رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
الفراش لكي تلتقط الممسحة الورقية لمحت شيء غريب يظهر طرفه من أسفل مرتبة الفراش فضيقت عيناها باستغراب ودون تفكير راحت ترفع طرف المرتبة فرأت أسفلها كيس أسود صغير وتفوح منه رائحة نتنة رفعت أناملها تغلق أنفها من الاشمئزاز فقد عرفت الآن مصدر الرائحة التي كانت ټخنقها منذ أيام وهي نائمة التقطت الكيس ثم القته على الأرض وبدأت تفتحه لترى ما الذي يحتويه ذلك الكيس بداخله حتى يخرج تلك الرائحة البشعة استغرق فتحها له وقت طويل فقد كان محكم الغلق بطريقة غريبة وعندما فتحته اڼفجرت منه الرائحة كلها وكانت لا تحتمل فراحت بسرعة تسد أنفها بأي شيء وهي تسعل من اختناق أنفاسها لكن ما رأته بداخله جعلها تنتفض وتلقي بالكيس بعيدا وهي ترتد للخلف خوفا وصدمة فقد رأت طيور مازالت لم تنضج حتى وكأنها خرجت من بيضتها قبل اكتمال نضجها وماټت ومعهم أجزاء أخرى غريبة مخيفة مع خصلات شعر وقطعة صغيرة من ملابسها وملابس زوجها وبعض الطلاسم والكلمات الغريبة المكتوبة على قطع الملابس.
بالقاهرة تحديدا داخل الشقة المقابلة لشقة عمران.....
فتحت سندس الباب ودخلت فوجدت شقيقها جالسا فوق الأريكة يشاهد التلفاز لكنه هتف لها بحزم فور دخولها
_ليه اتأخرتي كدا!
اقتربت منه وجلست بجواره وهي تزم شفتيها بحزن متمتمة
_قعدت شوية مع آسيا يا سليم كل ما أشوفها بزعل جدا عليها ربنا يشفيها يارب وترچع زي الأول في اسرع وقت
_ليه هي إيه اللي حصلها!
ضيقت عيناها بتعجب وردت عليها في قوة
_أنا مش قولتلك ياسليم كانت في المستشفى!
أماء بالإيجاب وتمتم
_أيوة قولتيلي هي مش كانت تعبانة شوية ورجعت وخلاص ولا إيه!
تأففت سندس وردت على أخيها بجدية
_تقريبا جوزها ليه أعداء وكانوا عايزين يأذوه لكن جات فيها هي والطلقة أثرت عليها وعملت معاها شلل مؤقت
_وممسكوش اللي عمل كدا!
هزت سندس رأسها بالنفي وسرعان ما ظهر العبوس على حال صديقتها وهي تتمتم بعدم وعي
_حظها قليل آسيا دي والله مش كفاية اللي حصل فيها وطريقة اللي اتجوزت بيها ودلوقتي كمان تقعد في السرير ومتقومش منه
غضن حاجبيه باستغراب ثم سألها في حيرة وعدم فهم
_طريقة أي!
_هحكيلك بس إياك تجيب سيرة لحد خالص بالكلام ده
هز رأسه لها بالموافقة وبدأ يستمع لشقيقته باهتمام وتركيز شديد وهي تسرد له ما حدث مع صديقتها وكيف انتهى بها المطاف الآن وأن زوجها لا يحبها للأسف وأنه محاولاتها للهرب والتخلص منه كلها باتت بالفشل والآن تقبلت الأمر الواقع وتعايشت معه.
تحركت آسيا بمقعدها المتحرك داخل المنزل وكانت تحركه باتجاه غرفة عمران الصغيرة الخاصة بالعمل توقفت أمام باب الغرفة ورفعت يدها لتفتحه ببطء ثم دخلت فوجدته نائم فوق الأريكة على ظهره ويضع ذراعه على عيناه تنهدت الصعداء وتحركت نحوه بمقعده في هدوء وحرص شديد حتى لا تصدر ضجة وتوقظه.
أخذت تتأمله بسكون وهو