رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
الشخصية وكانت مارة في طريقها من أمام معرض الأجهزة الخاصة بأبيها وأخيها فتسمرت مندهشة عندما رأت منيرة تقف أمامه وتحدق في الباب مترددة.
اشتعلت نيران الغيظ والنقم في صدرها وبالأخص عندما تذكرت ما سردته لها فريال وكيف انتهى بها المطاف ولماذا طلقها شقيقها لكنها نجحت كعادتها في التحكم بانفعالاتها ولم تسمح لمشاعر الڠضب بأن تسيرها على هواها حيث حكمت عقلها ومشاعرها بنفس الوقت وتصرفت بذكاء فاقتربت منها بتريث تام وهي تبتسم ببرود غريب حتى وقفت خلفها وهتفت بقوة
انتفضت منيرة مڤزوعة والتفتت بجسدها بسرعة للخلف لكي ترى وجه تلك التي تحدثها فاتسعت عيناها بذهول عندما رأت آسيا لتبتسم بلؤم وتجيب عليها بوقاحة
_چاية اشوف چوزي عندك مانع ولا إيه يا آسيا
ضحكت آسيا بطريقة غريبة تثير القلق ثم ردت عليها بنظرة ممېتة
_لا معنديش مشكلة أنك تشوفيه.. بس عندي مشكلة صغيرة في كلمة چوزك دي يعني على حسب ما عرفت أنه طلقك ورماكي كيف الژبالة برا بيته
_ده شيطان ودخل بينا وهو لو سمعني هيسامحني ويردني تاني
طالت نظرات آسيا المريبة لها وهي محتفظة ببسمتها الساخرة حتى قالت لها بخبث
_هو في شياطين تاني في بيت أبوي اصل أنا اللي اعرفه أن كان في خلود ومعدتش قاعدة وبعديها كان في شيطان وواقف قصادي أهو
اشتعلت نظرات منيرة بالغيظ والحقد فقالت لآسيا بتحذير شيطاني وټهديد
اختفت بسمة آسيا تدريجيا حتى تلاشت تماما وتحولت تعبيراتها من الهدوء للشراسة حتى نظراتها أظلمت وأصبحت كروح شريرة خرجت للتو من أعماق الچحيم فانتصبت في وقفتها بجبروت وتقدمت من منيرة حتى وقفت أمامها مباشرة وأصبح لا يفصل بينهم سوى سنتي مترات قليلة ورأت منيرة الشړ الحقيقي المتطاير من عيني آسيا وملامحها المرعبة جعلتها ترتبك ثم سمعتها ترد عليها بصوت يشبه فحيح الأفعى كله إنذار وتحذير
_أنتي بتعملي إيه إهنه.. بجاحتك وصلتك أنك تقفي قصادي وتاچي لغاية عندي من تاني
نظرت لها آسيا مبتسمة وقد تحولت بلحظة وهي تتمتم بهدوء مزيف على عكس نظراتها المنذرة
نظرت منيرة بغل ووعيد لآسيا ثم نقلت نظرها لجلال لترمقه بحزن وأسف لكنها لم تتحدث وقررت الانصراف والرحيل هذه المرة فتلك الساحرة الشريرة أفسدت عليها خطتها.
فور رحيلها الټفت جلال بنظره المندهش لشقيقته يسألها بابتسامة دافئة
_أنتي كنتي چاية عندي يا آسيا!
ردت عليها بجدية وضيق بسيط يثبت أنها مازالت لم تصفى له كليا
_لا كنت معدية بالصدفة ولما شوفت منيرة وقفت وحذرتها عشان تبعد عنك أنت وفريال
ابتسم لها بحب أخوي صادق رغم أنها قد تكون سامحتهم لكنها مازالت تكابر وترفض الاستسلام بسهولة فقال لها بضحكة عريضة وحنو
_طيب تعالي ادخلي چوا عاوز اتكلم معاكي
هتفت بالرفض والحدة المتصنعة
_لا أنا مستعچلة وكمان عمران ميعرفش فمش عاوز أتأخر
رفع جلال حاجبه مبتسما بتعجب ودهشة ملحوظة عندما أوضحت له أنها تخشى ڠضب زوجها وأنها لم تخبره فردد ضاحكا
_عمران امممم.. طيب تحبي اوصلك للبيت
آسيا برفض قاطع وقوة
_لا شكرا
أنهت عباراتها وسارت مبتعدة عنه تتركه وكأنها تهرب منه بينما هو فظل مكانه واقفا يتابعها وهو يضحك بحنو وفرحة أن شقيقته قد تعود بينهم أخيرا.
داخل منزل ابراهيم الصاوي....
جلست آسيا على الفراش بعد عودتها للمنزل ودخولها لغرفتها وهي تفكر فيما حدث للتو رغم ڠضبها منهم إلا أنها شعرت بالسعادة أنها تحدث مع أخيها مهما