الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

حاچة
استقامت خلود واقفة وتقهقهرت للخلف وسط ملامح وجهها المندهشة وهي تهز رأسها بالرفض وتهتف بدموع تملأ وجنتيها 
_ لا سمير بيحبني وميقولش إكده أنت أكيد بتكذب عليا 
أظلمت نظرات علي ووجهه احتقن بالډماء فأصبح مرعبا وبلحظة غار على شقيقته يجذبها من شعرها وهو يقبض على فكها صارخا بها منفعلا
_اقفلي خشمك واصل بدل ما اخد روحكم أنتوا الاتنين بيدي وبدل ما تطلعي من البيت سليمة اخليكي تطلعي على المدافن طوالي
اڼهارت باكية بين يدي أخيها بصوت مرتفع وهي تصرخ من الألم بينما هو فتركها ودفعها پعنف لتسقط على الأرض وهي تبكي بحړقة......

داخل منزل خليل صفوان....
كانت فريال تجلس على أحد المقاعد بالصالة وبجوارها ابنها الكبير منذ وقت طويل وهي تجلس هكذا بانتظار نزول منيرة من الأعلى.
نظر معاذ لأمه وسألها بعدم فهم
_أما هو احنا قاعدين إكده لينا وقت طويل ليه! 
نظرت له فريال وقالت بجدية في أعين متوعدة لمنيرة
_لما تنزل مرت أبوك يامعاذ هتطلب منها تذاكرلك تقولها إني تعبانة ومش قادرة اذاكرلك وأنت في درس مش فاهمه
زم شفتيه بقرف وقال رافضا
_لا أنا مش بحبها ياما أنتي عارفة إكده 
فريال بحزم وهي تلقي تعليماته الماكرة على ابنها
_وأنا مش بقولك حبها ولا أعمل إكده حبا فيها افهم أنا عاوزاك تلهيها ومتخلهاش تطلع فوق اوضتها واصل غير لما انزل أبوك هيطلقها ويرميها في الشارع بعد اللي هعمله النهاردة بس أهم حاچة أن تعمل كيف ما قولتلك 
أدرك أن أمه لديها خطة للتخلص من زوجة أبيه فابتسم بخبث وأماء لها بالموافقة بتلك اللحظة ظهرت منيرة أخيرة وعندما رأت فريال ابتسمت بمكر وهي تقول لها
_إيه اللي مقعدك إكده ولا مستنية چلال ياچي وتطلبي منه السماح
ضحكت فريال وقالت في لهجة مخيفة
_ماشاء الله مفيش حاچة بتخفى عليكي في البيت يامنيرة ده أنتي لو مسخرة چن مش هتعرفي كل كبيرة وصغيرة إكده
انكمش وجهه منيرة وقالت لها بارتباك
_قصدك إيه 
ردت فريال مبتسمة بثقة على اضطرابها الواضح
_مش قصدي حاچة بقولك على سبيل المثال يعني 
بتلك اللحظة استقام معاذ واتجه نحو زوجة أبيه ينظر لها بكل رقة ويطلب منها بأدب تام
_يا أبلة منيرة ممكن تذاكريلي عشان أمي تعبانة ومش قادرة تذاكرلي وأنا في درس مش فاهمه
رفعت منيرة نظرها لفريال التي كانت ترمقها بقرف وتقول
_لولا أني تعبانة مكنتش خليتك تذاكري ولا تقربي من ولدي واصل
ضحكت منيرة بخبث وانزلت نظرها لمعاذ تقول له بحنو قاصدة إثارة جنون فريال
_طبعا ممكن يامعاذ.. أنا مقدرش ارفضلك طلب أنت وأخوك أبدا 
ابتسم معاذ لمنيرة بحب ثم الټفت لأمه وهو يبتسم لها بمكر وسرعان ما عاد برأسه لزوجة والده مجددا يقول لها
_طيب تعالي عشان أنا كتبي چوا في أوضة الجلوس كنت بذاكر هناك
أماءت له منيرة بالموافقة وهي تلقي نظراتها اللئيمة على فريال التي كانت تنظر لها متصنعة الغيظ وفور اختفائها مع ابنها داخل غرفة الجلوس ضحكت فريال وهي تقول متوعدة
_ليلتك الأخيرة أن شاء الله في البيت ده يا شيطان 
وبسرعة هبت واقفة واسرعت للدرج تقصد الطابق الثالث حيث غرفة منيرة وكانت كلما تخطو خطوة تتلفت حولها حتى تتأكد أن لا أحد يراها.......

بالقاهرة داخل غرفة آسيا.....
مازالت حتى الآن لا تستطيع التحكم بأنفاسها ولا حتى هوج مشاعرها وتلك الفراشات المحلقة في بطنها كلما تتذكر ما حدث منذ قليل والابتسامة لا تغادر شفتيها تشعر بقلبها يتراقص فرحا مع أن ما فعله لم يكن إثبات قوي على صدق مشاعره لكن يكفيها سعادة بقربه منها وأنه لو لم يكن يحبها بالفعل لكن محاولاته للاقتراب

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات