رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
جديد في الضحك بينما هو فلوى فمه مغتاظا وقال لها بلهجة آمرة وحادة
_طالما تعبانة أنا هدخل الحمام آخد دش واطلع الاقيكي غيرتي اللي لابساه ده مفهوم
هزت رأسها له بالموافقة وهي مازالت تضحك دون توقف فتوقف وابتعد عنها متجه نحو الحمام وهو يتأفف ويزفر بانفعال متمتما بصوت منخفض لكنه وصل لمسامعها
_لابسالي قميص نوم وتقولي عاوزة اسمع الفيلم!!!
داخل أحد المقاهي الصغيرة كانت حور تجلس على طاولة مكونة من مقعدين بانتظار صديقتها وبينما كانت تتلفت حولها في وجوه الجميع الطاولات ممتلئة أما بعائلات أو أصدقاء أو ربما عشاق ولم يكن سوى طاولتها هي فقط الفردية وطاولة أخرى!!.
كان ذلك الشاب الذي يجلس على تلك الطاولة يوليها ظهره وينظر للبحر أمامه دققت النظر به وراحت تهتف بتعجب بعدما رأت وشاحها حول رقبته
آخر ما تذكره أن ذلك الوشاح أعطته لبلال فاتسعت عيناها بدهشة عندما قفذت بعقلها فكرة أنه هو من يرتديه وراحت تحاول رؤية وجهه ومن حظها الجيد أنه الټفت للجانب لكي يلتقط كوب القهوة خاصته فتأكدت أنه هو بالفعل عندما رأت وجهه من الجانب.
ابتسمت بحب وسعادة ودون تردد توقفت وقادت خطواتها نحوه ثم جذبت المقعد المقابل له وجلست مثله توجه نظرها نحو البحر وهي تهمس مبتسمة برقة
الټفت لها پصدمة لكن سرعان ما أدرك عبارتها وضحك وهو يتمتم
_لسا فاكرة!
لمعت عيناها بوميض جميل وهو تطيل النظر إليه وتقول بنعومة وهي تشير إلي وشاحها الذي حول رقبته
_زي ما أنت لسا فاكر ومنسيتش
نزل بنظره إلي الوشاح وابتسم بحب وهو يتذكر ذلك اليوم بعدما أعاده لها وغادر فاكتشف أنه نسي حقيبة الأدوات الهندسية الخاصة به وعندما عاد ليأخذها وجد الوشاح بداخلها ولم يجدها.
_هنسى تميمة الحظ بتاعتي كيف!!
ابتسمت له بخجل وتمتمت ضاحكة
_أنا عرفتك منه
ضحك وقال بمكر
_ومقولتيش ليه أنه ممكن يكون واحد شبه بتاعي ومش هو
هزت رأسها بالنفي وقالت مبتسمة بثقة ونظرات ثاقبة
_مستحيل عشان الشال ده أنا عملاه بإيدي ومفيش شبهه
_أنتي معاكي حد!!
حور بإيجاب
_آه صحبتي بس لسا جاية في الطريق
هز رأسه بتفهم وعاد بنظره لها مجددا يرمقها مطولا بحب وهو يهمس
_من حسن ظني أني شوفتك النهاردة ياحور
همست رقة امتزجت بخجلها الجميل
_اشمعنى
ابتسم لها بوجه عابس وتمتم
أجفلت نظرها للأسفل وهي تبتسم برقة وتجيبه
_صدفة
تمتم بنظرة عميقة تحمل معاني جمة
_تؤتؤ نصيب مش صدفة
رمقته مطولا بسكون في أعين تتحدث بدلا من الألسن ولم يقطع حديثهم الغرامي سوى وصول صديقة حور التي توقفت بسرعة وقالت لبلال بابتسامة مرتبكة
_صحبني وصلت معلش مضطرة امشي
أماء لها بالموافقة في ابتسامة دافئة فاستدارت هي وهمت بالرحيل لكنها توقفت والتفتت له مجددا برأسها تهمس في خجل
_أنا كمان فرحت أني شفتك
لم تمهل نفسها اللحظة لتسمع رده أو حتى ترى ردة فعله على ملامحه واسرعت نحو طاولتها بجانب صديقتها وكانت بين كل آن وآن ټخطف النظرات السريعة إليه فتجده ينظر لها أيضا...
كانت فريال بغرفتها تقف في الشرفة منذ وقت طويل بانتظار وصول جلال رغم أن موعد وصوله مر منذ أكثر من ساعة لكنها قالت أنه