الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

على حق.
رفع يده يمسح على ذقنه ويجيبها بخفوت غريب
_أنا اتوحشتك قوي يا آسيا وصدقيني هفضل ندمان طول حياتي على اللي عملته فيكي ياغالية 
مالت بوجهه للجهة الأخرى حتى تخفي دموعها السابحة في عينيها بينما هو فتوقف وانحنى على رأسها يلثم جبهتها متمتما بصوت ېقتله الندم والۏجع
_حقك عليا يابت أبوي سامحيني انا ظلمتك ومحافظتش على أمانة أبوي بس ربنا بياخدلك حقك مني دلوك 
لم تتمكن من حجب عبراتها التي انهمرت بغزارة فوق وجنتيها ثم تطلعته بعين مقهورة ونبرة ممتلئة بالقسۏة قالت
_أنا عمري ما تخيلت أن ممكن يچي يوم وافرح في وچعك ياچلال بس أنا دلوك فرحانة عشان أنت متستاهلش فريال بعد اللي عملته فيها ظلمتها كيف ما ظلمتني واديك بتدفع التمن غالي قوي وپتبكي بدل الدموع ډم عشان هتسيبك هي وعيالك خلي منيرة والحچة جليلة ينفعوك بعد ما تلاقي روحك لحالك ومحدش چارك حتى عيالك خسرتهم بسبب غبائك ولو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقي كيف فريال ولا في واحدة هتحبك كيف ما كانت هي بتحبك اختارتك أنت وفضلتك على ناسها واستحملت منينا كل حاچة عشانك ومكافأتها في النهاية تتچوز عليها
كانت تطلق سهام مسمۏمة بكلماتها تصوبها بمنتصف يساره تلك القسۏة والنفور الذي تتحدث بهم معه مزقته أربا لوهلة تمنى أن تخفف هي عنه وربما تحاول إقناع فريال بالرجوع عن قرار الطلاق لكن هيهات هل ينتظر العون من يد تركها بمنتصف النيران لتأكلها ولم ينقذها.
انتصب في وقفته وألقى نظرة أخيرة مهمومة على شقيقته قبل أن يستدير وينصرف فيتركها وهي تزداد في البكاء أكثر.
هرولت جليلة نحو ابنها فور رؤيتها له يخرج من الغرفة وقفت أمامه وسألته بلهفة
_قالتلك إيه ياچلال وافقت ولا لا
رفع جلال نظره ودار بعيناه على وجوه عائلة الصاوي.. فرأى الثقة والقوة على قسماتهم كانوا المتسببين في مۏت والدهم ولكن الآن هو وأمه المتسببين في خسارة ابنتهم سلموها لهم كالبضاعة التي لا تباع ولا تسترد.
عاد بوجهه لأمه وقال في صوت متعب
_آسيا مش هتاچي معانا ياما واحنا هنرچع بيتنا بزيادة إكده 
اتسعت عين جليلة بدهشة واستاءت بشدة حيث راحت تهتف معترضة
_مش هتاچي كيف يعني.. أنت هتسيب اختك وسطيهم بعد اللي حصل فيها.. أنا هدخل اتكلم معاها 
كان عمران يقف على مسافة بعيدة نسبيا ويتابع حديثهم بصمت تام بينما جلال فأمسك بذراع أمه يمنعها من الدخول وهو ينحني على أذنها ويهمس بمرارة
_أما هي مش عاوزانا.. عاوزة تفضل مع چوزها هي مش لحالها وعمران معاها.. مش هچبرها على حاچة سبق وخسرناها بسبب اللي عملناه فيها بلاش نخليها تكرهنا اكتر 
تطلعت في عين ابنها الموجوعة وتلأتلأت العبرات في عيناها هي أيضا ثم نظرت نحو باب غرفتها بحسرة وقلبها ېنزف الډماء وهو ېصرخ متوسلا أن يسمح لها بالدخول لآخر مرة قبل رحيلهم لكن هيهات.
تقدمت إخلاص من جليلة ووقفت أمامها تردف بنظرة شيطانية كلها حقد
_متزعليش قوي أنا مش هسيب ولدي لبتك الحرباية وقريب هخليه يطلقها وترچعلكم 
تعمدت إخلاص أن تتحدث بنبرة منخفضة حتى لا يصل صوتها لأذن ابنها بينما جليلة فالتهبت نظراتها واشټعل وجهها كجمرة من الڼار فراحت تقبض على ذراع إخلاص پعنف وتردف في تحذير مخيف لا يقل تجبر وقوة عن ابنتها
_بتي لو چربتي منها واذيتي شعرة واحدة منها يا إخلاص هاخد روحك بيدي سمعاني ولا لا
ضحكت إخلاص بخبث وردت عليها ساخرة
_اطمني هحطها في عيوني دي مرت الغالي 
كانت على وشك أن تنقض عليها لكن جلال أوقفها وهو يتأفف بنفاذ صبر ويقول بلهجة رجولية حازمة
_بزيادة

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات