رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
جعله يغضن جبهته باستغراب لكن الفرحة تغلغت في قلبه وبسرعة دون تفكير أجاب على الهاتف في وجه مشرق
_الو
وصله صوتها المرتعش والخائڤ وهي تهتف
_ايوة يابابا تعالالي بسرعة
اختفت بسمة ثغره وتقوست ملامحه للقلق والجدية وهو يقول يجيبها
_أنا بلال ياحور.. مال صوتك إكده أنتي كويسة
انزلت الهاتف عن أذنها تنظر في الشاشة تتأكد من الاسم الذي قامت الاتصال به فوجدته بلال بالفعل لقد كان اسمه يتبع اسم والدها بضبط في قائمة الاتصالات بسبب تشابه أول حرف في الأبجدية وبسبب تلهفها ضغطت على اسمه دون وعي رفعت كفها ومسحت على وجهها بغيظ ثم عادت بالهاتف لأذنها مجددا تجيبه باعتذار
لم يبالي بما قالته للتو وأعاد سؤاله للمرة الثانية في اهتمام
_قوليلي الأول أنتي كويسة.. في حاچة حصلت معاكي!
أجابت بالرفض المزيف حتى لا تزعجه بمشاكلها رغم أن صوتها المرتعد لا يلائم كلماتها أبدا
_لا يا بلال مفيش حاچة أنا كويسة.. معلش ازعجتك
_حور مالك اتكلمي.. أنتي فين طيب
تنهدت في الأخير بقلة حيلة وردت عليه تصف له مكانها فأخبرها أن سيأتي لها حالا وانهى الاتصال معها واسرع نحو سيارته لكي يستقل بها وينطلق نحو موقعها.
بمدينة العين السخنة داخل منزل خاص بجلال......
كانت فريال تقف في شرفة غرفة نومهم تتأمل في مياه البحر أمامها وهي مبتسمة ونسمات الهواء الباردة تلفح صفحة وجهها كانت الشقة في الطابق السادس ورغم خۏفها من المرتفعات إلا جمال المنظر الذي أمامها كان لا يقاوم أغلقت عيناها ببطء تترك الهواء يرسم لوحته الرقيقة على صفحة وجهها المبتسم.
هزت رأسها بالنفي وهي مازال متحفظة بابتسامتها
_ مش بردانة.. والمنظر ده وحشني قوي لينا سنين مچيناش إهنه
تحرك ووقف بچوارها وهمس بحب وهو يتأمل مباح البحر أمامه
_آخر مرة چينا كنتي حامل في عمار برضوا واختارنا هنسميه إيه هنا
هزت رأسها بالإيجاب وهي تضحك وتكمل وسط ضحكها بمرح
_أنت كنت عاوز تسميه حمزة على اسم جدك وأنا كنت عاوزة عمار وأنا اتخانقت معاك ولغاية ما ولدت واحنا كنا پنتخانق وأنت بعدين عشان ترضيني كتبته عمار وعملتها مفاجأة ليا
_وقتها كان في بينا مشاكل كيف دلوك ولما چينا إهنه وانتي ولدتي نسينا كل الزعل ورچعنا كيف ما كنا وقتها أنا مندمتش إني سميته عمار لأن كان ليه نصيب من اسمه وهو اللي چمعنا من تاني
أشاحت بوجهها بعيدا عنه وراحت تتأمل منظر المياه مجددا مجيبة عليه بحزن
جلال ببسمة دافئة كلها عاطفة
_كيف ما عدينا اللي فات نعدى ده كمان طول ما احنا چار بعض
رمقته مطولا بأسى وعينان دامعة ثم تنهدت في قلة حيلة واستدارت تدخل للغرفة وتتجه نحو الأريكة تجلس عليها بوجه عابس بينما هو فأكمل مراقبته لأمواج البحر الهائجة مثل روحه.
قطع تلك الأجواء الكئيبة بينهم دخول عمار ومعاذ ليهتف معاذ بضيق
رد عمار مازحا متعمدا إضحكاهم
_أيوة أنا حران قوي وعاوز انزل اعوم
رفعت فريال كفها تضعه على وجهها وهي تضحك مغلوبة وكذلك جلال الذي دخل من الشرفة وهو يجيب على ابنه الصغير ضاحكا
_روح املى البانيو چوا وعوم فيه براحتك
قهقهوا بقوة باستثناء عمار الذي تصنع الضيق والغيظ من سخرية أبيه عليه بينما معاذ فأسرع نحو أمه يجلس بجوارها ويحتضن كفها يهتف متوسلا
_قولي لأبوي ياما خليه ياخدنا وننزل