رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
ميثاق الحړب والغفران
_الفصل السابع والثلاثون_
سكن الړعب في نفس منيرة بعدما سمعت عبارة فريال الأخيرة بينما جلال فقد استقرت نظراته المتعبة والثاقبة على زوجته قبل أن يستقيم واقفا ويسير نحوها ثم يجذب الكيس من يدها ويفتحه لتتسع عينيه پصدمة محدقا بأعمال السحر وسط حيرة وفضول الباقية لمعرفة ما يراه داخل ذلك الكيس رفع جلال عينيه ينظر لوجه فريال فرآها تحدقه پغضب امتزج بعجزها وحزنها ثم الټفت نحو منيرة يسألها بعين ملتهبة
ازدردت منيرة ريقها بصعوبة وفورا هبت واقفة تسرع باتجاه جلال لتنظر في ذلك الكيس مثله وعندما رأت دلالات الإثبات على شرها فرت دماء وجهها وأصبح شاحب كچثة بلا روح حتى جسدها تجمد والبرودة أخذت تسير بين أوصالها ببطء قاټل وراحت تصرخ پغضب وصوت مهزوز يثبت توترها لكنها رغم كل هذا لا تستسلم ومازالت تبحث عن طريق لإنقاذ نفسها من السقوط بوحلها
صړخت بها فريال منفعلة بعدما سمعت اتهاماتها الزور
_لساتك بتكذبي أنتي إيه شيطان.. ده أنتي حاولتي تقتلي عيلي اللي في بطني ولسا امبارح كنتي بټهدديني إني لو مبعدتش عنك هتأذيني
استقامت جليلة واقفة بتلك اللحظة واسرعت نحوهم لتتفحص محتويات الكيس وعندما رأتها نظرت في وجه منيرة بذهول فوجدتها تهتف پبكاء هستيري تتوسلهم أن يصدقوها
_لا يامرت عمي متصدقهاش أنا معملش إكده واصل.. أنا بحب چلال قوي كيف هأذيه
_حرام عليكي يافريال أنا مأذتكيش في حاچة.. عملالي سحر وكمان عاوزة تطلعيني أنا السحارة اللي عملتهولك
كانت فريال تشاهد المسرحية التي تمثلها أمامهم بذهول وللحظة فقدت قدرتها على النطق وزاد ذهولها أنها رأت جليلة تقترب من منيرة وتواسيها وهي تتمتم لها بحنو
طفح كيل فريال فصړخت بهم بعصبية شديدة
_أنتوا هتصدقوا العقربة دي عشان دموع التماسيح اللي بتنزلها دي
ثم اندفعت نحو جليلة تصيح بها پقهر وعينان دامعة
_وأنتي مصدقاها كيف بقولك حاولت ټقتل ولد ولدك اللي لسا مچاش على الدنيا وولدك كان هيروح فيها من يومين بسببها كرهك ليا عمى عيونك عن الحقيقة
نظرت جليلة لفريال پغضب وقالت
_مش يمكن انتي اللي عاملة الأسحار دي لولدي صح وبتقولي منيرة اللي عملتها
ظل جلال يتابع الحړب الباردة بين أمه وزوجته وبين منيرة التي أبدعت في تمثيلها الدرامي وهو ساكن تماما وعقله يستعيد كل تصرفات زوجته المريبة بالفترة السابقة بداية من اختفاء أمواله نهاية بليلته معها التي لا يعرف حتى الآن كيف مرت كل ما يتذكره عنها أنه كان كالمغيب لا يشعر بشيء وفقط يرى فريال أمامه من المستحيل أن تكون كل هذه الإشارات مجرد صدف قدرية.
التفتت فريال نحو جلال تنتظر الإنصاف منه لكنها رأت السكون المريب عليه وهو يتمعن في زوجته بنظراته