السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الفراش لكي تلتقط الممسحة الورقية لمحت شيء غريب يظهر طرفه من أسفل مرتبة الفراش فضيقت عيناها باستغراب ودون تفكير راحت ترفع طرف المرتبة فرأت أسفلها كيس أسود صغير وتفوح منه رائحة نتنة رفعت أناملها تغلق أنفها من الاشمئزاز فقد عرفت الآن مصدر الرائحة التي كانت ټخنقها منذ أيام وهي نائمة التقطت الكيس ثم القته على الأرض وبدأت تفتحه لترى ما الذي يحتويه ذلك الكيس بداخله حتى يخرج تلك الرائحة البشعة استغرق فتحها له وقت طويل فقد كان محكم الغلق بطريقة غريبة وعندما فتحته اڼفجرت منه الرائحة كلها وكانت لا تحتمل فراحت بسرعة تسد أنفها بأي شيء وهي تسعل من اختناق أنفاسها لكن ما رأته بداخله جعلها تنتفض وتلقي بالكيس بعيدا وهي ترتد للخلف خوفا وصدمة فقد رأت طيور مازالت لم تنضج حتى وكأنها خرجت من بيضتها قبل اكتمال نضجها وماټت ومعهم أجزاء أخرى غريبة مخيفة مع خصلات شعر وقطعة صغيرة من ملابسها وملابس زوجها وبعض الطلاسم والكلمات الغريبة المكتوبة على قطع الملابس.
كتمت على فمها بيدها حتى لا يخرج صوت بكائها وصړاخها المكتوم وبقت هكذا لوقت طويل نسبيا وهي منكشمة على نفسها في الأرض وتبكي پقهر ثم رفعت أناملها تجفف دموعها لتستعيد قوتها وصمودها بعدما أدركت أن ذلك السحر لا يخرج سوى من أفعال تلك الشيطانة الكامنة بالأعلى هبت واقفة وانتصبت في وقفتها ثم دفعت الكيس أسفل الفراش مؤقتا الآن حتى يراه أحد وجذبت حجابها وارتدته ثم اندفعت لخارج الغرفة كأنثى من ڼار على أتم الاستعداد لإحراق الجميع بنيرانها الملتهبة. 

بالقاهرة تحديدا داخل الشقة المقابلة لشقة عمران.....
فتحت سندس الباب ودخلت فوجدت شقيقها جالسا فوق الأريكة يشاهد التلفاز لكنه هتف لها بحزم فور دخولها
_ليه اتأخرتي كدا! 
اقتربت منه وجلست بجواره وهي تزم شفتيها بحزن متمتمة
_قعدت شوية مع آسيا يا سليم كل ما أشوفها بزعل جدا عليها ربنا يشفيها يارب وترچع زي الأول في اسرع وقت 
أجابها بنبرة عادية دون أن يشيح بنظره عن التلفاز
_ليه هي إيه اللي حصلها! 
ضيقت عيناها بتعجب وردت عليها في قوة
_أنا مش قولتلك ياسليم كانت في المستشفى!
أماء بالإيجاب وتمتم
_أيوة قولتيلي هي مش كانت تعبانة شوية ورجعت وخلاص ولا إيه!
تأففت سندس وردت على أخيها بجدية
_تقريبا جوزها ليه أعداء وكانوا عايزين يأذوه لكن جات فيها هي والطلقة أثرت عليها وعملت معاها شلل مؤقت
الټفت لها فورا پصدمة وقال باهتمام
_وممسكوش اللي عمل كدا! 
هزت سندس رأسها بالنفي وسرعان ما ظهر العبوس على حال صديقتها وهي تتمتم بعدم وعي
_حظها قليل آسيا دي والله مش كفاية اللي حصل فيها وطريقة اللي اتجوزت بيها ودلوقتي كمان تقعد في السرير ومتقومش منه
غضن حاجبيه باستغراب ثم سألها في حيرة وعدم فهم
_طريقة أي! 
تنهدت سندس الصعداء ونظرت لأخيها بقلة حيلة تقول محذرة إياه بحزم
_هحكيلك بس إياك تجيب سيرة لحد خالص بالكلام ده
هز رأسه لها بالموافقة وبدأ يستمع لشقيقته باهتمام وتركيز شديد وهي تسرد له ما حدث مع صديقتها وكيف انتهى بها المطاف الآن وأن زوجها لا يحبها للأسف وأنه محاولاتها للهرب والتخلص منه كلها باتت بالفشل والآن تقبلت الأمر الواقع وتعايشت معه.
 
تحركت آسيا بمقعدها المتحرك داخل المنزل وكانت تحركه باتجاه غرفة عمران الصغيرة الخاصة بالعمل توقفت أمام باب الغرفة ورفعت يدها لتفتحه ببطء ثم دخلت فوجدته نائم فوق الأريكة على ظهره ويضع ذراعه على عيناه تنهدت الصعداء وتحركت نحوه بمقعده في هدوء وحرص شديد حتى لا تصدر ضجة وتوقظه.
أخذت تتأمله بسكون وهو

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات