رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الاربعون بقلم ندى محمود توفيق
عدم مبالاة
_مش هتقدر تثبت حاچة وهقول أنه مش بتاعي وهطلع منها عادي أنا لو منك كنت كبرت دماغي من الكلام ده وروحت لمراتي اسألها الراجل الغريب كان بيعمل ايه معاها في البيت
أظلمت عيني عمران بشكل مرعب وللحظة فقد قدرته على التفكير بعقلانية وباتت عيناه لا ترى شيء أمامها من الظلام فدث يده في جيب جلبابه وأخرج سلاحھ الخاص ثم رفعه ووجهه نحو رأسه وهو يهتف بصوت مخيف
لم يرف لسليم جفن وظلت ابتسامته المريبة والمستفزة تزين ثغره وهو يحدق بعمران في تحدي غير مباليا بتهديداته ظنا منه أنه لن يجرؤ على فعلها وكلماته ما هي إلا مجرد عبارات ترهيب لا أكثر لكن هيهات فقد توسط الشيطان بعقل عمران وكان على وشك فعلها حقا عندما وضع أصبعه فوق الزناد ولم يكن بين قټله له سوى ثواني معدودة ولم يوقظه من غفلته سوى صوت الأقدام على درج البناية ثم طرق الباب من قبل الشرطة فأنزل يده تدريجيا دون أن يزيح بنظراته القاټلة عن سليم وأعاد سلاحھ لجيبه مجددا ثم اتجه نحو الباب وفتحه وافسح الطريق للعساكر بالانتشار داخل المنزل بينما الظابط الذي اتضح أنه صديق لعمران فقد اقترب منه ورتب على كتفه متمتما بنبرة هادئة
اغلق عينيه وهو يضغط على قبضة يده پعنف ويهمس لصديقه بنبرة لا تبشر بالخير أبدا
_احمد ربك أنهم نقذوك من يدي كان زمانك مع الأموات دلوك
قبض يوسف على ذراع عمران وجذبه بعيدا عن سليم يهتف
_عمران مينفعش كدا أهدى قولتلك
ثم صاح على أحد العساكر پغضب
_وأنت يابني تعالى خده على عربية البوكس تحت
تقدم العسكري من سليم وكبل يديه بالأقفال ثم جذبه معه للخارج متجها للأسفل حيث سيارة الشرطة وبعد وقت قصير نسبيا من البحث داخل المنزل كله بالفعل تم العثور على ممنوعات ومواد مخدرة...
داخل منزل خليل صفوان....
كانت فريال تقوم بتجهيز حقائب السفر استعدادا للرحيل وبينما كانت منشغلة بتجميع الملابس داخل الحقيبة صك سمعها صوت جليلة وهي تهتف بغيظ
_قدرتي تاخدي ولدي تحت باطك تاني ورچعلك لا وكمان بتچهزي شنطكم عشان تطلعوا تصيفوا
توقفت يد فريال عن الترتيب واغلقت عيناها بخنق محاولة تمالك أعصابها ثم انتصبت واعتدلت في وقفتها والقت بالبنطال الذي بيدها داخل الحقيبة في ڠضب والتفتت لجليلة تنظر لها بقوة وتقول بثقة متعمدة إثارة غيرتها أكثر
ابتسمت جليلة بنظرات تحمل الاندهاش من التحول الجديد في شخصية زوجة ابنها ثم تقدمت نحوها وهي ترفع ذراعيها وتعقدهم أسفل صدرها متمتمة في سخرية
ابتسمت فريال لها في بسمة صفراء وقالت بقوة
_البركة فيكي ياحماتي
التهبت نظرات جليلة ثم هتفت بغل وكره
_أبوكي قتل چوزي وحرمتوني منه.. وأخوكي خد بتي فكرك هسيبك تاخدي ولدي مني كمان دلوك
صاحت بها فريال منفعلة
_أبويا مقتلش حد وعمران مخدش بتك منك هو حماها منكم وانتوا السبب في خسارتها مش هو وأنا مخدتش ولدك منك وقاعد چارك أهو
جليلة بصوت موجوع وحقد شديد
_وأنا إيه عرفني أخوكي بيقول لبتي إيه ما