رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
نائم وعقلها يستمر في تكرار عباراته دون توقف الحقيقة صح اللي أنتي مفكرتيش فيها أن مش يمكن أكون بعمل إكده عشان بحبك!.. لو مش عارفة تفرقي بين حبي وشفقتي يبقى متسمميش سمعي بكلامك الماسخ ده تاني لا تستطيع ترك العنان لروحها بالرقص والاحتفال بذلك الاعتراف فهناك جزء يكمن بأعماقها لا يصدقه ومازال يعتقد بأنه تفوه بتلك الكلمات فقط بدافع شعوره بالشفقة أو حزنه عليها أو ربما لم يقصد الحب كما تفهمه هي.. ومفهومه عن العشق يختلف عنها ومشاعره تجاهها ليست أكثر من مجرد اعتياد أو حتى صداقة!!.
_آسيا!!
توقفت مجبرة بينما هو فاعتدل في نومته والتقط هاتفه ليجيب على بشار بصوت غليظ دامت محادتثهم لدقيقتين بالضبط وفور انتهائه نظر لها وهب جالسا يسألها باهتمام
ردت عليه بخفوت والعبوس يلوح على صفحة وجهها
_زينة.. جيت اشوفك لما اخدت وقت طويل قاعد إهنه فلقيتك نايم
دقق النظر في ملامحها المريبة ليقول بجدية
_قربي عاوز اتكلم معاكي رايحة وين!
استدارت بالمقعد واقتربت منه مجددا فأصبحت على مسافة قريبة منه مد ذراعيه للمقعد وجذبه إليه حتى أصبح أمامه مباشرة ثم ثبت نظره في عينيها وهو بعيد سؤاله لكن بأسلوب وكلمات مختلفة
رمقته مندهشة من سؤاله ومعرفته أن سبب ضيقها هو تفكيرها المفرط في شيء ما فهتفت بحيرة
_عرفت كيف!
قرب مقعدها منه أكثر حتى أصبح بين قدميه وهو يحاصرها من الجهتين بذراعيه ويردف بصوت رجولي قوي
_مش محتاچ اسمعك عشان افهم أو اعرف بتفكري كيف ولا إيه اللي مضايقك بقيت فاهمك وعارفك زين
ابتسمت له برقة وقالت ساخرة
بادلها الابتسامة وتمتم بثقة وخبث
_تحبي اثبتلك وأقولك إيه اللي بتفكري فيه!
رمقته بطرف عيناها مستنكرة ثقته وهي تضحك لثقتها التامة بأنه لن يستطيع تخمين سبب ضيقها فوجدته ينحني عليها ويهمس في أذنها بخبث
_بتفكري في اللي قولته ليكي امبارح الصبح صح ولا لا
اتسعت عيناها پصدمة وللحظة شعرت بضربات قلبها تتسارع وټضرب بصدرها في عڼف من فرط التوتر بينما هو فابتعد برأسه عنها وتمعنها مبتسما بمكر عندما رأى الاضطراب والذهول يستحوذان على ملامحها.
_لا مش صح
حاولت الابتعاد عنها وتحريك مقعدها حتى تنصرف لكنه احكم قبضته عليه وطالت نظراته الحائرة لها ليقول لها بانزعاج ملحوظ
_مش مصدقاني!!
فهمت أنه يقصد اعترافه لها فاشتعلت نظراتها بالسخط وقالت بحدة
_أيوة مش مصدقاك ياعمران
رأت الڠضب الممتزج بعيظه منها تظهر بشائره على وجهه وكأن نظراته تقسم لها أنها ستجعلها تصدقه والآن توترت وتسارعت أنفاسها فهي لا تثق بخطوته القادمة وتخشاها وبلحظة واحدة دون أن تدرك الموقف لكي تحاول تفاديه حتى وجدت ذراعه يلتف خلف ظهرها ويجذبها نحوه ليلتقوا معا للحظات في نقطة العشق المشتركة قبل أن يرتفع رنين الهاتف الصاخب مجددا ليجعلها تنتفض زعرا وتدفعه بعيدا عنها في قسمات وجه مندهشة ومڤزوعة رجعت بمقعدها للخلف وبسرعة استدارت وغادرت الغرفة تتركه مكانه دون حركة يحدق في الفراغ الذي تركته أمامه وبجانبه صوت الهاتف الذي لا يتوقف فمسح على وجهه مستغفرا والتقط الهاتف يجيب على المتصل بصوت مخټنق
_خير يابشار في إيه تاني!!
داخل منزل ابراهيم الصاوي.......
كانت إخلاص في طريقها لزوجها حتى تتحدث معه في أمر مهم وقبل أن تنزل