رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
تقبل النقاش أبدا
_من إهنه ورايح البت دي تنسيها وتقطعي علاقتك بيها على الآخر ومشوفكيش بتتحدتي معاها واصل وإلا أنتي المسئولة عن ردة فعلي أنا مندمتش على چوازي منك قد ما ندمت إني چبتك معايا القاهرة يومين ونرچع البلد تاني
كانت منغمسة في نوبة بكائها فكرر أوامره عليها مرة أخرى حتى يتأكد من أنها استوعبت
_سمعتي قولتلك إيه!.. مش عاوز اسمعك بتچيبي سيرة البت دي تاني ولا ترمي السلام عليها حتى فاهمة ولا لا
بصباح اليوم التالي داخل منزل ابراهيم الصاوي......
كان الجميع ملتف حول طاولة الطعام ويتناول وجبة الإفطار وكان بلال جالس الجهة المقابلة لأمه ووالده وزوجة أبيه وكانت نظراته الثاقبة مستقرة على والده يتابعه وهو يتحدث مع أمه بكل طبيعية وهي تبادله الحديث في كل لطف وابتسامة عذبة على عكس إخلاص التي كانت لا تنظر لابراهيم أبدا كأنها لا تطبق النظر في وجهه وقمساتها عالية ومنزعجة فضيق بلال عينيه مستغربا وللحظة ظن أنها تعرف بزواج والده لكن سرعان ما استبعد ذلك الاحتمال فمن المستحيل أن تظل بهذا الهدوء إذا عرفت ربما تكون منزعجة بسبب آخر مجهول.
_بلال مالك ياولدي في حاچة مضايقاك ولا إيه!
انتبه لتصرفاته المريبة ونفر برأسه وهو يزفر بخنق ثم راح يجيب على أمه بحنو مبتسما
_لا ياما مفيش حاچة أنا سرحت شوية بس
استقرت نظرات ابراهيم الساخطة على ابنه بعدما فهم سبب حالاته الغريبة هذه فترك الطعام الذي بيده وهب واقفا فجأة وهو يوجه حديث الصارم لبلال
تنفس الصعداء بضيق ثم استقام واقفا هو الآخر ولحق بوالده وسط نظرات الجميع المستفهمة وفضول عفاف الذي سيقتلها لمعرفة ما الذى يحدث بينهم.
بينما في الداخل فور انعزالهم عن أنظار ومسمع الجميع هتف ابراهيم ساخطا
_أنت عاوز تعمل مشاكل وخلاص ولا أيه!
اقترب بلال من المقعد وجلس فوقه وهو يجيب على أبيه پغضب مماثل
هتف ابراهيم ساخرا في انزعاج
_أنت بتهددني يعني يابلال أني لو مقولتش لأمك أنت اللي هتروح تقولها
هز رأسه بالرفض التام مجيبا على والده
_لا يابوي أنا مقولتش إكده ومتقلقش أنا مش هقولها حاچة أنا عاوزها تسمع منك أنت مش مني أنت اتچوزت وده حقك أظن من حقنا وحقها كمان أننا نعرف
_الكل هيعرف يابلال اهدى ياولدي.. أنت مش هتعاديني وتقف قصادي عشان اتچوزت على أمك
طالت نظرة بلال المقتضبة لوالده قبل أن يستقيم واقفا ويقول بلهجة مهذبة وهادئة متجاهلا ما قاله للتو
_عن أذنك يابوي أنا همشي عشان ورايا مشوار ضروري
انهى عبارته واندفع لخارج الغرفة فوجد أمه في وجهه وهي تسأله بقلق
تنهد في وجه فاتر ورد بإيجاز
_مفيش ياما موضوع تبع الشغل
ولم يترك لأمه مجالا لطرح المزيد من الأسئلة حيث ابتعد عنها وسار لخارج المنزل بأكمله وبينما كان في طريقه للسيارة ارتفع صوت رنين هاتفه فرفعه لمستوى نظره وحدق في الشاشة لاسم المتصل الذي