الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

ده عملك حاچة  
ارتبكت وأسرعت تقول پخوف تحاول ردعه وتهدأته 
_سيبك منه ده واحد مش طبيعي أصلا 
وجدته سيهم بفتح باب السيارة ليخرج فاوقفته بتوسلها وصوتها المرتعد 
_بلال عشان خاطري بلاش مشاكل.. أنا سكته وهو مش هيقرب مني تاني خلاص
أجابها بصوت رجولي محتقن بالڠضب 
_متخفيش هتكلم معاه بهدوء خليكي أنتي إهنه ومتطلعيش من العربية
لم تستطع إيقافه مرة أخرى ووجدته نزل من السيارة واتجه نحو ذلك الشاب كانت نظراتها عالقة عليهم وهي تضع كفها فوق يسارها تحديدا قلبها الذي يدق پعنف من الړعب رأته يتحدث معه ويربت فوق كتفه بقوة وكأنه يحذره وكانت ملامح وجهه مخيفة كلها جموح لم تجد أي ردة فعل معاكسة من الآخر وعلى عكس توقعها انتهى الحديث بينهم وهو يهز رأسه بإيجاب وكأنه انصاع لتحذيرات بلال تنهدت الصعداء براحة عندما وجدته يستدير ويعود إليها وفور استقلاله بالسيارة بجوارها مرة أخرى وجدته يقول بلهجة مريبة 
_لو اتعرضلك تاني أو ضايقك بأي شكل قوليلي 
أماءت بالموافقة وهي تبتسم برقة وتقول بامتنان حقيقي 
_شكرا يا بلال 
مال ثغره للجانب ببسمة جانبية ساحرة وهمس 
_على إيه احنا مفيش شكر ما بينا مش إكده ولا إيه
أجفلت نظرها عنه بخجل ثم هتفت بتوتر ملحوظ وهي تهم بالرحيل 
_طيب أنا هسيبك عشان معطلكش لو وراك حاجة وآسفة إني ركبت العربية كدا فجأة 
أوقفها سؤاله بنبرته الرجولية 
_رايحة وين استنى هوصلك البيت أنتي مش كنتي ماشية 
ابتسمت بإحراج وأجابته بالرفض الرقيق 
_لا مش عايزة اتعبك أنا هطلع وهركب أي مواصلة 
لم يهتم برفضها وراح يشغل محرك السيارة وهو يجيبها مبتسم بمكر 
_تركبي مواصلة كيف وخطيبك موچود
تجمدت دماء عروقها واتسعت عيناها بدهشة فقد استنتجت أن ذلك الشاب هو من أخبره أنها قالت له أنه خطيبها. ازدردت ريقها بخجل وتحولت وجنتيها لكتلة من الډماء الحمراء حتى لسانها انعقد ولم تستطع الرد عليه فالتزمت الصمت ودون نقاش قبلت بعرضه ثم أبعدت نظرها عنه وثبتته على الطريق من فرط خجلها بينما هو فكان بين كل لحظة والأخرى ينظر لها ويبتسم بحب.
بتمام الساعة الثامنة مساءا........
داخل منزل خليل صفوان تحديدا داخل غرفة فريال كانت قد انتهت للتو من أداء فريضتها ونزعت عن شعرها الحجاب وراحت تجلس فوق الأريكة وهي تحدق في الفراغ أمامها پضياع بالأمس كانت شخص والآن آخر.. لا تدري ما الذي حدث وكيف كانت بهذه الحالة الثورانية بل وكانت لا تطيق رؤية وجهه وتشعر أنها تكرهه حقا ليس مجرد كلمة لكن الآن هدأت عاصفتها وكأنها فاقت من غيبوبة وعادت لطبيعتها مرة أخرى لكنها لا تستطيع نسيان كلماته الأخيرة لها بأنه سيهجرها ولن يجعلها تراه وبالفعل لم يكن مجرد كلام يطلقه في الهواء دون معنى فهو منذ الأمس لم يأتي ولم تراه سألت ابنها الكبير منذ قليل عنه فأخبرها أنه لم يعد للمنزل حتى الآن.
ظلت بغرفتها لساعات طويلة على أمل عودته ودخوله الغرفة لكن دون فائدة حتى وجدت الساعة تخطت الحادية عشر قبل منتصف الليل فاستقامت واقفة وارتدت ملابسها الفضاضة وحجابها وخرجت من الغرفة متجهة نحو المطبخ بالأسفل عندما وصلت للطابق الأرضى سقط نظرها عليه وهو يجلس مع جده يتحدث بجدية طالت نظراتها المريرة إليه لكن هو لم يرفع نظره لها حتى وتجاهلها تماما متعمدا كأنه لا يراها مما أشعل نيران الغيظ والقهر في صدرها أكثر وبسرعة استدارت وعادت لغرفتها مجددا دون الذهاب للمطبخ كما كانت تنوي.
صفعت باب الغرفة واندفعت نحو فراشها تجلس فوقه

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات