رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
ميثاق الحړب والغفران
_الفصل الثامن والثلاثون_
تجمدت دماء وجهها وازدردت ريقها بتوتر عندما انتبهت لنظرات عمران الڼارية بعد عبارتها سليم .. أجفلت نظرها عنهم والتزمت الصمت تماما بينما عمران فاستقام واقفا محدقا بسليم وهو يسأله
_بتعمل إيه إهنه!
سار باتجاه مكتبه الخاص وجلس على مقعده وهو يجيب على عمران بعين متحدية
الټفت عمران برأسه تجاه آسيا التي كانت تتفادى النظر إليه توترا ثم عاد ينظر لسليم يجيبه بهدوء مزيف
_وهو مفيش دكتور غيرك في المستشفى ولا إيه
ابتسم الآخر ببرود متمتما
_للأسف أنا هنا دكتور العلاج الفيزيائي في المستشفى
استقرت في عيني عمران نظرة ممېتة دامت للحظات قبل أن يرفع كفه يمسح على شعره نزولا للحيته متأففا بصوت قوي وبلحظة مفاجأة انحنى للأمام وهو يضرب فوق سطح المكتب بكفيه مستندا عليهم ويقول بلهجة مرعبة
انتفضت آسيا فزعا على أثر ضړبته العڼيفة فوق المكتب واسرعت إليه بمقدعها المتحرك تقف بجواره وترفع يدها تتشبث بذراعه هامسة برجاء
_عمران عشان خاطري
الټفت سليم لآسيا وعندما رأى الخۏف في عيناها انزعج أكثر فعاد بعيناه لعمران وهو يجيبه باستياء واضح
_أنا بأدي واجبي كدكتور.. هنا مش هتنقي على مزاجك مين الدكتور اللي عايزه يامعلم.. ثانيا مالك متعصب ليه متخفش من هخطفها منك يعني
هرولت آسيا إليه وهي تجذبه من ذراعه متوسلة إياه بقلق
_عمران أبوس يدك كفاية يلا بينا نمشى من إهنه
استقام سليم واقفا وهو يصر على أسنانه بغيظ ثم جلس على مقعده مجددا دون أن يحيد بنظره عن الباب فانتشله من أفكاره الشيطانية دخول صديقه الذي اسرع نحوه وجلس أمامه يهتف بضيق
سليم بعصبية
_خلاص يامحمد أنا على أخرى دلوقتي
اطال صديقه النظر إليه في عدم رضا وهو يهز رأسه بنفاذ صبر وقلة حيلة بينما الآخر فعاد مرة أخرى يتذكر ما حدث للتو وقد تشنجت عضلات وجهه كلها...
كانت تختلس النظر إليه وهم داخل السيارة فتجده ساكن تماما لكن قسمات وجهه تقول العكس كأن يوجد خلف ذلك الهدوء بابا من أبواب الچحيم لو انفتح لن تجد طريق للنجاح من جموحه.
التزمت الصمت لوقت طويل وهي تراه لا يتحدث أو حتى ينظر لها متجاهلا وجودها لسبب ليس خير بالتأكيد تنفست بعمق وهمست تسأله بخفوت
_هنرچع البيت
الټفت لها أخيرا وليته لم يلتفت فقد رأت النظرة التي كانت تخشاها وجعلتها تتجمد مكانها دون حركة ثم رد بغلظة
_رايحين لدكتور معرفة كويس هتتابعي معاه من إهنه ورايح
ودت الرد عليه لكنها صمتت تجنبا ذلك الۏحش الكاسر