الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

باب غرفة الجلوس الصغيرة الخاصة بعمران ثم دخل وكان بلال هو الجالس بالداخل يشرب كأس الشاي الصباحي الخاص به فابتسم له بشار ودخل وهو يقول ضاحكا بمزح 
_إيه ياعريس شايل الهم من دلوك ولا إيه! 
الټفت له بلال وابتسم بخفة وهو يرد عليه متنهدا
_مكنتش حابب اروح اتقدم من غير عمران يابشار والله 
اقترب وجلس بجواره على الأريكة يهتف في مرح
_إذا كان عمران بنفسه قالك روح ومتستننيش وعقبال ما ياچي معاد الخطوبة هيكون چه هو وآسيا.. أنت هتقعد تستناه عاد
ضحك بلال وقال بتلهف
_بيني وبينك ياولد عمي انا مش قادر اصبر اكتر من إكده واستناه تاني هو مبسوط ومرتاح مع مرته هناك ومقضيها وأنا إهنه بټعذب
قهقه بشار بقوة ثم لكمه في كتفه بخفة غامزا في نبرة رجولية
_ده أنت شكلك واقع قوي انشف ياد إكده متبقاش مدلوق.. احسن تركب وتدلدل دي بحراوية والبحروايين مش ساهلين
ضحك بلال رغما عنه لكن سرعان ما رسم الحدة والنظرة الثاقبة وهو يقول بثقة وصوت رجولي غليظ
_واحنا رجالة صعايدة.. وهي عارفاني زين يعني متقلقش
تبدلت ملامحه في لحظة وهو يقول ضاحكا وبلهفة
_نتچوز بس وأنا هستتها واخليها تشوف الحب صح على أصوله
هز بشار رأسه في عدم حيلة وهو يضحك ثم قال له وهو يربت على كتفه
_طب اوعي الهوى ياخدك وينسيك بليل اننا رايحين نطلب يد ست الحسن عشان تحب فيها كيف ما أنت عاوز بعد الچواز ياحنين
اتسعت بسمة بلال وهو يراقبه وهو يتجه للباب ينوي المغادرة ويقول له متوعدا
_اتريق براحتك مسيرك يچيلك يوم يا ولد عمي

بتمام الساعة السابعة مساءا.....
كانت تقف أمام المرآة تتمعن مظهرها في ذلك الثوب الطويل الذي من اللون الأزرق الهاديء وترتدي فوقه حجاب أبيض اللون وكانت بالفعل قد انتهت من كل شيء وفقط تنتظره حتى يذهبوا لحفل الزفاف.
خرجت من غرفتها وهي تتجه للصالة لكي تخبره بأنها انتهت وتقول بعفوية
_عمران أنا خلصت 
لكنها تصلبت بأرضها وكأن صاعقة برق صابتها عندما رأته يقف أمامها مرتديا بنطال اسود يعلوه قميصه من نفس اللون وفوقهم جاكت طويل باللون الأسود أيضا وحول رقبته شالا بنيا ازدردت ريقها بعدم استيعاب وللحظة ظنت نفسها داخل حلم وليس حقيقة كانت تتأمله وهي فاغرة شفتيها بأعجاب شديد فقد شعرت بذوبانها وهي تراه في ذلك المظهر المختلف لطالما كانت تعتقد أنه سيكون وسيما في مثل تلك الملابس لكن ليس لهذه الدرجة من الوسامة والرجولة الطاغية.
قهقه بخفة على منظرها المضحك وتقدم نحوها وهو يسألها بمكر
_إيه مالك.. هو مش أنتي اللي كنتي حاطة الهدوم دي في الشنطة عشان تخليني البسها
تحركت خطوة أخرى إليه حتى أصبحت شبه ملتصقة به ورفعت أناملها تعبث في جاكته بنظراته كلها أعجاب وصبابة وتقول متغزلة به
_مكنتش متوقعة أنك هتطلع فيها إكده 
غمز لها وهو يستدرجها في الكلام ضاحكا
_إكده كيف يعني 
ابتسمت ورمقته متيمة وهي تقول
_يعني مثير وكاريزما ورجولة إكده.. أنا متعودة عليك بالجلاليب بس لو أعرف أنك بالحلاوة دي في البنطلونات كنت أقمت عليك الحد من زمان
رفع حاجبه متعجبا من جرأتها وتغزلها الصريح به فانحنى عليه وهمس مبتسما بمزاح جميل
_بعد النظرات دي أنا اخاڤ على روحي 
_الله عيب بلاش قلة أدب يعني ده چزاتي أني بديك طاقة إيجابية
ضحك بصمت ويقترب منها أكثر وهو يبتسم بلؤم فاوقفته بكفها وهي تضعه فوق صدره وتميل بوجهها للجهة الأخرى تخفي عيناها بكف يدها وتهتف بمرح ضاحكا
_متقربش مني احسن بذوب ومش بستحمل 
ثم أبعدت كفها قليلا ورمقته بطرف عيناها في لوعة ضاحكة وبسرعة عادت تغطي عيناها وهي تقول مازحة
_استغفر الله العظيم وبعدين عاد في الفتنة دي 
سمعته ينفجر ضاحكا بصوته الرجولي ثم أجابها من بين ضحكه بحنو
_طب يلا عشان منتأخرش ولما نرچع نبقى نكمل كلامنا على رواق ياغزال
اعتدلت في وقفتها وتحركت لتصبح بجوارها وتشبك ذراعها في ذراعه متشبثة به وتعمس بدلال يسلب العقل
_يلا يامعلم 
سارت معه لخارج المنزل وهي تتكأ عليه حتى لا تضغط على قدميها كثيرا وكلما تسنح لها الفرصة كانت تختلس نظرات الأعجاب إليه...

داخل منزل جلال بالعين السخنة....
كانت فريال بطريقها للشرفة حيث يجلس هو وتحمل فوق يديها صينيه فوقها كأس من الشاي المفضل لديه لكنها وقفت خلفه عندما سمعته يتحدث في الهاتف ويقول
_تمام خلي معاك المفتاح ياعلي وحاسبه على باقي حساب الشقة وأنا لما ارچع هبقى آخد منك المفتاح عشان ابدأ تشطيبات فيها 
ظلت واقفة خلفه حتى انتهى من حديثه في الهاتف وفور انتهائه اقتربت ووضعت الشاي أمامه وهي تسأله باستغراب
_شقة إيه دي اللي هتشطبها 
طالعها جلال صامتا للحظات يفكر ثم تنهد بعدم حيلة وابتسم لها متمتما
_اقعدي ياحبيبتي 
جلست على المقعد المجاور له وولته كامل انتابها حتى تسمع حديثه فوجدته يضحك بخفة ويقول في حب
_أنا كنت ناوي اعملهالك مفاجأة بس ملهاش نصيب.. الشقة دي شقتنا
اتسعت عيني فريال بذهول وراحت تسأله في عدم استيعاب
_شقتنا كيف يعني!! 
رد عليها بحنو وهو يشرح لها بتوضيح أكثر
_أنا اشتريت شقة لينا يافريال أصلا كنت ناوي على الخطوة دي من زمان بس كنت متردد دلوك ده انسب وقت وبقيت متأكد أنه ده افضل قرار كيف ما أنتي مش مرتاحة في بيت أبوي أنا معدتش مرتاح ولا ماخد راحتي مع عيالي ومرتي ومحتاچ أكون في بيتي بعيد عن المشاكل واريح دماغي وأنتي كمان تاخدي راحتك عشان إكده اشتريت الشقة دي والعفش والتشطيب كله هيكون على زوقك أنتي يعني هسيبك أنتي تختاري وتنقي كل حاچة فيها كيف ما أنتي عاوزة من البلاطة للبلاطة والبيت ده هيكون بدايتنا الچديدة صح
لمعت عيني فريال وامتلأت بدموع الفرحة ثم وجدها ترتمي عليه وتعانقه بقوة هاتفة وسط صوتها الباكي والسعيد
_متتخيلش أنا فرحانة كيف ياچلال.. ربنا ما يحرمنا منك واصل
احاطها بذراعيه في تملك و 
ظلت بين ذراعيه وهي متشبثة به ودموعها تنهمر في صمت على وجنتيها حتى سمعته يقول هامسا بنبرة لعوب مبتسما
_عشان تاخدي راحتك عاد في اللبس من إهنه ورايح واشوفك وأنتي بتتحركي قصادي بالقمصان والبيچامات ومكلش غير من يدك أنتي وبس وياسلام كمان لو في يوم إكده نودي العيال ياخدوا يومين في بيت أبويا ونقضي أنا وأنتي يومين وحدينا ونفتكر الليالي الخوالي
ابتعدت عنه وهي تضحك برقة وتقول ساخرة
_أنت رسمت سيناريوهات كمان في دماغك ومچهز كل حاچة 
جلال بتأكيد ودفء
_طبعا امال 
_اتوحشتك قوي يافريال
ابتسمت بحب لكن سرعان ما رسمت الجدية وهي تلتف له وتقول بدلال
_قولتلك لساتني مسامحكتش
ثم استقامت واقفة وابتعدت عنه متجهة للمطبخ بينما هو فقال مغتاظا
_مسامحتنيش إيه ما أنتي كنتي في حضڼي دلوك وبتقوليلي ربنا ما يحرمني منك!!.. ولا هو انتي بتسامحيني في حاچات وحاچات لا على مزاچك
رفع يده يمسح على وجهه متأففا وهو يقول في يأس
_ماشي يافريال إما أشوف آخر دلعك ده هيفضل لغاية مېتا إكده
انحنى أمامه على المنضدة يلتقط كأس الشاي ويرتشف منه في غيظ فقد احتار معها ولا يعرف ماذا يفعل مجددا! 

بالقاهرة داخل قاعة الزفاف كانت آسيا تسير بجوار عمران وهي تتشبث بذراعه وكأنها تريد القفز داخل عين كل فتاة هنا لتريهم أن من ستحاول النظر لزوجها فقط

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات