رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
كانت تنم عن اقتراب الطوفان أكثر لكنها وقفت أمامه بكل ثبات وصړخت به بعصبية قبل أن يبدأ بصب جموحه عليها
_اوعاك تقول ولا كلمة.. مش بعد كل ده وچاي دلوك تمسك في خناقي عشان العقربة دي
جلال بصوت رجولي مخيف يحمل لهجة التحذير
_وطي حسك
انفعلت أكثر وراحت تصرخ بأعلى صوت لديها وهي تلقي عبارات مهينة له ولرجولته دون وعي منها
احتقن وجهه بالډماء وأظلمت عيناه بشكل مرعب وبلحظة جموحه رفع يده بالهواء وكان سيهم بصفعها لكنه توقف على آخر لحظة وفاق عندما رآها تتحامي بيديها وتميل بوجهها للجانب تتفادى صڤعته فانحرفت يداه بنفس اللحظة لتصطدم بالحائط يضرب عليه بقبضته بكل قوته أما هي فرفعت رأسها ونظرت له پصدمة تقول
رغم كل ما قالته وماتفعله هو يصمت فقط لأنه يعرف إذا تحدث ربما يخسرها للأبد يكتم جموحه وسطوته في نفسه حتى لا ېجرحها ويأذيها لكن فاض كيله وثار عندما وجدها تقترب منه وتقول بقسۏة
_أنت عارف زين أني لو طلعت المرة دي من البيت مش هرچعلك تاني لو على چثتي والمرة دي هاخد عيالي معايا كمان أنا اديتك فرصة تانية وأنت ضيعتها ياچلال
_ مش وكالة من غير بواب هي عشان كل ما تطب في دماغك تقولي أنا مهملة البيت وماشية رجلك مش هتعتب عتبة البيت يافريال أنا سكتلك كتير وكنت بهاودك وحنين معاكي لغاية إهنه وكفاية مش عاوز اسمع كلمة ماخدة خلجاتي وماشية دي تاني فاهمة ولا لا
بالطابق الثالث داخل غرفة منيرة كانت تتحدث في الهاتف مع سيدة وهي تضحك بخبث وتقول بسعادة
_بركاتك ياشيختنا ده شكل مفعول اللي ادتهوني اشتغل أول ما حطيته معقول في يوم وليلة يشعلل الدنيا إكده
_امال أنتي فاكرة إيه أنا مش قولتلك هتاخديه وتدعيلي.. هو حصل إيه
قالت منيرة بلؤم ضاحكة
_مسكوا في خناق بعض.. وشكله شايط على أخره أول مرة اسمع زعيقه إكده البيت بيتهز من صوتهم وشكلها هتسيب البيت وتمشي
ضحكت الأخرى وقالت بفضول
_زين زين.. وحديهم وحديهم ولا أنتي عملتي حاجة كيف ما قولتلك
_لا أنا دلقت البنزين على الڼار الأول وسبت الباقي عليهم.. عملت روحي تعبانة وقربت منه قصادها عشان تشيط كيف ما قولتيلي وحصل فعلا لقيتها مرة واحدة مسكت في شعري كيف المچنونة وبعدين كملوا هما الخناقة في اوضتهم وزمانه جايلي دلوك عشان اهديه واطبطب أنا عليه
من سوء حظ جلال أنه بتلك اللحظة لم يسمع سوى الجزء الأخير من كلام منيرة ومن حسن حظها هي أنه لم يكشف سوى جزء صغير من أفعالها.
انتفضت بفزع عندما وجدته يقتحم عليها الغرفة وهو كالثور الهائج وبلحظة كان يصفعها ويجذبها