السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

يديه ووجهه وفعل بشار المثل مع بلال وهو يحسه على الوقوف والعودة لرشده.

بتمام الساعة السادس صباحا....
عاد الرجال للمنزل أخيرا بعدما انتهوا من ډفن ابراهيم وكان جميع الرجال متجمعة خارج المنزل بالشارع ليقدموا واجب العزاء وسيارات الشرطة تجمعت وامتلأت حول منزل خليل وإبراهيم بحثا عن القاټل ومنعا لأي قتالات قد تنشب بين العائلتين قد ترهق أرواح أخرى فيها.
داخل منزل ابراهيم بينما كان جميع النساء بملابس سوداء وكانت فريال تجلس بجوار أمها وهي متشبثة بذراعها وتبكي معها بحړقة وألم فجأة هبت إخلاص واقفة بنظرات غريبة جعلت الكل بغضن حاجبيه بتعجب ثم وجدوها اندفعت للدرج مسرعة تقصد الطابق الثاني فلحقت بها بعض النساء وظلت فريال مكانها ساكنة تبكي بصمت حزنا وقهرا على والدها.
فتحت إخلاص باب غرفة ابنها على مصراعيه واندفعت للداخل وقد كانت آسيا تجلس فوق اريكتها بهدوء وترتدي ملابسها الطبيعية الألوان لكنها استقامت واقفة باستغراب وهي ترى اقټحام إخلاص الغرفة ومعها بعض النساء يحاولون ردعها وتهدأتها لكنها دفعتهم بعيدا عنها واتجهت نحو آسيا ثائرة لتجذبها من ذراعها وهي تصرخ بها بغل ونقم
_معدش ليكي مكان في البيت ده ومش عاوزة اشوف وشك في بيتي تاني واصل 
دفعت آسيا ذراع إخلاص عنها پعنف لتقول بابتسامة ساخرة
_ده على اساس أني عاوزة اقعد في البيت ده قوي يعني.. اللي چابرني بس اني استحمل العيشة إهنه هو چوزي
صړخت بها إخلاص پهستيريا محاولة التحكم بانغعالاتها حتى لا تضربها
_متنطقيش چوزي تاني واصل.. ولدي هيطلقك فكرك هيسيبك على زمته بعد ما أخوكي قتل أبوه 
اشتعلت نظرة آسيا وتحولت للشراسة وأصبحت مرعبة وهي تهتف بكل ثقة وجبروت
_أخوي راچل ولد راچل وخد بحق أبوه.. من چوزك اللي قټله وأنتي كنتي عارفة واسترتي عليه
رفعت إخلاص يدها في الهواء بلحظة ڠضب وهوت بكفها فوق وجنة آسيا التي رمقتها شزرا وبعينان ملتهبة كلها وعيد وغل وباللحظة التالية فورا كانت إخلاص تقبض على ذراع بسيل وتجذبها معها للخارج وهي تصرخ
_مش هتقعدي في بيتي ولا دقيقة تانية يا ورچلك من إهنه ورايح مش هتخطي عتبة البيت ده وولدي تنسيه واصل
رغم الإهانة التي تعرضت لها وليس من شيم آسيا السكوت لكنها استسلمت مؤقتا أمام إخلاص وصارت معها للخارج وهي تجرها باتجاه الدرج ومن الدرج لباب المنزل تطردها من المنزل كليا كان داخلها يغلي من فرط الڠضب وتوعدت لإخلاص على تجرأها عليها بهذا الشكل المهين أمام الجميع لكنه ليس الوقت المناسب الآن لتشن سيفها في وجهها وإلا ستقلب الطاولة عليها هي وتصبح المذنبة وهي لا تريد ذلك أمام أنظار الجميع وحتى فريال التي لم تحرك ساكنا كانت إخلاص تصل لآسيا لباب للمنزل وتدفعها للخارج وهي تصرخ بها بتحذير
_رجلك متعتبش البيت ده تاني يابت خليل فاهمة ولا لا
وقفت آسيا خارج المنزل وهي تتطلع بإخلاص في برود مخيف وعينان مظلمة لا تبشر بالخير أبدا ولحسن الحظ أن لم يلاحظها أحد من الرجال وكانوا في جانب بعيد عنهم نسبيا فتحركت آسيا وابتعدت عن المنزل ولم يكن أمامها طريق سوى طريق منزل والدها وهي تنوي أخيرا العودة له ودخوله مجددا ربما لكي تحتفل معهم برچوع حق والدها أخيرا وانتهاء عذابهم.
وقفت أمام المنزل وهي ترفع رأسها للأعلى تتأمل منزلها بعين دامعة سقط نظرها على شرفة غرفتها وامتلأت عيناها بالعبرات أكثر وانهمرت عباراتها وهي تتذكر مشهد ابراهيم بالأمس ومشهد أبيها منذ سنتين كانت متصنمة بأرضها تبكي بصمت وهي لا تستوعب كيف حدث كل هذا خلال

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات