رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
أنا دلوك عفاريت الدنيا بتتنطط قصاد وشي وأنتي عارفة عصبيتي فبعدي عني وبعدين نبقى نتكلم
زمت شفتيها في عناد أثار جنونه أكثر فصړخ بها منفعلا دون وعي
_آسيا متعانديش معايا اطلعي برا واستنيني
فزعت من صراخه بها ولاح السخط الشديد والحزن على قسماتها فوضعت له هاتفه في يده واستدارت وانصرفت لتتركه بمفرده كما صړخ بها للتو.
_حقك عليا
أزاحت يده عنها وهي تقول ببرود دون أن تنظر لوجهه
_يلا بينا عشان اتأخرنا
طالت نظراتها الناعمة
مال ثغره للجانب في ابتسامة ماكرة وعمدا ضغط على يدها أكثر وهو يحتضنها بين كفه العريض ويتلمسها بكل بطء في لمسات ليست بريئة أبدا فانتفضت هي خجلا وحاولت سحب يدها منه هاتفة بتوتر
ابتسم بخبث ورد بكل برود
_ولا حاچة ماسك يدك عادي
آسيا بوجنتين متفجرتان من فرط الأحمرار هتفت
_هو ده العادي بنسبالك!!.. عمران بعد عني أنا لساتني زعلانة منك ومسامحتكش
كانت عينيه تلمع بخبثه وهو يبتسم لها بجرأة ويتمتم
_وأنا بصالحك أهو
ترك يدها مزعورا وهتف بسرعة في قلق
_مالها رچلك
_معرفش حسيت پألم فجأة
دقق النظر في ملامحها المرتبكة ففهم حيلتها للتخلص منه رأته يضحك بخفة ويقول غامزا
كانت فريال وجليلة وإنصاف يجلسون بالصالة ويستمعون لأصوات الرجال المرتفعة بغرفة الجلوس فنظرت جليلة لفريال وقالت لها پغضب
_قولي الحقيقة أنتي اللي عملتيها يافريال مش منيرة صح!
_روحي قولي الكلام ده لولدك ياحماتي وهو يرد عليكي
ضحكت جليلة ساخرة منها وردت منفعلة
_وأنتي فكرك ولدي هيسامحك ولا يرجعلك تاني بعد كل اللي عمله معاكي وأنتي مكنتيش بتبصي في وشه وآخر حاچة تطلعي مخبية عنه حملك والله اعلم كنتي ناوية تسقطي العيل ولا لا كمان
استشاطت فريال غيظا وحدقت بوالدة زوجها شزرا لتردف مستاءة تنفي اتهاماتها السخيفة
اتسعت عيني جليلة بدهشة من تلك الجرأة التي تحلت بها فجأة وجعلتها تتحدث معها بكل شجاعة وقوة سرعان ما اشتعلت عينيها بلهيب الغيظ وصاحت بها
_ليا ونص كمان ده ولدي واللي في بطنك ولد ولدي أنتي فاكرة روحك إيه ولا عشان ولدي وقف في صفك النهاردة ونصفك يبقى تنسي نفسك وانتي بتكلميني ليكون فكرك عشان چلال طلق منيرة خلاص يبقى هيرچعلك لا متحلميش يابت ابراهيم
ابتسمت لها فريال بنظرات ثاقبة وقوية ثم تمتمت
_ومين قالك أني كنت مستنية چلال يطلقها عشان يرچعلي.. لما تطلع العقربة دي من البيت وقتها هتشوفي أنا كنت مستنية إيه
قطع الحړب الباردة بينهم خروج الرجال من غرفة الجلوس وكانت وجوههم مكفهرة وبالأخص عائلة منيرة لكن جلال كان هادئا تماما وكأن حمل ثقيل فوق صدره ازاحه وتخلص منه.
تحرك عند بداية الدرج ووقف ثم نظر للأعلى وصاح بصوته الرجولي الجهوري والمرتفع
_منيرة
دقائق قصيرة ومعدودة حتى بدأت الآذان تسمع صوت خطوات أقدام منيرة على الدرج وهي تنزل ببطء وكأنها بانتظار معجزة تمنعها من مغادرة هذا المنزل وعودة كل شيء لحالته الرائعة كما