رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
بعد عبارة منى فقد تحولت آسيا من البرود لنيران متوهجة عيناها تلونت بالأحمر واحتقن وجهها بالډماء والتهب صدرها بالڠضب والغيظ تلك الوغدة نعتتها بلفظ لم تكن تتوقع أن تسمعه بحياتها كلها لكنها أقسمت على أن تجعلها تتمنى عودة الزمن ولا تتفوه بذلك اللفظ.
كانت ستنهي الاتصال دون رد عليها لكنها القت بقنبلة تدرك نتجائها جيدا في نفس تلك الشيطان حيث قالت
ودون انتظار انتهت الاتصال وهي تتوعد لها بعقاپ عسير على ما تفوهت به في حقها لم تلبث لتستدير بجسدها للخلف فوجدت عمران يقف عاقدا حاجبيه ويسألها بتعجب وعدم فهم
_ولي عهد إيه ده !!!
انعقد لسانها وتصلبت مكانها دون حركة فقط تتمعنه پصدمة واضطراب يظهر بوضوح فوق صفحة وجهها بلحظة نسيت كل شيء وفرت الكلمات هاربة منها فلم تجد ما تجيب به عليه لتبرر ماتفوهت به وتصحح ما يظنه عنها الآن خجلت وتوترت بطريقة لأول مرة يراها عليها.
_آسيا أنا بكلمك!
خرج صوتها أخيرا لكنه كان متلعثما وهي تقول مستنكرة ببسمة مرتبكة
_ولي عهد إيه! .. أنا قولت ولي عهد! .. أنا مقولتش الكلام ده واصل
تقدم نحوها خطوة فوجدها تتقهقهر للخلف مما أثبت له أنها ليست طبيعية فتلك التصرفات ليست لآسيا أبدا تقدم خطوة أخرى غير مكترثا بتوترها الملحوظ ووقف أمامها مباشرة يقول بلهجة ثابتة
ازدردت ريقها بخجل فقط من فكرة سماعه لعبارتها وهي تصرح برغبتها بطفل منه ليتها لم تتفوه بها.. تلك الأفعى الخبيثة السبب في هذا الوضع المحرج ولكنها ستلقنها الدرس الذي تستحقه فور عودتها للمنزل.
لا تستطيع إخفاء خجلها لكنها ستحاول البقاء صامدة والتصرف ببرود حتى لا تثبت له ظنونه وتصبح هي الفريسة لصياد لا يرحم رسمت الثبات المتصنع على وجهها ووقفت بشموخ أمامه تقول بنبرة خرجت باردة بعد صعوبة
كانت ستهم بالانصراف من أمامه لكن بعد أول خطوة قبض على ذراعها يوقفها وهو يسألها بنبرة غليظة يظهر بها الضيق الحقيقي من هروبها منه
_كنتي بتكلمي مين من تلفوني!
سكتت للحظة وفكرت مليا ماذا تجيب فلو أخبرته منى سيحاصرها بأسألته التي لن تنتهي وربما النتيجة بالنهاية ستكون واحد صفر لصالحه أثرت بالأخير الفرار منه بأي حجة وسرعان ما افلتت ذراعها من قبضته تقول بتلهف
لم تترك له فرصة ليعترض حيث اندفعت للخارج شبه ركضا وبقى هو مكانه يحدق على أثرها بغيظ وباللحظة التالية كان يجذب هاتفه ويضغط على المكالمات الأخيرة فوجد اسم منى آخر اسم في قائمة الاتصالات الټفت برأسه للخلف نحو الباب وهو يفكر بتدقيق يحاول تخمين ماذا قالت منى ودفعت آسيا لتجيب عليها بتلك العبارة وماسبب تصرفاتها المريبة هو أصبح يفهمها جيدا والآن حدثه يخبره أن هناك شيء لا يعرفه.
فتح جلال باب غرفته هو وفريال ودخل فور دخوله وجد فريال تنظر له ساخرة عندما رأت الڠضب على ملامحه وتقول بشجاعة لا تقل عن ما كانت عليه بالأسفل
_إيه چاي عندي ليه روح عند حبيبة القلب واسيها تلاقيها مموتة روحها من البكا
لوى فمه بغيظ من ردها وأسلوبها الفظ ثم أغلق الباب بهدوء وتقدم نحوها بخطوات متريثة ومع كل خطوة