السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

لركبتيها بأكمام عريضة تغطي كتفيها فقط وبفتحة دائرية واسعة عند الصدر كان ذلك الفستان من ضمن الملابس التي قامت بشرائها في يوم الحاډثة.
تركت العنان لشعرها الطويل أن ينسدل على كتفيها وظهرها بانسيابية تامة وأخيرا خرجت من الغرفة وتحركت بمقعدها للصالة وقامت بتشغيل التلفاز على قناة الأفلام المفضلة لديها واستمعت لأحد الأفلام المحببة لها باستمتاع.
دقائق طويلة نسبيا وسمعت صوت باب المنزل فابتسمت بلؤم وتصنعت التركيز على التلفاز وكأنها لم تنتبه لوصوله بينما هو فور دخول وتقدمه للداخل حيث الصالة ورآها بذلك المظهر الجديد.. ثوب أسود قصير وشعر أسود طويل وغزير تسمر بأرضه منذهلا لم يخطأ عندما وصفها بالساحرة الشريرة لكنه الآن سيضفي بعض التعديلات لتصبح ساحرته المٹيرة يبدو أنها اليوم قطعت الوعود على نفسها بأن تسلبه عقله وتصيبه بالجنون كنوع من أنواع الاڼتقام المميزة مثلها.
كانت تتجاهله عمدا وتشاهد التلفاز دون أن تنظر لها كأنها لا تراه بينما هو فلا يمكنه رفع نظره عن كتلة الجمال الصارخ الذي أمامه في ذلك الثوب الذي يبرز جمالها الأنثوي أكثر ساقيها المكشوفة وذراعيها وجسدها الممشوق تلك الماكرة جعلته يعاني من تسارع نبضات قلبه وأنفاسه وبات يشعر بنقص الأكسجين لديه وكأنه لا يمكن التقاط أنفاسه ټنتقم منه بنفس الطريقة وللأسف سيسلمها راية انتصارها عليه بكل طواعية فهو لن يستطيع المقاومة.
اقترب منها بخطى بطيئة فالتفتت هي له أخيرا تتمتم بهدوء ماكر
_كنت وين ده كله! 
غمز لها بخبث وهو يبتسم متغزلا بها
_قصدك كنا وين وبقينا وين يا غزال! 
رغم توترها البسيط وخجلها من ملابسها ونظراته إلا أنها تصرفت بثبات وقالت له في برود
_قصدك إيه! 
وقف أمامها ومد يده لها يهمس بهيام
_هاتي يدك الأول اسندي عليه واقفي وأنا هقولك قصدي إيه
رمقته بطرف عيناها في ابتسامة متغطرسة قبل أن تضع كفها بين كفه العريض وترفع يدها الأرض تضعها فوق كتفه يساعدها على الوقوف عندما وقفت رجع خطوة للخلف دون أن يتركها حتى يتمكن من تفحصها بوضوح أكثر وهو يهمس وسط نظراته الجريئة والمعجبة
_ايه الحلاوة دي بس 
اتسعت عيناها پصدمة والحمرة صعدت لوجنتيها فأصبح وجهها بلون الډماء من فرط الخجل وبسرعة أبعدت ذراعه عنه وجلست مرة أخرى على مقعدها تقول له بصوت مرتبك
_بعد من قصادي عاوزة أكمل الفيلم
ابتسم وجلس على المقعد المقابل لها يهمس بخبث وهو يعيد ذراعه مرة أخرى حول خصرها
_هو مش النهاردة في جلسة مفروض وأنتي معملتهاش تعالي يلا دلوك عشان نعملها مينفعش نهمل في العلاج 
توترت من لمسة يده وأمسكت بذراعه تبعده عن جسدها ببطء متمتمة في برود وهي تبتسم بلؤم بعدما فهمت أنه يبحث عن أي فرصة لكي يستغلها ويقترب منها
_الدكتور قال الجلسة يوم ويوم وأنا عملتها امبارح يعني مفيش النهاردة
عمران ببساطة وعينان لامعة بالرغبة
_مش هتضر بحاچة لو عملناها النهاردة كمان
رسمت ابتسامة صفراء على وجهها وهي تجيبه محاولة كتم ضحكتها وأخفاء تلذذها بتلهفه عليها
_بس أنا تعبانة ومش قادرة النهاردة وعاوزة أكمل الفيلم كمان 
اختفت ابتسامته واستحوذ السخط والغيظ على ملامحه فجذب جهاز التحكم الخاص بالتلفاز واطفأه وهو يهتف بعصبية
_أهو الفيلم اللي واكل دماغك ده بلا فيلم بلا قرف دلوك.. قومي يلا عشان تعملي الجلسة 
كان الفزع والريبة من عصبيته الغريبة يهيمن على قسماتها حتى عبارته الأخيرة التي جعلتها ټنفجر ضاحكة وتجيبه من بين ضحكها
_بقولك الجلسة معادها بكرا مش النهاردة ياعمران مالك!!!
عمران بانزعاج تام
_وأنا هبت في دماغي تبقى النهاردة 
كانت لا تستطيع التوقف عن الضحك القوي وكلما حاولت التوقف ونظرت في ملامح وجهه ټنفجر من

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات