السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران 
_الفصل الثالث والأربعون_
حالة من الذهول والصمت المريب استحوذت عليها بالكامل وهي تستمر في التحديق به وترمش بعيناها المتسعة كانت تنتظر ذلك الاعتراف على أحر الجمر لكنها لم تكن تتوقع أن حالها سيكون هكذا عندما تسمعه مباشرة يتفوه به وبصوت يملأه المشاعر الجياشة والعاشقة مع نظراته الساحرة وجدت نفسها بالنهاية عاجزة عن الرد ومتسمرة أمامه لا تملك القدرة على الحركة ولا حتى الكلام فقط ترمقه مندهشة وبعينان مبتسمة فرأته يبتسم باتساع على منظرها ويقول بهمس رجولي يذيب القلب

_ساكتة إكده ليه.. مش هتقولي حاچة 
تهربت بعيناها من خاصته خجلا وهو تبتسم وتتمتم في خفوت جميل
_اقول إيه 
رفع حاجبه باستنكار ثم قال في نبرة جادة
_هو أنا اللي هقولك تردي تقولي إيه! 
ضحكت بصمت ثم مالت بوجهها للجانب في استحياء أنثوي بينما هو فانحنى عليها وطبع قبلة دافئة فوق وجنتها وراح يهمس في أذنها بنبرة جعلت القشعريرة تسري في جسدها كله
_أنا قولتلك بحبك واللي أعرفه أن المفروض تردي وتقوليلي أنا كمان بحبك وياسلام لو اسمع يامعلم معاها
أغلقت عيناها وهي تبتسم بحياء وبنفس الوقت تحاول التحكم بنبضات قلبها لكنها عقلها أعطى الأوامر بإفراز هرمون الإدرينالين ولا إراديا كانت أنفاسها تتسارع وجسدها كله تجتاحه البرودة وكأن دلو من المياه المثلج سكب فوق رأسها أما معدتها فقد شعرت كما لو أن هناك فراشات داخل بطنها وتتطاير محلقة دون توقف.
ابتعد عنها يراقب تعبيرات وجهها وتأثير عباراته وقبلته عليها وكما توقع تماما كانت في حالة يرثى لها كانت ملامحها تتحدث بدلا عن لسانها ولكنه لا يكتفي بهذا القدر بل يريد سماعها بأذنيه أيضا وليس الاحساس بها فقط بلحظة شعر كأنه يقف أمام امرأة مختلفة لا يعرفها عن زوجته التي تزوج بها مجبرا ومنسحقا أسفل الظروف القاسېة تلك المرأة الناعمة والرقيقة ليست نفس المرأة التي حاولت قټله لمرتين ماذا حدث لها وأين ذهبت لا يعرف من أعماق الألم والچحيم ظهر النعيم وبنهاية الحړب ارتفعت راية العشق تعلن عن انتصارها.
كان يتمعنها بعشق منتظرا الرد لكن صمتها وخجلها كان هو سيد الموقف فتنهد الصعداء بنفاذ صبر وقال
_انا سامعك يلا.. كنتي عاوزة تقولي إيه 
رمقته مطولا وهي تبتسم باتساع دون رد لكنها تجرأت واقتربت منه أكثر ثم رفعت جسدها تقف على أطراف أصابعها لكي تصل لمستوى طوله وطبعت قبلة ناعمة فوق وجنته ولحيته الكثيفة ثم انزلت قدمها وتطلعت في وجهه لتراه يبتسم بعاطفة مغلقا عيناه ثم فتحها ببطء بعدما ابتعدت عنه ودون أن تمهله اللحظة للرد كانت تستدير وتهم الفرار منه لكنه قبض على ذراعها واوقفها هاتفا بنظرة قوية
_خدي إهنه رايحة وين!! 
ردت عليه مبتسمة بخفوت
_رايحة الأوضة هغير هدومي
رفع حاجبه بنظرة استهزاء ثم أجابها ضاحكا بخبث
_أنتي بتثبتيني يعني ولا إيه باللي عملتيه ده!!
اتسعت عيناها بدهشة وبسرعة هزت رأسها له بالنفي وهي تضحك في صمت لكن في ظرف لحظة وجدت نفسها فوق كتفه وهو يحملها متجها بها نحو الغرفة ويقول بغيظ
_أنا صبرت عليكي كتير قوي وده مش عادتي 
صړخت ضاحكة پخوف وخجل
_نزلني ياعمران بتعمل إيه.. طيب خليك رومانسي شوية! 
لوى فمه ساخرا وهو يجيب عليها بغيظ أشد
_ما أنا كنت رومانسي وچنتل مان كيف ما بتقولي بس شكلك مش بتنفع معاكي الرومانسية 
كانت تحاول التملص من بين قبضته والنزول لكن ذلك كان مستحيلا فاستمرت بالضحك مغلوبة حتى سمعته يكمل متوعدا لها
_طالما مش عاوزة تتكلمي برضاكي يبقى هتتكلمي على طريقتي
ضړبت على ظهره برفق وهي معلقة فوق كتفه تتوسله ضاحكة
_طب خلاص نزلني

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات