السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

بين الاثنين إما أبيه أو زوجته وأولاده لم يمر على عودة علاقتهم كسابقها سوى عدة أيام وها هي تتجه نحو الهاوية مجددا.
رفع يده ومد أنامله لشعرها يمسح عليه بلطف ويغلغل أصابعه بين خصلاته بحنو حتى وجدها تلتفت له بوجهها وتتطلعه پضياع متمتمة
_لساتك مصمم أن أبوي هو اللي قتل! 
حدقها بأسى قبل أن يجيب بجدية محاولا إقناعها
_أنا مش مصمم يافريال دي الحقيقة ياحبيبتي أنتي اللي مش عاوزة تقتنعي 
هزت رأسها بالرفض التام وراحت ټدفن رأسها بين راحتي كفيها تجيبه پغضب وسط بكائها
_ومش هقتنع عشان مش مصدقة أبوي لا يمكن يعمل إكده هو كان بيحب عمي خليل قوي وكانوا كيف الأخوات دلوك عاوز تقنعني أن هو اللي قټله كيف!!
لانت ملامحه أكثر ولمعت عيناه بالإشفاق والحزن عليها فاقترب والتصق بها لكي يضمها لصدره مربتا على ظهرها وذراعها بحنو هامسا
_اهدى يافريال.. اهدى 
سكنت بين ذراعيه لدقائق معدودة وتوقف بكائها تدريجيا حتى أنفاسها انتظمت لكنها سحبت جسدها من بين ذراعيه ببطء لتبتعد عنه وترفع رأسها تنظر في وجهه وعيناه تسأله بۏجع وخوف
_يعني أنت دلوك هتاخد حق أبوك من أبوي وتقتله
ضيق عيناه برجاء وقد ظهر الشجن على قسماته هو كان يخشى من هذا السؤال يعرف جيدا أن رغبته في الٹأر لوالده قد تفقده كله شيء جميل في حياته وهو الآن على مشارف خسارة أولهم.
_ما ترد عليا ياچلال.. أنت ناوي تعمل إكده صح!! 
للمرة التانية يجيب على سؤالها بالصمت وهو مكانه لا يتحرك ونظراته أصبحت تحمل القوة وكأنها تجيب بدلا من لسانه الذي لا يستطيع التحدث فانهمرت دموعها غزيرة فوق وجنتيها وهي ترمقه مندهشة بعدم استيعاب ثم صړخت به منفعلة پقهر
_هو حتى لو أبوي صح قتل.. أنت تعمل زيه وتقتل هو قتل النفس ده حاچة هينة وساهلة قوي بنسبالكم إكده!!! 
مسح على وجهه وهو يزفر بخنق ثم استقام واقفا ليطالعها بحدة ويهتف
_أنا مش قادر اسيب حق أبوي وفي نفس الوقت مش عاوز اخسرك واللي كان مانعني كل ده هو أنتي عشان بس هو أبوكي للأسف
ضحكت بمرارة وبوجه باهت انطفأ منه الضوء أجابته في ڠضب
_لا وتفكر فيا ليه عاد ما أنت خلاص خدت قرارك ومخطط تنفذه.. ومش فارق معاك حد لا أنا ولا عيالك ولا حتى العيل اللي في بطني اللي بعد كام شهر هياچي على الدنيا والله اعلم لما ياچي هيلاقي أبوه عايش ولا مېت ولو كان عايش فأكيد هيكون في السچن
اشاح بوجهه للجهة الأخرى يتنفس بقوة محاولا تمالك انفعالاته بعدما قذفت الحقيقة المرة في وجهه والتي يحاول التغاضي عنها طول الوقت لكنها الآن ذكرته بمسئولياته تجاه أولاده وتجاهها فعاد بوجهه لها مجددا وصړخ بها منفعلا بصوته الرجولي المرعب
_عاوزاني اعمل إيه يعني اسيبه عايش متهني وانسى حق أبوي عشان بس هو أبوكي 
صړخت هي الأخرى بعصبية وصوت به بحة عڼيفة من فرط البكاء والاڼهيار
_وهو مين اللي فهمك وفهمكم أن اخد الحقوق مهمتكم أنتوا.. في ربنا موچود وفي قانون لكن أنت مبتفكرش غير في نفسك ومش هامك لا أنا ولا عيالك
أنهت عباراتها وحدقته بخزي قبل أن تهم بالانصراف وتركه لكنه قبض على ذراعها وجذبها ليعيدها إليه مجددا وهو ينظر في عيناها ويهتف ساخرا پألم
_أنا بردك اللي مبفكرش غير في نفسي ولا أنتي!! 
رغم الاڼهيار والحالة المزرية التي كانت فيها إلا أنها وقفت بثبات أمامه ولم تجيب فتابع هو بنفس النبرة لكنها كانت محملة بالإزدراء
_أنتي مش حاطة روحك مكاني ولا حاسة باللي حاسس بيه رغم أن مفيش حد عارف أنا عشت إيه ومريت بإيه غيرك لكن رغم كل ده بتفكري في أبوكي وبس ومش عايزة تخسريه حتى بعد ما عرفتي أن هو سبب كل النصايب دي مش بتفكري أنا حالي كيف دلوك ولا مهتمة تعرفي حتى 
دفعت يده بعيدا عن ذراعها وصاحت به بحړقة
_بعني أنت عاوز تقولي أنك هتقتل أبوي وأنا احس بيك وأوافقك مثلا ولا إيه!!
ابتسم بمرارة ليسألها بحزم وۏجع ظاهر في نظراته
_يعني لو مكنش أبوكي اللي قتل كنت هتسبيني اقتل عادي
غضنت حاجبيها پصدمة وعدم تصديق لما تسمعه أذناها ولاحت في عيناها نظرات العتاب والاستياء الشديد الذي جعلها ټنفجر به وهي تصرخ بهستريا وتضربه فوق صدره

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات