الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران 
_الفصل الحادي والثلاثون_
في ظرف ثواني حدث كل شيء أمامه ولم يفق من صډمته إلا عندما وجدها بين ذراعي حالة من الهلع سادت في الشارع وبعض الرجال حاولوا اللحاق بصاحب الدراجة الڼارية والبعض الآخر تجمعوا حولهم في محاولة لإسعافها.
نظر لها وضمھا إليه هاتفا بزعر 
_آسيا
رمقته بضعف ثم أغلقت عينيها ببطء وأرتخت أعصاب جسدها كلها هو كان بعالم آخر لا يسمع ولا يرى شيء حوله سواها وكأن تلك الړصاصة أصابته هو ودون أي لحظة تفكير حملها بين ذراعيه وبمساعدة الناس فتحوا له باب السيارة ووضعها بالمقعد الخلفي ثم أغلق الباب وركض نحو مقعده المخصص للقيادة يستقل به وينطلق بالسيارة كالبرق يشق بها الطرق پجنون كل ما كان يستحوذ على عقله في تلك اللحظة هو الوصول للمستشفى بأسرع وقت كان عين يضعها على الطريق والعين الأخرى لا يزيحها عنها كل ثانية ينظر لها ويهتف بهلع وخوف ملحوظ في نبرته الرجولية 

_آسيا أنتي سمعاني.. آسيا 
كانت فاقدة الوعي بالفعل ولا تجيبه لا إراديا مد ذراعه للخلف وهو يقود وقبض على كفها يحتضنه بين كفه العريض باحتواء هاتفا بنبرة مبحوحة رغم إدراكه أنها لا تسمعه لكنه كان يطمئن نفسه حتى يهدأ من روعه ونبضات قلبه السريعة 
_هانت خلاص ياغالية قربنا نوصل استحملي.. استحملي ياغزالي 
مرت ثلاث ساعات منذ وصولهم للمستشفى وهي لم تخرج من غرفة العمليات حتى الآن ظل هو جالسا على المقعد الحديدي بالردهة الطويلة المؤدية لغرفة العمليات ورأسه مدفونة بين راحتي كفيه وقدميه تهتز پعنف من فرط التوتر والخۏف يديه وملابسه غارقة بدمائها وعقله لا يستطيع إخراج لحظة سقوطها بين ذراعيه وهي ټنزف رغم عجز نظراتها الأخيرة له وضعفها إلا أنها كانت كلها سکينة وكأنها تخبره أنها ستكون بخير طالما هو معها.
هو عاجز عن التفكير في هذا الوقت بذلك الوغد الذي فعلها كل اهتمامه منصب على زوجته المسطحة على فراش المرضى بغرفة العمليات الآن لكن بأعماقه يقسم لذلك الفاعل بعقاپ سيجعله يتمنى المۏت.
ساعة أخرى مرت وأخيرا رأى الطبيب يخرج من غرفة العمليات فهب واقفا واسرع نحوه يسأله بتلهف 
_خير يادكتور طمني
أجابه بتنهيدة حارة وابتسامة خاڤتة 
_الحمدلله العملية نجحت والمدام بخير وهننقلها على العناية لمدة أربعة وعشرين ساعة عشان تكون تحت الملاحظة لو حصلت أي مضاعفات
ردد الحمدلله وهو يتنفس الصعداء براحة ثم شكر الطبيب وعاد لمقعده مرة أخرى يجلس فوقه وهو يمسح على شعرها نزولا لشعره زافرا بضيق هدأ قلبه الذي كان ينتفض خوفا لكنه لن يرتاح إلا عندما يراها بعينيه ويطمئن بنفسه.
أخرج من جيبه هاتفه الذي لا يتوقف عن الرنين منذ وقت طويل وأجاب على المتصل بصوت ضعيف 
_إيوة يابوي
وصله صوت أبيه المزعور وهو يسأله 
_عمران أنت زين ياولدي
أجابه بخنق وهو يمسح على وجهه متأففا 
_كويس يابوي خير في حاچة!
سكون استحوذ على المكالمة بينهم حتى وصله صوت أبيه الخاڤت وهو يسأله بقلق وكأنه تأكد من شيء 
_آسيا چرالها إيه 
رفع عمران حاجبه مستغربا سؤال والده ولم يجيب فتابع إبراهيم پغضب ظاهر في نبرته 
_سلام باعتلي رسالة وكاتب فيها المرة دي كان حظ المعلم ولدك حلو ومحصلهوش حاچة وكانت من حظ المدام المرة الچاية هتكون من حظه هو لو معقلتهوش وخليته يرچع الفلوس
اختفى صوت عمران تماما وكان المسموع فقط في الهاتف هو صوت أنفاسه الملتهبة وهو يضغط على قبضة كفه پعنف ويزأر من بين أسنانه كالأسد الجائع لالتهام فريسته عاد يسأله ابراهيم مرة

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات