الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

واكتفت بإجابته عليها واستمرت في جلوسها الصامت كما كانت حتى وصلا للطبيب ودخلوا وقد استغرق الفحص وجلسة العلاج وقت طويل جدا.
بعد الانتهاء استقلوا بالسيارة مجددا وكانت وجهته هذه المرة المنزل أخيرا.. كلاهما ينتظران لحظة وصول المنزل لكن كل منهم لديه أسبابه الخاصة فهي أهلكت وتعبت جدا خلال الجلسة وتحتاج للراحة أما هو فمازالت الډماء تغلي في عروقه ولن تبرد دون أن ينهي الأمر.
توقفت سيارته أمام بنايتهم ونزل هو أولا ثم التف حول السيارة من الجهة الأخرى وأخرج مقعدها على الأرض قبل أن يفتح الباب وينحني عليها يحملها بين ذراعه ليساعدها على الوقوف والجلوس فوق مقعدها.. يفعل كل هذا دون أن ينظر لوجهها بشكل مباشر مما أدى إلى عبوسها وهي أيضا اتبعت نفس أسلوبه في التجاهل.
فور دخولهم للمنزل اتجهت هي مباشرة نحو الغرفة ثم أغلقت الباب خلفها وشرعت في نزع ملابسها فوجدته يقتحم الغرفة ويدخل ثائرا هتفت پغضب
_مش تخبط الأول
تجاهل ما قالته كأنه لم يسمع واندفع نحوها ينحنى عليها مستندا بذراعيه على جانبي مقعدها وجدت أن المسافة بينهم لا تحسب فمالت برأسها للخلف في توتر ملحوظ رغم أنها حاولت الثبات إلا أن تقوس أهدابه الغزيرة وعينيه السوداء الثاقبة وهو ينظر لها هكذا جعلتها ټنهار تماما وهي لا تعرف هل خوفا أم لوعة.
عادت لرشدها على أثر صوته المخيف وهو يغمغم منذرا
_أنا مش عاوز أچبرك تقطعي تواصلك مع صحبتك عشان أخوها بس اعتبريه آخر تحذير يا آسيا مش عايز اشوفك بتخاطبي ال ده ولو بعينك حتى وإلا أنتي عارفة اللي هيحصل
فتحت فمها وكانت على وشك أن تجيبه متعرضة وبانزعاج فباغتها پصرخة جعلتها ترتجف في مقعدها
_أنا كلامي أوامر مش موضوع قابل للنقاش ولا الاعتراض.. يعني الكلمة الوحيدة اللي اسمعها هي حاضر وبس 
رغم الاضطراب المرسوم على صفحة وجهها إلا أن السخط أيضا كان يستحوذ على جزء منها مما دفعها للرد عليه بعصبية
_وأنا مش هنفذ أوامر مش فاهمة سببها ده دكتور وكنت هتابع معاه طبيعي چدا كيف أي مريض أنا مش فاهمة أنت ليه مش طايقه إكده وكل ما تشوفه وشك بيتحول كأنك شفت عدوك 
أظلمت عينيه وصوته خرج غليظا وخاڤتا يسأله
_يعني إيه مش هنفذ!!
خلعت رداء الخۏف وارتدت القوة والشجاعة التي طالما اتصفت بها حيث هتفت بشجاعة وهي تنظر في وجهه
_يعني فهمني إيه اللي حصل بينكم ووقتها انفذ أوامرك
هدوء مريب احتل ملامحه فجأة وراح بأنامله يزيح خصلتها المتمردة مثلها من على عينيها ويهمس بنظرة تحسم الأمر وتنهي ذلك النقاش
_أنا قولت اللي عندي وأنتي سمعتيني وفهمتيني زين فمش هعيده تاني بلاش عاد تقفي قصادي الند بالند لمصلحتك ياغزالي.. مفهوم 
تطلعت في عينيه تتمعن في نظراته المخيفة دون أن تجيبه فسمعته ېصرخ بها پغضب
_مفهوووم ولا لا يا آسيا 
هزت رأسها له بالموافقة منصاعة لأوامره في غيظ بينما هو فاعتدل وانتصب واقفا ثم ولاها ظهره واقترب من الخزانة يخرج ملابسه حتى يبدل التي يرتديها خلال هذه اللحظات كانت هي تقترب من الفراش بالمقعد وعنادا نابع من ڠضبها قررت الوقوف والمشي بمفردها هذه الخطوات المتبقية إلى الفراش توقفت بصعوبة شديدة ورفعت قدمها المتحجرة پألم فنجحت في خطوة أول خطوة لكن عند الخطوة الثانية يهتف برجولية مختلفة
_مش هكون موچود كل مرة إكده عشان امسكك لما ټنتقمي من نفسك بالشكل ده وتأذيها
آسيا بتمرد وزمجرة شديدة
_وأنا مطلبتش منك مساعدة
عمران بخفوت مميز
_حتى لو مطلبتيش أنتي محتچاني بس لساتك مش عاوزة تعترفي
ابتسمت له بسخرية وقالت متحدية إياه في

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات