السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

اقتربت منه إخلاص وسألته بنظرة دقيقة
_هي فاقت ياعمران! 
نظر لأمه وقال بخفوت وقسمات وجه تعلوها الهم
_فاقت بس محدش يدخلها دلوك ياما أنا هدخل اقعد معاها واكلمها
لم تعترض واكتفت بهز رأسها بالموافقة على أوامره ثم تابعته وهو يدخل للغرفة ويغلق الباب خلفه.
علقت نظرات آسيا عليه عندما رأته كان يظهر الشجن عليه لكنه يحاول إخفائه أمامها ويبتسم لها بحنو حتى أنه جلس بجوارها على الفراش ومد يده يحتضن كفها الناعم بين قبضتيه الواسعة رمقته هي بعين غارقة في الدموع وراحت تسأله پخوف
_قالك إيه الدكتور ياعمران! 
مازال يحتفظ بابتسامته المتصنعة ويحدقها صامتا يفكر في طريقة ليخبرها بها ويحاول تهدأتها فعادت تسأله مرة أخرى لكنه كان سؤال تأكيدي يحمل يأسها والمها
_قالك مش همشي تاني صح
ضغط على يدها بدفء ورمقها بحب محاولا الصمود أمامها حتى لا ينهار وهو يرى الۏجع والانكسار في نبرتها وصوتها فصاحت هي به هذه المرة باكية
_عمران رد عليا
حاول إخراج صوته طبيعيا قدر الإمكان وهتف وهو ينظر داخل عيناها باحتواء يبث القوة والطمأنينة إليها
_هترچعي كيف الأول واحسن كمان ياغالية ده فترة مؤقتة بس ومع العلاچ هتبقى كيف الحصان مټخافيش أنا چارك وهنعدي الفترة دي سوا 
ظهور الجمود الغريب عليها فجأة وسرعان ما راحت تبتسم بسخرية وكأنها تستنكر ما قاله ولا تصدقه لا يمكنه خداعها وهي ترى نفسها لا تستطيع التحرك حتى من مكانها.
استمرت في الضحك بمرارة ودموعها تنهمر بغزارة فوق وجنتيها ثم سحبت يديها من قبضته بسرعة وضمتهم لصدرها تنظر له بعجز لأول مرة يراه في عيناها وهي تقول پألم وصوت قوى رغم بحته
_أنت بتضحك على عيلة قصادك وتقولها فترة مؤقتة.. وبتبصلي بشفقة إكده ليه! 
ضيق عيناه بتعجب من عبارتها بينما هي فتابعت بحړقة
_هو أنت فرحان فيا مش إكده.. بعد ما حاولت اقټلك مرتين ربنا خدلك حقي مني أهو.. مش بعيد الكل يبقى فرحان فيا دلوك كمان وأهي جاتلك الفرصة عشان تطلقني وتهملني أصلا إيه اللي هيقعدك مع واحدة مشلۏلة 
تقوست ملامحه من الهدوء للانزعاج الحقيقي من سخافة عباراتها وأصبح يرمقها پغضب ثم هتف في نبرة رجولية حادة
_إيه اللي بتقوليه ده!.. طلاق وشلل إيه.. رغم كل اللي مرينا بيه وعشناه شكلك لساتك معرفتنيش لأنك لو عرفتيني عمرك ما كنتي هتقوليلي الكلام ده
ارتجفت نبرتها وراحت تصيح به في ضعف
_أنا صح معرفكش لأنك مبتدنيش الفرصة دي أساسا أنت چاري دايما وفي ضهري بس مش بقلبك وأنا مهما حاولت أزيح الغبار اللي بينا مبقدرش أنا على السرير ده دلوقتي بسبب أملي في حجات كتير.. ومش عاوزاني افكر إنك فرحان فيا وأنا عارفة زين إنك مبتحبنيش.. وأن مكنتش شمتان يبقى أكيد شعورك مجرد شعور شفقة على حالي بس فمتمثلش الحزن قصادي ياعمران و......
أظلمت عيناه واحتقن وجهه من فرط جموحه فقد كان داخله ثورة جامحة بين صډمته وبين غيظه الشديد منها ولم يحتمل سماع المزيد من تراهاتها والعبث التي تتفوه به هذا فهتف بنبرة رجولية مخيفة وهو يسكتها بصوته الغاضب
_ولا كلمة تاني.. أنتي اعصابك تعبانة وأنا مش هاخد على اللي بتقوليه بس لو كملتي كلمة كمان هكسر قلبك صح.. أنا هطلع واسيبك ترتاحي وتريحي أعصابك شوية يمكن تفوقي وتدركي اللي قولتيه
استقام واقفا واستدار متجها لخارج الغرفة ويتركها بمفردها بين عبثية أفكارها وتشتت عقلها المرهق فهي لم تهضم حقيقة شللها ولا تتمكن من البقاء صامدة وهي ترى نفسها طريحة الفراش لا يمكنها الحركة.

استعادت فريال قوتها مرة أخرى بصعوبة بعد وقت طويل وخرجت

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات