الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران 
_الفصل التاسع والثلاثون _
مالت بوجهها للجانب وهي تبتسم رغما عنها بعد عباراته التهكمية وهو يشاركها نفس الرأى بأنهم ليسوا طبيعين بل تلبستهم الشياطين لن تتوقف عن الضحك إلا عندما سمعت يهتف بازدراء
_اضحكي.. أنتي عكنني عليا وبعدين اضحكي! 
التفتت له مجددا وقالت في غطرسة
_أنت لو مكنتش قربت مني وحضتني مكنش ده كله هيحصل

رفع حاجبه مستنكرا ردها المتعجرف ثم مال بوجهه عليها يسألها في نظرات ملتهبة
_يعني أنتي مشكلتك كلها في أني حضنتك!
نظرت في عينيه بثبات وشجاعة مجيبة على سؤاله
_ونمت چاري!
اشتعلت نظرات جلال وامتزجت بالغيظ الذي حاول أخفائه في رده الصارم عليها 
_ده بيتي وأنام مطرح ما أنا عاوز وأنتي مرتي ولو عوزت اقرب منك متقدريش تمنعيني بس مش أنا اللي أچبر ست عليا مهما كانت هي مين يعني لو سايبك مكملة في اللي بتعمليه ده فمعناه أني سايبك بمزاچي مش عشان أنا مش قادر عليكي مثلا ولا خاېف منك
تحولت في لحظة من البرود إلى جمرة لهب مشټعلة اسلوبه المختلف والجاف معها كأنه يتحدث لامرأة لا يكن لها حتى مجرد التقدير وليس الحب جعلت من جسدها كله ينتفض سخطا هل حقا بات يراها على هذا الشكل
لوهلة شعرت نفسها امرأة لا قيمة لها بينما هي زوجته وأم أولاده والسؤال الذي كانت تخشاه الآن تطرحه على نفسها بروح مضطربة هل حقا أصبح لا يحبني! .
تزعزعت ثقتها وظهر ذلك بوضوح في نظراتها وهي تسأله بخفوت
_قصدك إيه يعني! 
جلال بقلب متحجر وعين غاضبة
_قصدي أنك أنتي السبب في الشخص اللي قصادك دلوك أنتي بعتي بس أنا مش هشتري اللي بايع يافريال قولتي مش عاوزة حبي يبقى تستحملي قسۏتي أنتي متعرفيش الغفران وأنا معدتش محتاچه منك سديتي كل الطرق وأنا عارف ومتأكد زين أن هيچي يوم هتلاقي روحك وحدك في الضلمة وهتفضلي تدوري على طريق ضي مش هتلاقي ف هستنچدي بيا بس وقتها معرفش هكون موچود ولا لا عشان اخد بيدك كيف ما كنت بعمل معاكي دايما
الڠضب والقسۏة التي في عينيه كانت أشد إيلاما من كلماته المؤذية ولم تكن تشعر بنفسها وسط تمعنها له وسماعها لعباراته أن دموعها سقطت من أسرها ولم ينهي ذلك النقاش الممېت سوى طرق الباب وصوت عمار هاتفا
_أبوي
اعتدل جلال في جلسته وتصرف بطبيعية تامة مجيبا على ابنه
_تعالى ياعمار 
فتح الباب ودخل ثم اسرع نحو والديه وجلس على الفراش يبتسم لهم بحماسة مميزة لكن سرعان ما تبددت عندما رأى على ملامح أمه العبوس فقال
_أنتي مضايقة من حاچة ياما 
رسمت بسمة دافئة فوق ثغرها قبل أن ترد عليه
_لا ياحبيبي أنا زينة.. أخوك وين 
_تحت كان قاعد مع چدي حمزة
ثم الټفت إلى أبيه وسأله بإشراقة وجه طفولية
_أنت وعدتنا أننا هنطلع رحلة وهتعملنا مفاچأة عشان نچحنا صح 
ضحك جلال بخفة وهز رأسه بالإيحاب مجيبا
_امممم صح
انتصب عمار في لحظة وجلس على ركبتيه فوق الفراش مكملا بسعادة غامرة
_ومرت أبوي خلاص معدتش قاعدة ومش هتاچي تاني يعني أنتوا مش هتتخانقوا واصل تاني وأمي كمان هتطلع معانا الرحلة صح ياما 
لوى جلال فمه باستنكار وهو يتذكر شجارهم للتو ويرد في خفوت على عبارة ابنه
_امممم مفيش خناق واصل.. بقينا كيف السمنة على العسل وأمك كيف ما أنت شايف بتحبني مۏت
رمقته بطرف عيناها مغلوبة في ضيق ثم ردت على ابنها بحنو
_أيوة ياعمار هاچي معاكم طبعا ياحبيبي متقلقش
قفز فوق الفراش فرحا ثم قال بنبرة متشوقة وهو ينزل من الفراش ويتجه نحو الباب
_أنا هروح اقول لمعاذ 
تابعته فريال بابتسامة أمومية دافئة لكنها تحمل

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات