السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

بس لما يكون الموضوع حق أبوي سامحني أنا مش هكون في صفك
أنهت عباراتها وابتعدت عنه تتجه لخارج الغرفة وتتركه بمفرده يفكر فيما قالته.. مازال لم يستوعب حقيقة زواج أبيه للمرة الثالثة حتى اصطدم بجدار صلب عن حقيقة قټله لخليل صفوان والآن يجد نفسه عالقا بالمنتصف.. هل يصدق زوجته أم يرفض رؤية والده على حقيقته ويستمر في الإنكار!.

بعد مرور ساعة تقريبا عادت آسيا للغرفة مجددا لكنه لم يكن موجودا فضيقت عيناها باستغراب وقبل أن تستدير وتغادر الغرفة بحثا عنه سقط نظرها على هاتفه وهو فوق الفراش تجمدت مكانها لبرهة من الوقت تفكر بشجارهم معا منذ قليل محاولة تخمين هوية الشخص الذي أخبره ولم يقذف لعقلها سوى شخص واحد فاندفعت بسرعة دون تفكير تلتقط هاتفه تفتش في قائمة الاتصالات فوجدت آخر مكالمة كانت لبشار هزت رأسها بالنفي فمن المستحيل أن يكون بشار هو من أخبره راحت تكمل بحث في الهاتف محاولة العثور على أي شيء يساعدها في معرفة هوية الشخص الذي يحاول التفريق بينهم بمحض الصدفة ضغطت دون وعي على الرسائل وبينما كانت على وشك الخروج منها توقفت مندهشة عندما رأت الرسالة الأولى ثم قامت بفتحها وبدأت تقرأها بنظرات مشټعلة.
تركت هاتفه وجذبت هاتفها بسرعة ثم فتحت قائمة الاتصالات وأخرجت رقم داليا وراحت تقارنه بالرقم الذي ارسل الرسالة لزوجها فوجدته نفس الرقم أظلمت عيناها وهي تجز على أسنانها مغتاظة وتتوعد لها بعقاپ عسير.
اعادت هاتف عمران لمكانه وتركت هاتفها أيضا ثم خرجت من الغرفة وتحركت باتجاه غرفة مكتبه الخاصة فتحت الباب ببطء شديد وأدخلت رأسها أولا تلقي نظرة عليه قرأته جالسا فوق الأريكة ساكنا تماما ويحدق في الفراغ أمامه بأعين غاضبة كان ثباته الخارجي يعكس ثورانه الداخلي رغم أنها لا تراه لكن تشعر به جيدا.
تنهدت الصعداء بعبوس وندم ثم تحركت ودخلت لتقترب منه وتجلس بجواره لم يلتفت لها أبدا كأنه لا يراها بينما هي فمدت يدها الناعمة تمسك بكفه تهمس في أسف حقيقي
_حقك عليا ياعمران يمكن أنت عندك حق وأنا مكنش ينفع أخبي عنك
خرج صوته الرجولي الغليظ وهو يجيبها ساخرا
_يمكن!!!
انزوت نظرها أرضا وهي تزفر بضيق ثم رفعت رأسها له مجددا وابتسمت بحب لتقترب منها وتطبع قبلة دافئة فوق وجنته وتتعلق بذراعه تضع رأسها فوق كتفه متمتمة
_أنا آسفة
رمقها بطرف عيناه وهي واضعة رأسها فوق كتفه ومتشبثة به كأنه طوق نجاتها ليتأفف بخنق وقلة حيلة ويسألها بنبرة هدأت حدتها
_عرفتي كيف وشوفتيها وين مراته 
أجابته بخفوت دون أن تبتعد عنه
_في المستشفى البنت الصغيرة اللي كانت قاعدة معايا وكانت تايهة من أمها بنتها
رفعت رأسها قليلا عن كتفه تنظر لتعبيرات وجهه فرأت الدهشة واستطاعت قراءة أفكاره متوقعة أنه يقول الآن كانت تلك الفتاة الصغيرة أخته وهي رغم ذلك لم تخبره فهتفت بسرعة تصحح له خطأ أفكاره
_بس وقتها أنا مكنتش اعرف كنت شاكة بس ولما روحنا المستشفى تاني بعدين وشوفت مرات أبوك اتأكدت لما سمعتها بتكلمه في التلفون
وجدته يرفع يده لوجهه يمسح عليه بقوة وهو يتأفف في ڠضب شديد ملحوظ عليه ثم استقام واقفا وراح يتجه نحو النافذة يقف أمامها وهو مازال يمسح على لحيته ويشدها پعنف محاولا تمالك انفعالاته قدر الإمكان لكنه لم يستطع حيث صاح منفعلا
_ناقصه إيه عشان يتچوز تالت مش مكفيه اتنين!.. مبقتش عارف اشيل هم چوازه ده ولا افكر في أنه ممكن صح يكون قتل خليل صفوان
هبت آسيا واقفة واقتربت منه لتقف خلفه مباشرة وترفع كفيها

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات