السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الثالثة صارخا بها
_وفوق كل ده عاوزة تقتلي ولدي.. صدقيني اللي حايشني عن قټلك دلوك هما عيالي.. لكن الغلط راكبني أنا من ساسي لراسي أني سبتك تدخلي بيني وبين مرتي واتچوزتك وخسړت مرتي وعيالي بسببك يا 
چثت منيرة أسفل قدميه تقبلها وهي تبكي متوسلة إياه بكل عجز
_ متهملنيش ياچلال غلطة ومش هتتكرر تاني ومن إهنه ورايح هبقى تحت طوعك وكل اللي تقوله هنفذه من غير نفس ولو عاوزني اطلع احب على راس فريال واعتذر منها هطلع بس متهملنيش ابوس يدك
سحب قدمه من بين يديها ودفعها بعيدا عنه باشمئزاز ثم تفوه بعبارة كانت تتوق فريال لسماعها.. عبارة حتى أنه تأخر على نطقها حتى الآن
_أنتي طالق 
لمعت عيني فريال بوميض الدهشة الممتزج بفرجتها الغامرة على عكس منيرة التي كانت الصدمة تحتل ملامحها وجمدتها بأرضها دون حركة.
تابع جلال بلهجة آمرة وهو يشير لها على الخزنة
_مش عاوزة اشوف حاچة ليكي في البيت ده واصل.. لمي كل عزالك وخلچاتك عشان ناسك هياچوا ياخدوكي دلوك
استدار يهم بالانصراف لكنه تسمر عندما رأى فريال تقف عند الباب وعينيها الباسمة ممتلئة بالعبرات طالت نظرته المټألمة لها قبل أن يتحرك ليعبر من جانبها ويذهب ويتركها فالتفتت فريال نحو منيرة ودخلت لها بخطوات بطيئة تهمس بتشفي
_سبق وقولتلك هطلعك من بيتي وأخلي چوزي يرميكي كيف الژبالة من الباب بس أنتي مصدقتنيش البكا والعويل مش هيفيدك بحاچة دلوك قومي احسلك لمي عزالك بدل ما ارميهم في الشارع وأولع فيهم قصاد الخلق كلها 
تقابلت نظرات فريال المتشفية مع منيرة الحاقدة وهي على الأرض بحالتها المزرية لبعض الوقت قبل أن تستدير وانصرف وتتركها تعاني بمفردها جزء من عقابها على أفعالها.

في القاهرة......
انتهت من ارتداء ملابسها وتجهزت لموعدها مع الطبيب في المستشفى وظلت تنتظر عودته حتى مرت ساعة تقريبا انزعجت من تأخره عليها فمالت للأمام تلتقط هاتفها من فوق المنضدة وبينما كانت على وشك الاتصال به سمعت صوت باب المنزل فانزلت الهاتف مجددا في هدوء وتبدل عبوس وجهها لبسمة جميلة تستقبله بها لكن تبددت تلك الابتسامة واختفت تدريجيا عندما رأت قسمات وجهه المكهفرة والمتكدرة فسألته بقلق
_مالك ياعمران 
تأفف بقوة زافرا لهيب حارق من بين شفتيه ثم اتجه نحو المطبخ دون أن يجيبها فغضنت حاجبيها باستغراب وتحركت بمقعدها خلفه فورا إلى المطبخ فرأته يضع الطعام الذي قام بشرائه في المبرد دون أن يلتفت لها ولا يتحدث معها حتى فهتفت بضيق بسيط من تجاهله لها
_عمران أنا بسألك مالك ليه مبتردش عليا! 
رأته يسكب المياه من الزجاجة في الكأس ثم يرفعه لفمه ليشربه كله دفعة واحدة ثم يجيب أخيرا
_مفيش يا آسيا.. لو لبستي يلا بينا عشان منتأخرش
انهى عبارته وتركها مجددا وهذه المرة كانت وجهته غرفة نومهم فرفعت حاجبها اليسار مستنكرة بروده في الرد عليه وتقوست ملامح وجهها بالانزعاج الحقيقي فلحقت به فورا ودخلت الغرفة خلفه فوجدته جالس فوق الفراش ويمسك بهاتفه على وشك الاتصال بأحدهم فأسرعت نحوه وجذبت الهاتف منه وهي تهتف بعناد
_ في حاچة حصلت وأنا مش هطلع ولا هتحرك من إهنه غير لما تقولي إيه اللي حصل
رمقها بنظرة منذرة ثم مد يده مردفا
_آسيا أنا مش عاوز اتعصب وتحصل مشكلة بينا هاتي التلفون وبلاش عند مش وقته واصل دلوك 
هزت رأسها رافضة وهي تضم الهاتف لصدرها بإصرار هاتفة
_قولتلك مش ههملك غير لما تقولي.. طالما مش بترد عليا إكده يبقى ليه علاقة بيا وأنا عملت حاچة
تنهد الصعداء بنفاذ صبر وقال بنبرته الرجولية المميزة
_لا معملتيش حاچة بس

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات