رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
بس لما يكون الموضوع حق أبوي سامحني أنا مش هكون في صفك
أنهت عباراتها وابتعدت عنه تتجه لخارج الغرفة وتتركه بمفرده يفكر فيما قالته.. مازال لم يستوعب حقيقة زواج أبيه للمرة الثالثة حتى اصطدم بجدار صلب عن حقيقة قټله لخليل صفوان والآن يجد نفسه عالقا بالمنتصف.. هل يصدق زوجته أم يرفض رؤية والده على حقيقته ويستمر في الإنكار!.
بعد مرور ساعة تقريبا عادت آسيا للغرفة مجددا لكنه لم يكن موجودا فضيقت عيناها باستغراب وقبل أن تستدير وتغادر الغرفة بحثا عنه سقط نظرها على هاتفه وهو فوق الفراش تجمدت مكانها لبرهة من الوقت تفكر بشجارهم معا منذ قليل محاولة تخمين هوية الشخص الذي أخبره ولم يقذف لعقلها سوى شخص واحد فاندفعت بسرعة دون تفكير تلتقط هاتفه تفتش في قائمة الاتصالات فوجدت آخر مكالمة كانت لبشار هزت رأسها بالنفي فمن المستحيل أن يكون بشار هو من أخبره راحت تكمل بحث في الهاتف محاولة العثور على أي شيء يساعدها في معرفة هوية الشخص الذي يحاول التفريق بينهم بمحض الصدفة ضغطت دون وعي على الرسائل وبينما كانت على وشك الخروج منها توقفت مندهشة عندما رأت الرسالة الأولى ثم قامت بفتحها وبدأت تقرأها بنظرات مشټعلة.
اعادت هاتف عمران لمكانه وتركت هاتفها أيضا ثم خرجت من الغرفة وتحركت باتجاه غرفة مكتبه الخاصة فتحت الباب ببطء شديد وأدخلت رأسها أولا تلقي نظرة عليه قرأته جالسا فوق الأريكة ساكنا تماما ويحدق في الفراغ أمامه بأعين غاضبة كان ثباته الخارجي يعكس ثورانه الداخلي رغم أنها لا تراه لكن تشعر به جيدا.
_حقك عليا ياعمران يمكن أنت عندك حق وأنا مكنش ينفع أخبي عنك
خرج صوته الرجولي الغليظ وهو يجيبها ساخرا
_يمكن!!!
انزوت نظرها أرضا وهي تزفر بضيق ثم رفعت رأسها له مجددا وابتسمت بحب لتقترب منها وتطبع قبلة دافئة فوق وجنته وتتعلق بذراعه تضع رأسها فوق كتفه متمتمة
رمقها بطرف عيناه وهي واضعة رأسها فوق كتفه ومتشبثة به كأنه طوق نجاتها ليتأفف بخنق وقلة حيلة ويسألها بنبرة هدأت حدتها
_عرفتي كيف وشوفتيها وين مراته
أجابته بخفوت دون أن تبتعد عنه
_في المستشفى البنت الصغيرة اللي كانت قاعدة معايا وكانت تايهة من أمها بنتها
رفعت رأسها قليلا عن كتفه تنظر لتعبيرات وجهه فرأت الدهشة واستطاعت قراءة أفكاره متوقعة أنه يقول الآن كانت تلك الفتاة الصغيرة أخته وهي رغم ذلك لم تخبره فهتفت بسرعة تصحح له خطأ أفكاره
وجدته يرفع يده لوجهه يمسح عليه بقوة وهو يتأفف في ڠضب شديد ملحوظ عليه ثم استقام واقفا وراح يتجه نحو النافذة يقف أمامها وهو مازال يمسح على لحيته ويشدها پعنف محاولا تمالك انفعالاته قدر الإمكان لكنه لم يستطع حيث صاح منفعلا
هبت آسيا واقفة واقتربت منه لتقف خلفه مباشرة وترفع كفيها