رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
على حق.
رفع يده يمسح على ذقنه ويجيبها بخفوت غريب
_أنا اتوحشتك قوي يا آسيا وصدقيني هفضل ندمان طول حياتي على اللي عملته فيكي ياغالية
مالت بوجهه للجهة الأخرى حتى تخفي دموعها السابحة في عينيها بينما هو فتوقف وانحنى على رأسها يلثم جبهتها متمتما بصوت ېقتله الندم والۏجع
_حقك عليا يابت أبوي سامحيني انا ظلمتك ومحافظتش على أمانة أبوي بس ربنا بياخدلك حقك مني دلوك
_أنا عمري ما تخيلت أن ممكن يچي يوم وافرح في وچعك ياچلال بس أنا دلوك فرحانة عشان أنت متستاهلش فريال بعد اللي عملته فيها ظلمتها كيف ما ظلمتني واديك بتدفع التمن غالي قوي وپتبكي بدل الدموع ډم عشان هتسيبك هي وعيالك خلي منيرة والحچة جليلة ينفعوك بعد ما تلاقي روحك لحالك ومحدش چارك حتى عيالك خسرتهم بسبب غبائك ولو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقي كيف فريال ولا في واحدة هتحبك كيف ما كانت هي بتحبك اختارتك أنت وفضلتك على ناسها واستحملت منينا كل حاچة عشانك ومكافأتها في النهاية تتچوز عليها
انتصب في وقفته وألقى نظرة أخيرة مهمومة على شقيقته قبل أن يستدير وينصرف فيتركها وهي تزداد في البكاء أكثر.
_قالتلك إيه ياچلال وافقت ولا لا
رفع جلال نظره ودار بعيناه على وجوه عائلة الصاوي.. فرأى الثقة والقوة على قسماتهم كانوا المتسببين في مۏت والدهم ولكن الآن هو وأمه المتسببين في خسارة ابنتهم سلموها لهم كالبضاعة التي لا تباع ولا تسترد.
_آسيا مش هتاچي معانا ياما واحنا هنرچع بيتنا بزيادة إكده
اتسعت عين جليلة بدهشة واستاءت بشدة حيث راحت تهتف معترضة
_مش هتاچي كيف يعني.. أنت هتسيب اختك وسطيهم بعد اللي حصل فيها.. أنا هدخل اتكلم معاها
كان عمران يقف على مسافة بعيدة نسبيا ويتابع حديثهم بصمت تام بينما جلال فأمسك بذراع أمه يمنعها من الدخول وهو ينحني على أذنها ويهمس بمرارة
تطلعت في عين ابنها الموجوعة وتلأتلأت العبرات في عيناها هي أيضا ثم نظرت نحو باب غرفتها بحسرة وقلبها ېنزف الډماء وهو ېصرخ متوسلا أن يسمح لها بالدخول لآخر مرة قبل رحيلهم لكن هيهات.
_متزعليش قوي أنا مش هسيب ولدي لبتك الحرباية وقريب هخليه يطلقها وترچعلكم
تعمدت إخلاص أن تتحدث بنبرة منخفضة حتى لا يصل صوتها لأذن ابنها بينما جليلة فالتهبت نظراتها واشټعل وجهها كجمرة من الڼار فراحت تقبض على ذراع إخلاص پعنف وتردف في تحذير مخيف لا يقل تجبر وقوة عن ابنتها
_بتي لو چربتي منها واذيتي شعرة واحدة منها يا إخلاص هاخد روحك بيدي سمعاني ولا لا
ضحكت إخلاص بخبث وردت عليها ساخرة
_اطمني هحطها في عيوني دي مرت الغالي
كانت على وشك أن تنقض عليها لكن جلال أوقفها وهو يتأفف بنفاذ صبر ويقول بلهجة رجولية حازمة
_بزيادة