رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
في تعبه ولم تراعي مرضه ورغم هذا تحدثت بنفس تمردها
_أنت لو مكنتش تعاندني وهملتني اروح بيت أبويا مكنش كله ده هيحصل ولا هتتعصب إكده
رمقها بنظرة مشټعلة واحتقن وجهه بالډماء مرة أخرى قبل أن يردف مغتاظا
_أنتي ناوية تچيبي أچلي يعني الليلة دي
ردت بخفوت ولهجة اعتذار
_خلاص هسكت أهو ومش هتكلم اهدى ومتتعصبش
_مفضتيش الشنطة لغاية دلوك ليه
طالعته بطرف عيناها في صمت حتى لا تتحدث وتثير جنونه مجددا أما هو فقد استطرد بحدة
_قومي فضيها يلا وحطي هدومك في الدولاب كيف ما كانت
اتسعت عيناها بدهشة وردت مستنكرة
_دلوك!!!
جلال بثبات انفعالي مستفز وهدوء تام
جزت على أسنانها مغتاظة ثم ابتسمت بتصنع يخفي النيران المشټعلة داخلها وقالت
_ماشي ياچلال هفضيها.. عشان بس مش عاوزة ارد عليك ونتخانق من تاني وتتعصب وتتعب
بادلها نفس الابتسامة المتكلفة متمتما ببرود مشاعر
_أيوة إكده چدعة وكويس طلعتي لساتك بتفكري فيا
_بتبص إكده ليه!
رفعت حاجبه بلؤم ثم استقام واقفا واقترب منها حتى وقف بجوارها وانحنى عليها يهمس في أذنها وبذراعه
ثم رجع برأسه للخلف مبتعد عن أذنها ليكمل ببسمة باردة
_كملي يا أم معاذ.. كملي لساتك مطولة لغاية ما تفضي الشنطة اللي فضيتي فيها الدولاب كله دي
ثم تركابتعد عنها تماما وقال بجفاء متصنع وهو يقود خطواته نحو الحمام
_وغيري القميص اللي لابساه ده مش حلو عليكي
التفتت برأسها جانبا نحو المرآة تتفحص مظهرها وقميصها الوردي القصير فلم يكن شكلها سيء بالقدر الذي وصفها به نظرت إلى باب الحمام حيث اختفي خلفه هو ولوت فمها بقرف محاول التغاضي عن عبارته.
داخل منزل ابراهيم الصاوي.....
كانت إخلاص في طريقها لغرفة الجلوس لتتحدث مع زوجها لكنها سمعت صوت عفاف وهي تتحدث في الهاتف داخل المطبخ فتحركت ببطء إليها حتى تستمع لحديثها وهي تقول بضحكة شيطانية
_لا ياما متقلقيش بعدين أنتي فكراني هسيبها تاخد حاچة هي وعيالها ابراهيم في يدي من زمان ومبيقدرش يرفضلي طلب من كتر حبه ليا واقدر بسهولة اخليه يكتب كل حاچة باسمي أنا وولدي
_إخلاص فاكرة روحها هتقدر عليا ولا هخاف منها ده أنا بصباع واحد مني ابراهيم يطلقها ويرميها في الشارع
فاض كيلها فاندفعت لداخل المطبخ ثائرة وهي تهتف متوعدة
_تعالي وأنا اوريك هقدر عليكي ولا لا يا ولية ياناقصة
لم تمهلها اللحظة حتى لتجيب حيث انقضت عليها فسقطت عفاف فوق الأرض وإخلاص كانت فوقها تجذبها من شعرها وتضربها صائحة
_ده أنا اللي هخلص عليكي واصل وارميكي برا بيتي يا خدتي چوزي مني وضيعتيه بشرك وكمان عاوزة تلهفي حق عيالي
دخل ابراهيم من باب المنزل وكان في طريقه لغرفة عفاف بالأعلى لكنه توقف عندما سمع صوت صړاخها داخل المطبخ فهرول مسرعا لها لكن تسمر مكانه عندما رأى إخلاص فوقها وهي تنتف خصلات شعرها دون رحمة فركض نحوها وأبعدها عنها صائحا بعصبية
_إيه اللي بتعملوه ده اتچنيتوا ولا إيه
حاولت إخلاص التملص من قبضته وهي تصرخ به بحړقة
_ضيعت روحك عشان دي ياريتها تستاهل.. سمعت للعقربة دي لغاية