السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

في ابتسامة مخزية ثم تقدم من أبيه وجلس على المقعد المقابل له وهو يتمتم بنظرات ثاقبة
_شكلي قطعت عليك مكالمة مهمة يابوي 
ابتسم ابراهيم بكل برود أعصاب ورد نافيا
_لا ده موضوع عادي كنت بتكلم فيه مع سيد على الشغل
أطرق بلال رأسه أرضا وهو يهزها عدة مرات متتالية وسط همسه الغاضب
_امممم الحچ سيد 
ضيق ابراهيم عينيه باستغراب قبل أن يسأل ابنه بعدم فهم وقلق
_مالك يا بلال في حاچة حصلت ولا إيه! 
طال السكون المريب بينهم وسط نظرات ابراهيم المستفهمة وبين تعابيرات وجه بلال الغريبة وهو مازال مطرق رأسه أرضا ولا يتحدث.. يفكر في شيء لا يفهمه ابراهيم أخيرا رفع رأسه لينظر لوالده باستياء ويسأله في صوت محتقن
_عندها كام سنة 
غضن حاجبيه بعدم فهم مجيبا بسؤال على سؤاله
_مين دي!
خرج عن طور هدوءه المزيف وهتف پغضب
_بتك يابوي! 
استحوذت الصدمة على ابراهيم وهو يحدق بابنه لوقت طويل نسبيا صامتا حتى تنهد في النهاية وقال بثبات تام
_ست سنين
ظهر الذهول على بلال لكن سرعان ما تحول بضحكة صامتة في عدم حيلة وهو يجيب على والده
_متچوز من اكتر من ست سنين ومش قايل لحد!!! 
احتقن وجه ابراهيم بالډماء قبل أن يجيب على ابنه منفعلا في حدة
_چرا إيه يا بلال انت كبرت عليا ولا إيه عشان تحاسبني أنا أعمل اللي أنا عاوزه مش هاخد الأذن منك ولا من أخواتك 
انفعل بلال بدوره وصاح بنظرات ڼارية
_هحاسبك يابوي هي مش اللي اتچوزت عليها دي أمي معاك بدل المرة أتنين عاوز ايه تاني وبدل العيل تلاتة.. تروح كمان تتچوز التالتة في السر من غير ما حد يعرف
صاح ابراهيم بعصبية ولهجة محذرة
_وطي حسك واتكلم زين مع أبوك يا بلال.. وأمك انا شايلها فوق راسي وممخليهاش محتاچة حاچة كل طلباتها مچابة ومديها حقوقها كاملة وأنا معملتش حاچة غلط ولا حرام ربنا حللي بدل الواحدة أربعة وطالما في مقدورتي متچوزش ليه التالتة والرابعة كمان
قهقه بلال مغلوبا وسط جموحه الشديد ثم رد پغضب
_إيه ناوي تتچوز الرابعة كمان دلوك عشان تقفل الأربعة وتبقى حللت شرع ربنا
استقرت نظرات ابراهيم الساخطة على ابنه للحظات قبل أن يردف بحدة
_أنا كنت ناوي اقولكم اليومين الچايين واديك عرفت لوحدك.. دي مرتي وليها حق عليا كيف أمك وكيف مرت أبوك ومعدتش مستحمل اخلي بتي تعيش بعيد عني اكتر من إكده
رفع بلال حاجبه مندهشا بعدما فهم تلميحات والده وما ينوي على فعله قريبا فاستشاط مغتاظا أكثر وازداد غضبه عڼفا حيث هب واقفا وهتف لأبيه بنبرة لا تحمل المزاح
_مفيش حد هيدخل البيت إهنه يابوي كيف ما كانت مرتك عايشة الست سنين وحدها بعيدة عنينا تفضل مكانها مش هسمح لحاچة تكسر أمي ولا تضايقها
انهى عبارته واندفع لخارج المنزل دون أن ينتظر الرد من أبيه الذي كان يشتعل غيظا من ابنه ورفع يده يمسح على وجهه متأففا پغضب ونفاذ صبر.

توقف عمران أمام باب أحدى الشقق وصاح بسليم الواقف بجواره
_افتح الباب ده يلا 
مد سليم يده لقفل الباب وفتحه ثم دخل هو أولا ومن بعده عمران الذي كان يتطلعه بوعيد شيطاني ثم قبض على فكيه وهو ېصرخ به
_ديل الكلب عمره ما يتعدل يا وأنت مكفاكش اللي عملته فيك زمان لما فكرت تعمل نفس ال مع فريال أنا متأكد إني لو دخلت أوضة النوم دلوك مش هلاقي هدوم حريم وو بس لكن كمان الحشېش اللي أنا سبق وبلغت عنك ودخلتك السچن والمصحة بسببه ودلوك بلغت عنك تاني بس المرة دي مفيهاش طلعة 
ابتسم سليم بثقة وقال في

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات