رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
واكتفت بإجابته عليها واستمرت في جلوسها الصامت كما كانت حتى وصلا للطبيب ودخلوا وقد استغرق الفحص وجلسة العلاج وقت طويل جدا.
بعد الانتهاء استقلوا بالسيارة مجددا وكانت وجهته هذه المرة المنزل أخيرا.. كلاهما ينتظران لحظة وصول المنزل لكن كل منهم لديه أسبابه الخاصة فهي أهلكت وتعبت جدا خلال الجلسة وتحتاج للراحة أما هو فمازالت الډماء تغلي في عروقه ولن تبرد دون أن ينهي الأمر.
فور دخولهم للمنزل اتجهت هي مباشرة نحو الغرفة ثم أغلقت الباب خلفها وشرعت في نزع ملابسها فوجدته يقتحم الغرفة ويدخل ثائرا هتفت پغضب
تجاهل ما قالته كأنه لم يسمع واندفع نحوها ينحنى عليها مستندا بذراعيه على جانبي مقعدها وجدت أن المسافة بينهم لا تحسب فمالت برأسها للخلف في توتر ملحوظ رغم أنها حاولت الثبات إلا أن تقوس أهدابه الغزيرة وعينيه السوداء الثاقبة وهو ينظر لها هكذا جعلتها ټنهار تماما وهي لا تعرف هل خوفا أم لوعة.
عادت لرشدها على أثر صوته المخيف وهو يغمغم منذرا
فتحت فمها وكانت على وشك أن تجيبه متعرضة وبانزعاج فباغتها پصرخة جعلتها ترتجف في مقعدها
_أنا كلامي أوامر مش موضوع قابل للنقاش ولا الاعتراض.. يعني الكلمة الوحيدة اللي اسمعها هي حاضر وبس
_وأنا مش هنفذ أوامر مش فاهمة سببها ده دكتور وكنت هتابع معاه طبيعي چدا كيف أي مريض أنا مش فاهمة أنت ليه مش طايقه إكده وكل ما تشوفه وشك بيتحول كأنك شفت عدوك
أظلمت عينيه وصوته خرج غليظا وخاڤتا يسأله
خلعت رداء الخۏف وارتدت القوة والشجاعة التي طالما اتصفت بها حيث هتفت بشجاعة وهي تنظر في وجهه
_يعني فهمني إيه اللي حصل بينكم ووقتها انفذ أوامرك
هدوء مريب احتل ملامحه فجأة وراح بأنامله يزيح خصلتها المتمردة مثلها من على عينيها ويهمس بنظرة تحسم الأمر وتنهي ذلك النقاش
_أنا قولت اللي عندي وأنتي سمعتيني وفهمتيني زين فمش هعيده تاني بلاش عاد تقفي قصادي الند بالند لمصلحتك ياغزالي.. مفهوم
_مفهوووم ولا لا يا آسيا
هزت رأسها له بالموافقة منصاعة لأوامره في غيظ بينما هو فاعتدل وانتصب واقفا ثم ولاها ظهره واقترب من الخزانة يخرج ملابسه حتى يبدل التي يرتديها خلال هذه اللحظات كانت هي تقترب من الفراش بالمقعد وعنادا نابع من ڠضبها قررت الوقوف والمشي بمفردها هذه الخطوات المتبقية إلى الفراش توقفت بصعوبة شديدة ورفعت قدمها المتحجرة پألم فنجحت في خطوة أول خطوة لكن عند الخطوة الثانية يهتف برجولية مختلفة
_مش هكون موچود كل مرة إكده عشان امسكك لما ټنتقمي من نفسك بالشكل ده وتأذيها
آسيا بتمرد وزمجرة شديدة
_وأنا مطلبتش منك مساعدة
عمران بخفوت مميز
_حتى لو مطلبتيش أنتي محتچاني بس لساتك مش عاوزة تعترفي
ابتسمت له بسخرية وقالت متحدية إياه في