رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
بضيق ووقال في لؤم مبتسما
_حاف إكده.. مفيش ياحبيبي أو حتى بوسة بريئة ارأفي بحالي شوية يعني
رفعت حاجبها ورمقته بتعجرف من طرف عيناها متمتمة بتمنع يشمل دلالها الأنثوي
_متتعشمش قوي إكده
أنهت عبارتها وتركته لتتجه نحو المرآة تتفحص ذلك العقد الجميل وهو حول رقبتها يلمع بشكل مبهر بيننا هو فتأفف بقلة حيلة والټفت بجسدها له يقول وهو يقترب منها مجددا
تطلعت لانعكاسه في المرآة وهي تبتسم بثقة وخبث ثم ترد عليه في غطرسة رغم أنها لا تليق بها لكنها تزيدها رقة وجمالا
_لا متخطناش أنا بس هديك فرصة تانية عشان عيالنا واللي أنا بعمله ده مش دلع ده اسمه زعل يعني لساتني مسامحتكش وأنت مهمتك عارفها
_يعني هتديني فرصة تانية عشان عيالنا بس!!!
التفتت برأسها له وتفحصت ملامحه الغاضبة فابتسمت بحب وقالت في مكر وهي تتصنع البرود والتفكير
_لا وعشان ااا.... يعني مش عارفة اكرهك للأسف
ضيق عينيه باستنكار ثم رد في خبث
_قصدك عشان لساتك بتحبيني
هزت رأسها بالنفي مبتسمة باتساع وتهتف عنادا به
تنهد الصعداء بنفاذ صبر وهو يهتف مستسلما لها
_أاااخ.. طيب يافريال مش هنختلف في ده دلوك كفاية أننا هنرچع كيف ما كنا
أماءت له مؤيدة لرأيه بينما
_وأنا كمان بحبك قوي على فكرة
لکمته في كتفه برفق هاتفة في غيظ مزيف وهي تحاول كبح ابتسامتها
_چلال احترم نفسك
_ده شكله هيبقى مرار طافح صح.. قال احترم نفسي!!!
اتجه للخزانة يخرج ملابسه ليبدأ في تبديل ملابسه وبسمته السعيدة لا تفارق ثغره بأنه أخيرا بدأ يرى النور يسطع في سماء عشقهم من جديد...
بصباح اليوم التالي داخل منزل عمران......
_ازيك يا آسيا
ظلت آسيا متسمرة مكانها تحدق في داليا بعدم استيعاب وترمش بعيناها مندهشة قبل أن تهتف بجدية
_أنتي عرفتي عنوان البيت كيف!
_هقولك المهم عمران موچود
هزت آسيا رأسها بالنفي وهي تراقب تعبيرات وجه داليا في شدة وعدم فهم حتى سمعتها تكمل بهدوء وبهجة مهذبة
_طيب ممكن نتكلم شوية
طال تحديق آسيا المريب في داليا وهي تفكر مليا قبل أن تفسح لها الطريق للدخول وهي تشير لها للداخل فابتسمت لها داليا بامتنان وشكر ودخلت ثم تحركت باتجاه الصالة وهي تقول في رقة أنثوية
_ابراهيم كان قايلي أنه ليه شقة هنا وكان أحيانا بياچي يقعد فيها وقالي على عنوانها وكمان قالي أن من فترة طويلة عمران هو اللي بقى دائما بياجي هنا فتوقعت أن أكيد أنتي وهو قاعدين فيها دلوقتي فجيت
كانت تسير آسيا خلفها وهي تستمع لسردها عن كيف عرفت عنوان منزلهم حتى رأته تجلس فوق الأريكة وهي تبتسم له بعذوبة فاقتربت آسيا وجلست على المقعد المقابل لها وهي تحدقها بتدقيق قبل أن تسألها بحزم
_وچيتي ليه عاد!
أخذت داليا نفسا عميقا قبل أن تبدأ في التحدث بنظرة قوية
_أنا مش هسألك أنتي ليه مكنتيش عايزاني اقول لعمران لأن أكيد ليكي أسبابك الخاصة وأنا معرفهاش بس أنا عارفة ومتأكدة أوي أنك مش بتحبي حماكي ولا مراته ومتسألنيش ازاي عرفت لأن لو أنتي مش ساهلة زي ما وضحتيلي في المستشفى فأنا كمان مش زي ما أبان من برا إني كيوت وهبلة
مال ثغر آسيا في ابتسامة عريضة ونظرة ثاقبة ليست عادية أبدا قبل أن تهمس لداليا في صوت مريب كنظراتها
_طب ما أنا عارفة أنك مش هبلة.. مفيش واحدة ست هبلة هتقدر توقع راچل متچوز مرتين وتخليه يتعلق بيها ويتچوزها وتخلف منه كمان دي لازم تكون واحدة قادرة.. بس أنتي بردك مچاوبتيش على سؤالي أنتي چيالي ليه
ابتسمت لها داليا بعد عباراتها ثم لمعت عيناها بخبث وڠضب وهي تقول في ثبات
_عايزاكي تساعديني ونحط ايدينا في ايد بعض.. أنا آخد حقي وحق بنتي وأنتي ترتاحي وتطفي نارك
انطلقت ضحكة آسيا العالية بعدما سمعت عرضها وقالت لها بسخرية
_أنا اساعدك وأحط يدي في يدك!
ابتسمت داليا بثقة لكن بلحظة احتفت ابتسامتها وردت عليها في ثقة ونظرة مخيفة بعض الشيء
_ابراهيم حكالي عنك لما اتجوزتي عمران يعني أنا أعرف عنك حجات كتير عنك.. وعارفة كمان سبب كرهك لابراهيم وأنا عرفت ده من قريب سمعته بيتكلم مع إخلاص وبيهددها متقولش لحد أنه هو اللي قتل باباكي
اتسعت عيني آسيا پصدمة وأظلمت ليلتهب وجهها كله ڠضبا وهي تقول لها
_هي إخلاص كمان عارفة
داليا مبتسمة بخزي
_عفاف عارفة برضوا مش كدا
هزت رأسها بالإيجاب فتنهدت داليا وقالت في عبوس ومرارة
_أنا قابلت ابراهيم من سبع سنين كان في بينه وبين بابا شغل وهو كان بيشوفني هناك في مكان شغل بابا لاني كنت بروحله أنا كنت متجوزة واطلقت.. بدأت الاحظ أن نظراته معجبة بيا وبعدين عرفت أنه اتقدم لي وطلب ايدي من بابا.. رغم أنه موضوع جوازه كان مضايقني بس منكرش أن حتى انجذبت ليه ووافقت وبعدين حبيته بجد ومخليني عايشة في شقة بعيدة عنكم خالص وحدي أنا وبنتي وبيجيلي ممكن مرة في الأسبوع أو مرتين وبيقعد كام ساعة ويمشي بيصبر فيا ليه سنين أنه هيقولهم عشان حتى اقدر اشوفه طبيعي ويجي ياخد يوم أو يومين معانا لأننا كمان لينا حق فيه أنا مراته ودي بنته مش يجيلنا في السر كأننا بنعمل حاجة حرام لكن مقالش حاجة لحد فيهم وأنا الصراحة تعبت ومبقتش قادرة تستحمل الوضع ده اكتر من كدا وحسيت نفسي مبقتش طيقاه ولا عايزاه بعد ما عرفت أنه ليه إيد في قتل باباكي وفهمت وأدركت أنه مش ملاك ولا حاجة زي ما كنت شيفاه ومتخيلاه.. ودلوقتي مبقيش يفرق معايا أنا بس عايزة اخد حق بنتي واضمن حقها وهي ليها الحق تعرف اخواتها وتقرب منهم وتعيش وسطهم
كانت آسيا تستمع لسردها عن علاقتها ب ابراهيم وكيف بدأت ولم يكن يزعجها ويثير چنونها بقدر معرفتها أن والدة زوجها تعرف كل شيء وتسكت مثل عفاف فغلى الډم في عروقها أكثر هي كانت تشعر بالشفقة تجاهها ولذلك رأفت بحالها ولم ترغب في كشف حقيقة زوجها لها أنه تزوج عليها المرة الثانية لكنها كانت مخطئة.
رفعت آسيا نظراتها المرعبة في وجه داليا وسألتها بحدة
_وأنتي عاوزة تاخدي حقك كيف!
استقرت نظرة داليا الشيطانية على وجه آسيا وقالت لها بحړقة
_لما ترجعي البلد وأنا كمان ارجع تقوليلي عنوان البيت فين لانه مش عايز يقولي أو خاېف بمعنى أصح وتساعديني ادخل هناك كمان وياسلام لو في اليوم ده تجمعي العيلة كلها وبعد كدا أنا عارفة هعمل إيه كويس يعني دورك هيكون خلص هنا
طالت نظرة آسيا الجامدة لها وهي صامتة دون رد لكن كان صمتها دليلا على موافقتها فابتسمت داليا بثقة...
داخل منزل ابراهيم الصاوي...
وصل بشار للطابق الثالث ووقف أمام