رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
الحزن ومع تأملها الطويل لأثره وجدت دموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة وسرعان ما تحول بكائها الصامت لنحيب وهي تخفي وجهها بين راحتي كفيها وتبكي بقوة فغضن حاجبيه بتعجب ثم هتف بقلق وعدم فهم
_فريال مالك
ظن الأجابة على سبب بكائها ستكون شجارهم وكيف انتهي بكلماته القاسېة ولوهلة شعر بالندم أنه تسبب في بكائها بهذا الشكل وكان على وشك أن يحاول تهدأتها بحنو لكنها صابته بالصدمة الحقيقية عندما رفعت وجهها الغارق في الدموع ونظرت له بعينان عاجزة وبريئة ثم قالت
رأت سهو غريب يعلو ملامحه وهو يتمعنها ويرمش بعينيه لحظات صمت مرت كانت أشبه بصوت صفير الحقل حتى اخترق فقاعة الصمت وتحدث أخيرا يسألها بعدم استيعاب
_أنتي كنتي پتبكي إكده عشان نفسك في فراولة!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي مستمرة في البكاء الشديد فقال بجدية ولهجة حاول إخراجها دافئة حتى يهدأها
عادت ترمقه مجددا لكنه پغضب ودهشة وهي تسأله
_يعني إيه!
طال تمعنه فيها مفكرا ليقول في النهاية مغلوبا في استسلام
_يعني هچبلك يافريال حاضر.. هتصرف واچبلك الفراولة اللي نفسك فيها دي
لانت حدة ملامحها واشاحت بوجهها للجهة الأخرى تهمس بصوت منخفض وهي تمسح دموعها في غيظ
سألها باستغراب رافعا حاجبه بعدما سمع تمتمتها بكلام غير مفهوم
_بتقولي حاچة!
نظرت له وقالت في بسمة متكلفة وهدوء تام
_بقول شكرا
ثم استقامت واقفة واتجهت نحو الحمام تتركه وهو يتابعها بنظراته الدقيقة وفور اختفائها داخل الحمام رفع يده يضرب كف على كف متمتما في نفاذ صبر
بينما هي ففور انعزالها داخل الحمام اڼفجرت باكية مرة أخرى ولكن هذه المرة قهرا وهي تتذكر كلماته الأخيرة عن حقيقة بقائها وحدها في النهاية وأنه لن يلبي نداء استغاثتها عندما تطلب لن يحبها ولن يحارب من أجلها سيتوقف عن المحاولة وسيتخلى عنها.
آشعة الشمس الذهبية المتسللة من النافذة ټضرب في وجهه منذ شروقها لكنه لم ينم سوى ساعات قصيرة وأغلب الليل كان مستيقظ لا ينتابه شعور النوم بأي شكل يشغل تفكيره أمورا مختلفة سببت له الأرق هذه الليلة ومنعته من الراحة.
اخفض نظره له يتأملها بشرود وبلحظة واحدة مر شريط حياتهم منذ الزواج وربما قبله حتى كيف بدأت وكيف تضع نقاط النهاية الآن كلاهما كانوا يحسبون الدقائق وليس الأيام حتى تدق ساعة أنفصالهم وكل منهم يعود لحياته تستمر هي من حيث بدأت تسعي للاڼتقام وتنثر شړ الساحرة بأي بقعة تخطها قدمها وهو يتابع حياته الطبيعية بين عمله وعائلته وحين تتقاطع طرقه مع الفتاة المناسبة التي سيميل قلبه لها سيتزوجها لكن كلاهما تقاطعت طرقهم العكسية وتوقفوا بنقطة المنتصف ولم يكن أمامهم سوى حلين.. أما الاستمرار معا بنفس الطريق أو بقائهم بنفس النقطة حتى النهاية التي لن تكون مرضية لكليهما.
أحب خبايا روحها المخفية أسفل قناع القوة والتمرد تحارب من أجل البقاء صامدة والحقيقة أنها تتشبث به عند أول عاصفة تزعزعها تلوذ إليه وتأخذه حصنها المنيع ضد كل العواصف