمهم بدري إكده ونحرمهم من أبوهم
هب جلال واقفا منفعلا ليقول بسخط شديد وحدة
_ده أبوي يا چدي وأنا اقرر إذا كنت أنا اللي هاخد حقه ولا حد تاني لكن أنت وعمي اتفقتوا وخططتوا من غير علمي كأني مش موجود
وصلت جليلة بتلك اللحظة وقد سمعت آخر عبارات ابنتها فاقتربت منه وهي تبتسم بسعادة ولمعة مميزة تظهر في عيناها لأول مرة منذ ۏفاة أبيها لتقول
_چدك عنده حق ياولدي وأنا قولتلك الكلام ده بس أنتي مسمعتش كلامي مش مهم دلوك مين اللي حد تار أبوك أنت وعمك واحد وكفاية أن أبوك حقه رچع وارتاح في تربته
مسح جلال على وجهه متأففا بنفاذ صبر وقد هدأ ثورانه قليلا فوجه حديثه لجده يسأله بقلق
_عمي وين دلوك
أجاب حمزة بغلظة
_خده علي وهربه هيقعد في بيت البلد القديم الحكومة هتبدأ تدور عليه دلوك بعد ما تعرف 
جلال مضيقا عيناه باستغراب
_وأنت متأكد أن محدش هيعرف مكانه هناك ولا يوصله
هز حمزة رأسه بالإيجاب بينما جلال فعاد يجلس على مقعده مجددا وهو يزفر بقوة حتى سمع صوت حمزة وهو يسأله بهدوء مريب
_مرتك راحت لبيت أبوها طبعا
أكتفي جلال بنظرته القوية التي تؤكد سؤال جده أما جليلة فقد هتفت مبتسمة پحقد
_ان شاء الله تكون الأخيرة ومترچعش تاني
رأت ابنها يرمقها شزرا پغضب بعد كلماتها فلوت فمها بخنق والتزمت الصمت مجبرة حتى لا تتلقي منه التوبيخ وتشهد على سخطه الحقيقي.

أمام المشرحة....
تم نقل ابراهيم مباشرة للمشرحة بعدما تأكدوا من ۏفاته وكانوا ينتظروا أمام الباب ينتظرون التقرير الطبي حتى يتمكنوا من استلام جثمان ابراهيم ويبدأوا في إجراءات الډفن.
كان عمران جالسا فوق أحد المقاعد ويحدق بيده الغارقة بدماء والده وعقله لا يفارقه مشهده وهو على الأرض غارق بالډماء والړصاص بجسده ليته سمع منه وامتثل لطلبه عندما أخبره بضرورة تسليم نفسه للشرطة الآن هو فارق الحياة وتركه بين نيران الډماء حائر لا يعرف ماذا يفعل.
على الجهة المقابلة كان بلال يجلس ورغما عنه كلما يتذكر مشهد والده عيناه كانت تلمع بالعبرات لكنه كان يشد على محباسهم ويمنعهم من السقوط حتى صدح صوت عبد العزيز الغاضب والمتوعد يهتف
_أكيد چلال اللي عمل إكده.. قتلوا أخوي في نص بيته وفي اوضته بس أنا مش هسكت عن حقه 
لم يكن عمران وبلال بحال تسمح لهم بالرد على عمهم حيث التزموا الصمت وانغرقوا في صدمتهم وحزنهم على الفراق لكن بشار اقترب من والده وهتف له بصوت رجولي حازم
_اهدى يابوي مش وقته الكلام ده دلوك خلينا الأول ندفن عمي وبعدين نشوف هنعملوا إيه 
ثم اقترب بشار من عمران الشارد وانحنى عليها يربت فوق كتفه ويهتف له بصوت خاڤت
_قوم ياعمران وحد ربنا إكده واغسل يدك من الډم ده
خرج صوته أخيرا وهو يجيب على ابن عمه بمرارة
_لا إله إلا الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون 
ثم استقام واقفا وسار باتجاه الحمام لكي يغسل

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات