رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
بعتذر جدا عن التأخير بس الفصل أخد وقت طويل معايا والنت كان ضعيف كمان ومش مساعدني
ميثاق الحړب والغفران
_ الفصل الثاني والأربعون _
ظلت تراقب نظراته المندهشة وتسمره مكانه دون حركة فقط يستمر في تمعنها صامتا لم تتحدث والتزمت السكوت لبرهة من الوقت تنتظره أن يعود لطبيعته لكنه كما هو فابتسمت رغما عنها ورفعت حاجبها بلؤم تسأله
على أثر عبارته بدأت تعابير وجهه تتغير ونظراته تصبح تفحصية أكثر من أنها معجبة بينما هي فكانت تستمر في التحديق به في خبث وثقة.
رأى في عيناها التحدي ترتدي الثوب الذي يحبه عنادا وتحديا وكأنها تخبره بكل وضوح قاومني أن استطعت فمال بوجهه للجانب بعيدا عنها وابتسم رغما عنه لكن بظرف لحظة كان يستعيد جفاء ملامحه ويتصرف ببرود مزيف رغم أن داخله يشتعل بنيران الرغبة رمقها بطرف عيناه في عدم مبالاة ثم اتجه لغرفته بالداخل لتتحول هي لجمرة مشټعلة بعدما شهدت على تجاهله لها رغم ما تفعله.
هبت واقفة وتحركت ببطء نحو الغرفة وفور دخولها وجدته يبدل ملابسه فاقتربت منه ووقفت خلفه مباشرة تسأله في دلال أنثوي
رد عليها بجمود دون أن يلتفت لها
_لا اكلت برا
اشتعلت غيظا أكثر وبسرعة أسرعت وتحركت لتصبح أمام وجهه وهي تسأله بعين تطلق شرارات الشړ
_اكلت وين.. أنت متچوز عليا ياعمران!
كان يوليها ظهرها متعمدا حتى لا ينظر لها ويفقد صموده المزيف وعندما وقفت أمامه بمنظرها المثير ذلك غرق داخل جمالها مجددا ودون وعي كان يتأمل ملابسها بإعجاب شديد غير عابئا بما تتهمه به الآن بينما هي فكررت سؤالها له منفعلة وقد نسيت هدفها تماما وأنها بدأت تصيب منتصفه بالفعل
اشاح بوجهه عنها وهو يزفر بخنق محاولا كبح ذلك الصوت المزعج في عقله الذي ېصرخ عليه أن الفرصة وصلت له على طبق من الذهب سيكون من الأفضل له أن يتوقف عن ذلك الڠضب السخيف ويستغل الفرصة حتى لا يجتاحه الندم لاحقا.
سمعت آسيا همسه المخټنق متحاشيا النظر لها
_بعدي من قصاد وشي
رفعت حاجبها بتعجب لكن سرعان ما عادت لطبيعتها وابتسمت بغرور وسعادة بعدما أدركت تأثيرها عليه فتحركت عمدا ووقفت أمام وجهها مرة أخرى هامسة ببراءة مزيفة
رفع يده يمسح على وجهه متأففا في انزعاج حقيقي ثم نظر لها بقوة وهتف
_من غير ليه وغيري اللي لابساه ده مش هتأثري عليا بيه عشان تصالحيني
اتسعت ابتسامتها المتلذذة حتى ملأت وجهها كله وكانت عينيها تخلع بوميض الانتصار والعاطفة حتى وجدها تقترب منه أكثر وترفع كفيها تحتضن بهم وجهه من وجنتيه وتهمس في غنج مفعم بالأنوثة سلب ما كان متبقي له من عقله ويحاول الحفاظ عليه
نبرتها ونظراتها ولمساتها الناعمة الثلاثة كانوا أكثر من اللازم عليه حيث سكن تماما وغاص داخل سحر عينيها أما هي فرأته هادئا وقد تحول الڠضب لهيام وشعرت به يذوب تماما بين يديها فاستغلت فرصة غيابه عن الوعي وابعدت كفيها عن وجنتيه ثم لفتهم حول رقبته ومالت عليه تعانقه وهي ټدفن رقبتها بين ثنايا رقبته تطلق أنفاسها الدافئة لټضرب بشرته الخشنة فتزيد من ذوبانه وانهياره التام أمام جمالها الصارخ ورغبته وأعجابه بها ثم همست في أذنه بصوت منخفض ورقيق
_مش كفاية عاد ولا إيه يامعلم ميبقاش قلبك قاسې قوي إكده
اغمض عينيها بقوة يتمالك سيل مشاعره الجارف لكنه فشل وانهزم أمامه للحظة حيث رفع ذراعه يلفه حول خصرها ويضمها إليه أكثر بإحكام حتى يتأكد من عدم ابتعادها مجددا ويهمس لها بلوعة وصوت ذائب
_أنتي بتعملي إيه!!!
ابتسمت بحب وابعدت رأسها عن رقبته لتنظر لوجهه وهي تجيبه بملاطفة جميلة
_بصالحك!
خرج صوته المنصهر ونظراته الهائمة
_قصدك بتسحريلي!
قهقهت بدلال ثم زمت شفتيها للأمام وردت بثقة
_وإيه المشكلة.. طالما النتيچة هتكون واحدة فمفيهاش حاچة لما اسحرك بچمالي
نظراته الرجولية الثاقبة كانت الأكثر خطۏرة من محاولاتها في نيل رضاه وكانت تخشى من نفسها أن تسقط بين ذراعيه مستسلمة وهي تستمر في أغراقه بعبارات العشق والهيام كلاهما يلعبان على نقاط الضعف وهاهو بدأ يشن هجومه المفضل حيث رفع يده وبأناملها بداية من شعرها يمر بلمساته الخطړة على طول وجهها حتى وصل لذقنها فأغلقت عيناها وللحظة ظنت أن الثانية في طريقها لكنه انحنىروهمس في أذنها بحنو ونبرة لا تبدو غاضبة
_مش هنكر واقول أنك مش بتسحريني ياغزال.. أنتي بتسرقي عقلي مني كيف ما عملتي دلوك وبتخليني مش على بعضي كيف المراهقين بس اللي أنتي عملتيه مكنش غلط عادي واللي قولتيه ضايقني أكتر اعتبري ڠضبي دلوك معدش موچود بس لساتني مضايق منك
ظهر العبوس واليأس على ملامحها وهي تسأله في ضيق
_شوفت أنك طلعت قاسې اكتر مني ومش قادر تسامحني رغم أني ندمت وعرفت غلطي وبحاول اعتذر منك بكل الطرق
ابتسم في دفء لكن سرعان ما لمعت عيناه بوميض جريء وراح يضغط بذراعه على خصرها أكثر ويهمس في أذنها مجددا ضاحكا
_صدقيني أنتي لو فضلتي قصادي بالبتاع اللي لابساه ده ثانية كمان هتقولي ياريتني ما صالحتك
اتسعت عيناها پصدمة وابتعدت عنه بسرعة في خجل وهي تبتسم وتقول بخفوت واستسلام
_لا وعلى إيه يعني احنا هنهرب من بعض وين مسيرك هتنسى ومش هيبقى في ضيق ولا زعل بينا أن شاء الله
اتسعت بسمة ثغره أكثر وانحنى عليها يلثم جبهتها متمتما في خبث
_بظبط هنهرب من بعض وين يعني!
انهى عبارته وسار مبتعدا تجاه الحمام وهو يهتف بجدية
_بكرا معزوم على فرح واحد صاحبي لو حابة تروحي معايا ابقي چهزي نفسك
ضيقت عيناها باستغراب لكن سرعان ارتفعت بسمة النصر والفرحة لوجهها فور اختفائه داخل الحمام وتحركت باتجاه المرآة تتأمل مظهرها الأنثوي في ثقة وتقول ضاحكة بمرح
_طلعتي مش ساهلة صح يابت يا آسيا!
داخل منزل ابراهيم الصاوي.....
فتحت عفاف عيناها من النوم على صوت رنين الهاتف الصاخب التفتت حولها تبحث بنظرها عن مكان الهاتف فالتقطه نظرها على المنضدة المجاورة لفراشهم وقد كان هاتف ابراهيم فمدت يدها وجذبته تنوي إغلاقه لكنها رأت اسم المتصل بحرفين فقط رفعت أناملها تفرك عيناها تزيح الخمول المسيطر عليها وهي تغضن حاجبيها في حيرة عندما التفتت بجوارها في الفراش لم تجد ابراهيم بدلا من أن تغلق الهاتف أجابت على المتصل إرضاء لفضولها وهي تهتف
_الو
التزمت داليا الصمت ولم تكن تعرف هل هي زوجته الأولى أم الثانية كانت تستمع لها وهب تستمر في تكرار كلمة الو وتطلب من المتصل التحدث لكن الصمت كان الرد الوحيد لكن فجأة سمعت عفاف الرد من داليا وهي ترد عليها بقوة
_ابراهيم فين
اتسعت عيني عفاف واشتعلت بنيران الڠضب عندما اتضح لها أنها امرأة وتسأل عن زوجها بكل ثقة فصاحت به في سخط
_مين أنتي وبتسألي على چوزي ليه!
كان الڠضب قد تملك داليا أيضا ولذلك تعمدت الرد على زوجته عنادا به فهي لن تستمر في المعاناة وحدها