الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران 
_ الفصل الحادي والأربعون_
مر أكثر من نصف ساعة منذ شجارهم وحتى الآن لا يسمع لها أي صوت وكأنه بمفرده داخل المنزل رغم نفورها منها في ذلك الوقت وعدم رغبته برؤية وجهها حتى إلا أنه لم يستطع كبح مشاعر القلق التي تغلغلت في ثناياه ودفعه فضوله لمعرفة مالذي تفعله أن ينهض ويغادر الغرفة متجها نحو الصالة متصنعا أنه سيكمل حديثه المستأنف معها أو ربما شجارهم!.

لكنه تصلب بأرضه عندما رآها فوق الأرض فاقدة وعيها وبثواني معدودة كان يسرع نحوها ويجلس بوضعية الاندفاع بجانب رأسها ثم يرفع رأسها عن الأرض ويضرب فوق وجنتها برفق هاتفا
_آسيا.. آسيا 
عندما لم يجد استجابة منها اعتدل في جلسته واستقام منحنيا ثم حملها فوق ذراعيه واتجه بها لغرفة نومهم بالداخل ليضعها فوق الفراش بحرص شديد ويعود يبدأ محاولاته مرة أخرى في إفاقتها تقريبا قام بتجربة كل الطرق الممكنة وجميعهم لم يجدوا بنفع معها فتسارعت نبضات قلبه والخۏف هيمن عليه فالتقط هاتفه بسرعة وكان سيهم بالاتصال بالطبيب لكن توقف وانزل الهاتف ببطء من فوق أذنه عندما وجدها تفتح عيناها وتأن پألم وهي ترفع يدها لرأسها ممسكة بها وتهمس
_آاه ياراسي 
استقرت نظراته الجافة لها وهو يرد عليها بلهجة رجولية غليظة
_شوية والوچع يروح أكيد حاسة پألم عشان وقعتي عليها 
انتفضت على أثر صوته فلم تكن مدركة لوجوده وعندما سمعته اعتدلت في نومتها ونظرت له بقلق وخوف دون أن تتحدث تدرس تعابير وجهه هل كما هي أما هدأت قليلا لم تختلف نظراته المخيفة لها لكن مظهره يبدو أقل هدوءا مما كان عليه منذ قليل ودت أن تتحدث لكنها ترتعد كلما تتذكر العواقب الوخيمة التي واجهتها عندما ردت عليه وكيف تحول لوحش كاسر يدمر كل شيء.
دام ذلك الصمت القاټل بينهم وهي تحاول عدم التركيز على عيناه المرعبة وهو يستمر في التحديق بها في كل ڠضب وغلظة خشيت أن ينهض ويفتك بها في لحظة مباغتة من شدة حدة نظراته لها.
كانت تتصارع مع عقلها الذي يلح عليها في التحدث وطرح سؤال بسيط فقط لكنها كانت تلبي الطبيعة التي فطرتها الشعور بالخۏف لكن مع الإلحاح الشديد من ذلك الصوت المزعج تحدثت بصوت بالكاد يسمع
_أنت هديت شوية!
طال تحديقه المريب فيها والذي كان يزيد من شعورها بالندم أنها تحدثت ثم سمعته يجيب أخيرا بكل هدوء لكنه يضمر في ثناياه غليان دماءه
_على حسب.. يعني لو قفلتي خشمك ده ومقولتيش حاچة تعفرتني هفضل هادي إكده أو متمالك أعصابي بمعنى أصح
هزت رأسها بالموافقة وهي تضم سبابتها وابهامها وتسير بهم على طول شفتيها المغلقة تريه أنها لن تفتح فمها أبدا فسيطر الصمت عليهم مجددا وهذه المرة هي كانت لا تنظر له أو تتحاشى النظر إليه بالمعنى الأدق حتى سمعته يقول بصوته الرجولي
_بما أننا مكملناش كلامنا.. فأنا سامعك دلوك يلا قولي ال ده قالك إيه 
التفتت له وتمعنته للحظة قبل أن تسأل ببلاهة
_اتكلم وارد عادي ولا ممنوع! 
ارتفع حاجبه اليسار بنظرة مريبة فتنحنحت هي بتوتر وقالت له في خوف
_ما بلاش النهاردة خليها بكرا نكمل كلامنا.. أصل أنا تعبانة وأنت كمان أكيد مرهق فنتكلم بكرا ودلوك ننام.. أنا بقول ده رأى حلو قوي يلا عاد تصبح على خير 
أنهت عبارتها واعتدلت في الفراش تهم بالتمدد عليه وتوليه ظهرها حتى تنام أو تهرب منه في المعنى الأصح لكنها ارتجفت قبل أن تكمل اعتدالها حتى في الفراش على أثر صيحته بها
_آسيا
عادت لوضعها الأول مجددا وهي ترسم ابتسامة خوف

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات