رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
ده عملك حاچة
ارتبكت وأسرعت تقول پخوف تحاول ردعه وتهدأته
_سيبك منه ده واحد مش طبيعي أصلا
وجدته سيهم بفتح باب السيارة ليخرج فاوقفته بتوسلها وصوتها المرتعد
_بلال عشان خاطري بلاش مشاكل.. أنا سكته وهو مش هيقرب مني تاني خلاص
أجابها بصوت رجولي محتقن بالڠضب
_متخفيش هتكلم معاه بهدوء خليكي أنتي إهنه ومتطلعيش من العربية
أماءت بالموافقة وهي تبتسم برقة وتقول بامتنان حقيقي
_شكرا يا بلال
مال ثغره للجانب ببسمة جانبية ساحرة وهمس
_على إيه احنا مفيش شكر ما بينا مش إكده ولا إيه
أجفلت نظرها عنه بخجل ثم هتفت بتوتر ملحوظ وهي تهم بالرحيل
_طيب أنا هسيبك عشان معطلكش لو وراك حاجة وآسفة إني ركبت العربية كدا فجأة
_رايحة وين استنى هوصلك البيت أنتي مش كنتي ماشية
ابتسمت بإحراج وأجابته بالرفض الرقيق
_لا مش عايزة اتعبك أنا هطلع وهركب أي مواصلة
لم يهتم برفضها وراح يشغل محرك السيارة وهو يجيبها مبتسم بمكر
_تركبي مواصلة كيف وخطيبك موچود
تجمدت دماء عروقها واتسعت عيناها بدهشة فقد استنتجت أن ذلك الشاب هو من أخبره أنها قالت له أنه خطيبها. ازدردت ريقها بخجل وتحولت وجنتيها لكتلة من الډماء الحمراء حتى لسانها انعقد ولم تستطع الرد عليه فالتزمت الصمت ودون نقاش قبلت بعرضه ثم أبعدت نظرها عنه وثبتته على الطريق من فرط خجلها بينما هو فكان بين كل لحظة والأخرى ينظر لها ويبتسم بحب.
داخل منزل خليل صفوان تحديدا داخل غرفة فريال كانت قد انتهت للتو من أداء فريضتها ونزعت عن شعرها الحجاب وراحت تجلس فوق الأريكة وهي تحدق في الفراغ أمامها پضياع بالأمس كانت شخص والآن آخر.. لا تدري ما الذي حدث وكيف كانت بهذه الحالة الثورانية بل وكانت لا تطيق رؤية وجهه وتشعر أنها تكرهه حقا ليس مجرد كلمة لكن الآن هدأت عاصفتها وكأنها فاقت من غيبوبة وعادت لطبيعتها مرة أخرى لكنها لا تستطيع نسيان كلماته الأخيرة لها بأنه سيهجرها ولن يجعلها تراه وبالفعل لم يكن مجرد كلام يطلقه في الهواء دون معنى فهو منذ الأمس لم يأتي ولم تراه سألت ابنها الكبير منذ قليل عنه فأخبرها أنه لم يعد للمنزل حتى الآن.
صفعت باب الغرفة واندفعت نحو فراشها تجلس فوقه