الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

تلك القسۏة المزيفة خلفها فيض من المشاعر الدافئة أو طفلة في زي أنثى ناضجة ومٹيرة.
لاحت البسمة المغرمة فوق شفتيه وهو يتأملها فانحنى على شعرها يلثمه 
عندما حاولت تحريك يدها وجدتها مقيدة فاخفضت نظرها وعندما رأتها طال تمعنها في احتضانه لكفها بين قبضته فابتسمت بحب وبتلقائية تامة رفعت رأسها له تتأمله وسط نومه 
رأته يبتسم بعبث ويتمتم غامزا
_صباح الورد ياغزال 
كان صوت أنفاسها سريع وصدرها يرتفع ويهبط بتوتر أما نظراتها فكانت مغتاظة حيث راحت تلكمه برفق في كتفه هاتفة
_أنت مش محترم
ارتفع حاجبه اليسار في رد فعل تلقائي على وصفها له بعدم الاحترام وهتف في لهجة رجولية
_مش محترم كيف يعني! 
اضطربت للحظة من نبرته وقررت القفز لعبارة أخرى وهي تسأله بخجل
_أنت كنت صاحي 
زم شفتيه للأمام مجيبا ببراءة متصنعة
_يعني نص نص.. أنتي متعصبة إكده ليه متقلقيش هعمل نفسي كانت نايم ومش حاسس بيكي ولا باللي عملتيه 
ارتبكت بشدة وكان صوتها يظهر متوترا وهي تهتف
_أنا معملتش حاچة!
اعتدل في نومته ورفع نصف جسده قليلا عن الفراش ليميل عليها بوجهه وهو يبتسم بخبث كانت تعود برأسها للخلف حتى وجدت الوسادة هي آخر الطريق فابتسمت له ببلاهة وقالت في خجل شديد
_احم في إيه ياعمران 
كان مظهرها وهي متوترة وتبتسم بهذه الطريقة يدعوه للضحك لكنه تمالك أعصابه وأجابها بنظرات تحمل معني مختلف غير الذي تلفظه شفتيه
_نسيتي ما تصبحي عليا
سكون غريب استحوذ عليها وهي تطالعه بخجل حتى همست في صوت خاڤت
_صباح الخير
لوى فمه باقتضاب وقال في عدم اقتناع
_لا معچبتنيش
ضيقت عيناها باستغراب ثم قال له في لهجة تهكمية
_كيف يعني معچبتكش!.. أنت قولتلي مصبحتيش عليا وأنا بقولك أهو صباح الخير
هز رأسه بالرفض معبرا عن عدم رضاه ثم لمعت عينيه ببسمة ماكرة وهو يقول بتصنع البراءة
_لما كنت نايم خير اللهم اچعله خير حلمت حلم غريب كنتي أنتي وبتصبحي عليا ب....
هتفت تمعنه من استرسال سرده لحلمه الكاذب وهي تقول بقلة حيلة ونبرة خجلة
_خلاص متكملش.. أنت عاوز إيه يعني دلوك 
عمران ضاحكا بلؤم
_كلك نظر 
ثم مال بوجهه للجانب يجعل وجنته أمامها حتى يتثنى لها تقبيله كما فعلت منذ قليل نقلت نظرها بين وجهه وبين نظراته الماكرة وهو ينتظرها فقالت له بلهجة منذرة
_هتعمل كيف ما عملت من شوية
تصنع عدم الفهم ورد ببرود تام
_عملت إيه! 
آسيا مغتاظة
_عمران!!
وجدته يضحك بقوة ثم يجيب عليها مبتسما
_لو فضلتي بتفكري كتير إكده موعدكيش أني مش هعملها.. يلا عاد!
سيطرت على خجلها ونبضات قلبها وفورا رفعت رأسها تتطبع قبلة سريعة على وجنته وتبتعد مجددا فالټفت لها وهو يضحك ثم مال على جبهتها يقبلها بحنو وهو يرد
_صباح النور ياغزالة 
ثم ابتعد ونهض من الفراش يتجه نحو الحمام فور اختفائه عن أنظارها أطلقت هي تنهيدة طويلة وهي تزفر بقوة تطلق أنفاسها المكتومة وعلى ثغرها ابتسامة مغرمة وخجلة ثم رفعت كفها تخفي به عينيها ووجهها وهي تضحك مغلوبة.
أبعدت الغطاء عن جسدها لكي تنهض لكن شعرت بشيء جعلها تتسمر مكانها مندهشة هي تستطيع تحريك قدمها بمفردها لمعت عيناها بسعادة غامرة ودون تفكير حاولت النزول من على الفراش وحدها دون الاتكاء على مقعدها ونجحت بالفعل وقفت على الأرض وابتعدت عن أي شيء حولها يمكنها الاتكاء عليه فاستطاعت البقاء ثابتة دون أن يختل توازنها تلألأت العبرات في مقلتيها وراحت تصرخ دون وعي
_عمران 
خرج من الحمام مزعورا على أثر صړاخها وهرول نحوها يسألها بهلع
_مالك! 
تطلعت في عينيها بفرحة مفرطة وعينان دامعة
_أنا واقفة لوحدي
انتبه أنها تقف على قدميها بثبات طبيعي فنزل بنظره على طول جسدها يتفحصها پصدمة دامت لدقيقة كاملة حتى

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات