رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
ياما احنا في إيه ولا إيه.. مش وقته كيد الحريم ده دلوك يلا
سارت مع ابنها مرغمة وعيناها عالقة على باب غرفة ابنتها لا تزيحها عنه حتى توارت واختفت تماما. توقف عمران وهو يمسح على وجهه متأففا بتعب ثم تحرك بخطواته نحو الغرفة دخل وأغلق الباب مجددا خلفه وعندما سقط نظره عليها رآها نائمة في الفراش وتولي ظهرها للباب فتقدم منها بتريث وجلس على المقعد المجاور لها يتمتم في لين
خرج صوتها ضعيفا ومبحوحا وهي تسأله
_مشيوا
_إيوة
لم يكن بحاجة ليرى وجهها حتى يتأكد أنها تبكي يكفيه الشعور بارتجافة صوتها وشهقة أنفاسها السريعة اعتدل في جلسته وكان على وشك أن يشاركها الفراش ويجلس بجوارها ويضمها لصدره لكنها أوقفته على آخر لحظة وهي تقول في شدة
_هملني لحالي ياعمران عاوزة أنام وارتاح
داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة فريال......
كانت تجلس التربيعة فوق الأريكة المقابلة للفراش وبمنتصف قدميها تضع صحن ممتلئ بسلطة الخضروات تغرس المعلقة بالصحن وتملأها ثم تذهب بها لفمها وسط دموعها التي لا تتوقف عن الانهمار فوق وجنتيها.
_مش بعيد كمان شهر تاچي بواقي الحريم دي تقول أنا حامل عشان وقتها هقتلهم هما الاتنين ماشي ياچلال مبقاش أنا بت ابراهيم الصاوي أما خليتك تبكي بدل الدموع ډم أنا عارفة كيف هاخد حقي منك
القت بالملعقة في الصحن ثم وضعته على المنضدة بجوارها واعتدلت في جلستها تنزل قدميها على الأرض ورفعت أناملها لوجهها تجفف دموعها محاولة البقاء صامدة رغم كل ما حدث ومازال يحدث ثم أنزلت يدها لبطنها واخذت تتحسس عليها حيث يسكن طفلها الصغير لا إراديا سالت عبراتها مجددا وهي تتمعن النظر في بطنها وتقول بمرارة
توقفت عن البكاء عندما اقتحم الغرفة ابنها الأكبر معاذ ودخل وهو يقول بتذمر
_وينك ياما أنا بدور عليكي في البيت كله
رفعت أناملها وجففت دموعها بسرعة قبل أن يراها وردت عليه بهدوء
_وهو أنا بطلع من اوضتي واروح مكان غيرها من أساسه ياولدي
_أنتي پتبكي ليه ياما
التفتت له وابتسمت بدفء وهي تهز رأسها بالنفي متمتمة
_مش بيكي ياحبيبي دخلت حاچة في عيني وعشان إكده دمعت
اماء رأسه بالإيجاب دون أن يعلق بينما هي فكانت على وشك أن تسأله أين أخيه الصغير لكن فجأة صدح صوت صراخه وهو يقول
_ياما الحقيني
انتفض قلبها زعرا وبلحظة كانت تثب واقفة وتهرول للخارج مسرعة ومعاذ كان يسبقها بسبب خطواته الخفيفة وركضه السريع نحو أخيه.
كان صوت صړاخ عمار يأتي من الطابق الثالث حيث غرفة منيرة فأسرعت شبه ركضا من فرط الړعب وهي تصيح
_عمار
فور وصوله للطابق وغرفة منيرة رأت ابنها يقف