رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
ثم أردف بنظرة مغتاظة وصوت رجولي غريب
_وأنتي ماشاء الله شايفك فوقتي وبقيتي كيف الحصان بعد ما كنتي من شوية بتقوليلي تعبانة.. إيه خفيتي دلوك
فشلت في كبح ابتسامتها أكثر من ذلك حيث استقرت نظراتها الماكرة على خاصته وهي تضحك وتسأله بصوت أقرب لفحيح الأفعى
_وأنت إيه اللي مضايقك للدرچة دي!
اختفى الانزعاج من على صفحة وجهه وحل محله اللؤم وهو يتجول بنظراته على تفاصيل وجهها كله في نظراتهم متعة وخبث يتبادلونها بين بعضهم البعض ليخرج صوته الرجولي المميز أخيرا وهو يهمس لها مبتسما
ضحكت بصمت وعينان تفيض قوة وحبا لتجيبه بخفوت شديد وثقة
_بس أنا شايفة أن معدش في ڼار وفي لوح تلچ بيدوب بالبطيء
انطلقت ضحكته الرجولية وهو يقهقه بقوة على تلميحاتها الخبيثة ورغم انزعاجه منها إلا أنها نجحت في امتصاص بركانه بكل بساطة فغمز لها وهو يبتسم بلؤم
اتسعت ابتسامته وهي ترمقه رافعة حاجبها بغطرسة ثم رفعت كفها بخبث وذكاء تضعه فوق صدره وتربت عليه مرتين برقة وهي تهمس بدلال أنثوي
_تصبح على خير يامعلم
ثم سحبت يدها ببطء وتمددت على الفراش توليه ظهرها لتتركه وهي تعلم جيدا الضجيج الذي خلقته في صدره ونفسه بحركتها الأنثوية الذكية بينما هو فأغلق عيناه وهو يضغط على شفاه محاولا الثبات حتى لا ينهار أمام فيض مشاعره ونيران صدره الملتهب.
داخل منزل خليل صفوان.....
فور دخول جلال من الباب هرولت جليلة نحوه مزعورة وهي تهتف بعينان دامعة
_ولدي مالك ياحبيبي إيه اللي جرالك!
انحنى جلال على رأس أمه مقبلا إياها بحنو وهو يتمتم
_مفيس حاچة ياما متقلقيش شوية تعب وراحوا لحالهم الحمدلله
ألقت منيرة نظرة شيطانية على فريال التي كانت تقف خلفه وعلى الرغم من وجود الجميع اقتربت من جلال وعانقته بشدة وهي تبكي پخوف وحزن مزيف
التهب صدر فريال بنيران الغل والغيرة وأخذت تحدق في منيرة بنظرات متوعدة كلها نقم بينما الأخرى فكانت تقابل ثوران فريال ببرود نظراتها المتشفية وعيناها الضاحكة.
أبعدها جلال عنه ببطء وهو يهتف متنهدا بخنق ملحوظ
_أنا كويس يامنيرة
اقترب الجد حمزة من جلال وهمس في أذنه باهتمام ونبرة رجولية حادة
هز رأسه بالموافقة لجده مجيبا
_تمام ياچدي
قاد جلال خطواته نحو الدرج فلحقت به منيرة مسرعة وسط نظرات فريال الڼارية لها وعندما التفتت للجانب وسقط نظرها على وجه جليلة رأتها تبتسم بخبث وتشفي فاندفعت فريال نحوها ثائرة وهمست في أذنها پغضب
اتسعت عين جليلة بدهشة امتزجت بحيرتها من غموض كلماتها وتملحياتها الغير مفهومة بينما فريال فتركتها واتجهت للأعلى تلحق بمنيرة قبل أن تصل لزوجها اوقفتها بمنتصف درج الطابق الثاني وجذبتها من ذراعها ثم دفعتها فاصطدم ظهرها بالحائط واصطدرت تأوها عاليا نسبيا وهي تصيح بفريال
_اتجنيتي في نافوخك ولا إيه يافريال!
اقتربت منها فريال وحاصرتها بينها والحائط وهي تقبض على ذراعها پعنف توجه لها تهديداتها المخيفة
_مش عاوزة المحك چار چلال واصل أنتي أصلا أيامك الأخيرة في البيت ده فعديها على خير
قهقهت بقوة ثم ردت على فريال ببرود ساخر
_هو چلال ده مش چوزي برضوا هتمنعيني مقربش منه كيف عاد بعدين أنتي بتخرفي يا فريال.. أيام أخيرة إيه صدقيني أنا لو عاوزة چلال