الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ياما احنا في إيه ولا إيه.. مش وقته كيد الحريم ده دلوك يلا 
سارت مع ابنها مرغمة وعيناها عالقة على باب غرفة ابنتها لا تزيحها عنه حتى توارت واختفت تماما. توقف عمران وهو يمسح على وجهه متأففا بتعب ثم تحرك بخطواته نحو الغرفة دخل وأغلق الباب مجددا خلفه وعندما سقط نظره عليها رآها نائمة في الفراش وتولي ظهرها للباب فتقدم منها بتريث وجلس على المقعد المجاور لها يتمتم في لين
_آسيا! 
خرج صوتها ضعيفا ومبحوحا وهي تسأله
_مشيوا 
_إيوة
لم يكن بحاجة ليرى وجهها حتى يتأكد أنها تبكي يكفيه الشعور بارتجافة صوتها وشهقة أنفاسها السريعة اعتدل في جلسته وكان على وشك أن يشاركها الفراش ويجلس بجوارها ويضمها لصدره لكنها أوقفته على آخر لحظة وهي تقول في شدة
_هملني لحالي ياعمران عاوزة أنام وارتاح
حدقها بضيق ثم انتصب في وقفته وألقى عليها نظرة مغلوبة ومنزعجة قبل أن يستدير وينصرف ليتركها بمفردها كما طلبت.
داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة فريال......
كانت تجلس التربيعة فوق الأريكة المقابلة للفراش وبمنتصف قدميها تضع صحن ممتلئ بسلطة الخضروات تغرس المعلقة بالصحن وتملأها ثم تذهب بها لفمها وسط دموعها التي لا تتوقف عن الانهمار فوق وجنتيها.
ليست بالمزاج المناسب للأكل لكن حملها وشعورها بالجوع المستمر بجانب تعليمات الطبيب الصارمة لها حول اهتمامها بأكلها وبالأخص الصحى يجعلها تأكل مرغمة لا تشعر بطعمه في فمها من فرط الحزن والقهر الذي يستحوذ عليها وهي لا تستطيع نزع خيانته لها من عقلها وليلته مع زوجته الثانية كيف فعلها وهو كان يمطرها بالوعود أنه أبدا لن يشم زهرة فوقها مهما حدث طوال حياته.. ستظل هي ملكة عرش قلبه لا شريك لها.
ملأت المعلقة ووضعتها في فمها وهي تبكي بصمت وتهتف بغيظ وعينان مشټعلة بنيران الغيرة والحقد
_مش بعيد كمان شهر تاچي بواقي الحريم دي تقول أنا حامل عشان وقتها هقتلهم هما الاتنين ماشي ياچلال مبقاش أنا بت ابراهيم الصاوي أما خليتك تبكي بدل الدموع ډم أنا عارفة كيف هاخد حقي منك
القت بالملعقة في الصحن ثم وضعته على المنضدة بجوارها واعتدلت في جلستها تنزل قدميها على الأرض ورفعت أناملها لوجهها تجفف دموعها محاولة البقاء صامدة رغم كل ما حدث ومازال يحدث ثم أنزلت يدها لبطنها واخذت تتحسس عليها حيث يسكن طفلها الصغير لا إراديا سالت عبراتها مجددا وهي تتمعن النظر في بطنها وتقول بمرارة
_أبوك ميستاهلش حتى يعرف بوجودك أنا لو لساتني واقفة على رجلي ومنهارتش فده عشانك أنت وأخواتك بس 
توقفت عن البكاء عندما اقتحم الغرفة ابنها الأكبر معاذ ودخل وهو يقول بتذمر
_وينك ياما أنا بدور عليكي في البيت كله 
رفعت أناملها وجففت دموعها بسرعة قبل أن يراها وردت عليه بهدوء
_وهو أنا بطلع من اوضتي واروح مكان غيرها من أساسه ياولدي 
اقترب منها وجلس بجوارها ثم دقق النظر في وجهها وعندما رأى آثار الدموع والبكاء في عينيها سألها بقلق وتعجب
_أنتي پتبكي ليه ياما 
التفتت له وابتسمت بدفء وهي تهز رأسها بالنفي متمتمة
_مش بيكي ياحبيبي دخلت حاچة في عيني وعشان إكده دمعت 
اماء رأسه بالإيجاب دون أن يعلق بينما هي فكانت على وشك أن تسأله أين أخيه الصغير لكن فجأة صدح صوت صراخه وهو يقول
_ياما الحقيني
انتفض قلبها زعرا وبلحظة كانت تثب واقفة وتهرول للخارج مسرعة ومعاذ كان يسبقها بسبب خطواته الخفيفة وركضه السريع نحو أخيه.
كان صوت صړاخ عمار يأتي من الطابق الثالث حيث غرفة منيرة فأسرعت شبه ركضا من فرط الړعب وهي تصيح
_عمار 
فور وصوله للطابق وغرفة منيرة رأت ابنها يقف

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات