السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران
_الفصل الثاني والثلاثون_
لمعت عينيها بعبارات القهر ونظراتها كانت ثابتة عليه تحدقه بذهول وعدم تصديق كأنها تبحث عن ردة فعله التي ستثبت عكس ما قالته زوجته لكنه طعنها بقسۏة في يسارها عندما وجدته يتفادى النظر إليها في وجه تعلوه علامات الندم والأسف ليس لديه الجرأة لينظر داخل عينيها فور رؤيتها له وهو على هذه الحالة المخزية تأكدت من حقيقة كلامها.

حجبت دموعها ومنعتهم من السقوط رغم اڼهيارها المؤلم الذي يظهر بوضوح على صفحة وجهها نقلت نظرها على منيرة للمرة الأخيرة فرأت الشماتة والنصر يلمع على وجهها وبالواقع يحق لها السعادة فهذه المرة كانت المبارة لصالحها هي وخرجت هي الخسارة والمقهورة لم ترفع نظرها له مجددا وعلى العكس تماما سارت بكل هدوء نحوه دون النظر إليه وعبرت من جانبه بسكون غريب ثم صعدت الدرج بخطواتها البطيئة دون أن تتفوه ببنت شفة.
تابعها بعين دامعة وهو يدرك جيدا أن ما فعله كان نقطة النهاية في حياتهم.. لن تسامحه مهما فعل ستمسحه ولن تترك له أثر بقلبها أو حياتها حتى فقدها وفقد معها قطعة من فؤاده.
استدار بعد لحظات وصعد للأعلى يلحق بها فلم يتحمل تركها وحيدة وهي بهذه الحالة سيحاول شرح موقفه لها علها تفهم أنه لم يكن واعيا لما يفعله لكن فور وصوله ودخوله لغرفتهم وجدها جالسة كجسد بلا روح تحدق في الفراغ پضياع حتى عيناها لا تذرف الدموع صابته نغزة ممېتة في قلبه عندما رآها هكذا وسقطت دمعة حاړقة على وجنته ثم تقدم نحوها بتريث وراح يجلس القرفصاء أمام قدميها على الأرض ممسكا بيدها يهمس بصوت مبحوح
_فريال 
كما هي دون حركة أو أي ردة فعل فقط سحبت يديها من قبضته بكل نفور وابعدتهم عنه وهي تنظر للجهة الأخرى بعيدا سكونها كان يخيفه ويقلقه أكثر.. كان ينتظر ردة فعل چنونية منها وأن تصرخ به وتعاتبه لكن تعاملها مع الموقف بهدوء يثبت لها مخاوفه حول كرهها له الذي أصبح حقيقي.
هتف يتوسلها بعين دامعة وصوت موجوع
_متفضليش ساكتة إكده أبوس يدك.. اصړخي وزعقي وقولي كل اللي عاوزاه حتى لو هتقوليلي إنك بتكرهيني سكوتك مخوفني اكتر يافريال اقسم بالله أنا مكنتش حاسس بروحي.. قلبي عمره ما خانك متدوريش وشك مني قلبي بيتقطع
دموعها كانت على وشك الانهمار لكنها شدت على محابسهم وبظرف لحظة كانت تهب واقفة وتتركه متجهة نحو الحمام دون أن تنظر بوجهه لثانية واحدة.
كان سيهم باللحاق بها لكنه تسمر على أثر صړاخ أمه المرتفع وهي تصرخ بهسيتريا
_بتي.. چلال 
وثب واقفا وركض مزعورا للخارج نحو غرفة أمه بينما فريال ففور سماعها لصوت صفع الباب بعد رحيله خرجت من الحمام وتجمدت بأرضها لدقيقة وهي تحدق في الباب وفجأة اڼهارت باكية وهي تصرخ وتبكي بحړقة وراحت تلقي بكل شيء أمامهما تطوله يدها وسط صړاخها المټألم ثم جلست على الأرض تكمل نوبة اڼهيارها. 

داخل المستشفى بالقاهرة.......
كان يقف عمران مع الطبيب خارج الغرفة يتحدث معه بوجه عابس رغم جدية نبرته الرجولية ويسأله
_ممكن ياخد قد إيه يادكتور 
أجابه الطبيب بهدوء ونبرة رزينة
_قد إيه بظبط مقدرش أقولك.. بس اطمن الموضوع بسيط جدا الأصابة والعملية أثرت بشكل طفيف عليها وهي هتواجه صعوبة ومش هقدر تتحرك خلال فترة العلاج ومع الجلسات والالتزام على علاجها هترجع زي الأول واحسن كمان أهم حاجة بس الحالة النفسية لأنها عاملة أساسي في تحسن حالتها
أماء له بتفهم ثم شكره بلهجة مهذبة وفور رحيله رفع يده يمسح على شعره ووجهه وهو يتأفف بخنق وحزن

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات