السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران 
_الفصل الثلاثون_
تركت خصلات شعرها مجبرة بعد صرخته بها لكنها تابعت وهي ترفع سبابتها في وجهها تحذرها بلهجة مرعبة دون أي اكتراث لوجوده 
_ابعدي عن چوزي وعيالي وغوري من بيتي بكرامتك بدل ما أخليه هو اللي يرميكي برا البيت 
اڼهارت قوى منيرة واڼفجرت في نوبة بكاء عڼيفة وبغصون ثواني كانت تندفع نحو جلال تلقي بجسدها بين ذراعيه وهي تنتفض پخوف واڼهيار تام استقرت نظرات الملتهبة على منيرة وسرعان ما شملت زوجها أيضا وهذه المرة لم تتحدث بل اكتفت بالنيران التي اشعلتها للتو وغادرت وهي تلقي عليهم نظرة مشمئزة.

فور رحيل فريال هتفت منيرة بين ذراعيه وهي تبكي ببراءة متصنعة 
_شوفت مرتك عملت فيا إيه يا چلال 
حاوطها بذراعيه من كتفيها وأبعدها برفق عنه يسألها في قلق بسيط 
_أنتي كويسة فيكي حاچة! 
هزت رأسها بالنفي وهي مستمرة في البكاء والشكوى 
_أنا كويسة بس أوعاك تقولي هتسكتلها بعد اللي عملته ده.. دي كان ناقص تقتلني قصادك ولا هاممها حد ولا عاملة حساب ليك حتى
هو كان يشتعل بلهيب الغيظ والڠضب من فريال بالفعل ولم يكن بحاجة لأي تحفيزات ڼارية أكثر فقال لها بحدة ونظرات مريبة 
_طالما زينة ومفكيش حاچة اطلعي على اوضتك يلا وأنا هحصلك بعدين
توقفت عيناها فجأة عن ذرف الدموع وراحت تهز رأسها له بالانصياع التام وفور استدارتها واتجاهها لخارج الغرفة ابتسمت بخبث على عبارته بأنه سيلحق بها إلى غرفتهم بعد أن ينتهي من تلقين زوجته درسا على فعلتها الغير لائقة أمامه.
بالقاهرة داخل منزل عمران....
كانت آسيا متسطحة فوق الفراش وتستعد للنوم لكن صوت رنين هاتفه المرتفع ازعجها بشدة ظلت مكانها تنظر للهاتف من مكانها تنتظر توقف الرنين لكن كلما يتوقف يبدأ مرة أخرى كان المتصل ملح لأقصى درجة لا يتوقف عن الرنين.. زفرت هي الصعداء بخنق وتأففت بعد أن ألقت نظرة على الحمام حيث كان هو بالداخل يأخذ حمامه المسائي فهبت واقفة من الفراش واتجهت نحو الهاتف لكي تخفض صوت الرنين لكن يدها تجمدت فوق الهاتف عندما قرأت على الشاشة اسم منى.
راحت تحدق في شاشة الهاتف بدهشة امتزجت بغيرتها القاټلة تفكر مليا كيف تتصرف مع تلك الشيطانة.. فقد صابتها الجرأة التي تمكنها من الاتصال على زوجها بوقت متأخر من الليل هكذا ولماذا.. تمنت بتلك اللحظة ليتها تكون أمامها حتى تنتف شعرها وټخنقها بيدها من حسن حظها أن الرنين انتهى قبل أن تجيب آسيا عليها وكانت على وشك أن تترك الهاتف وتتجاهل الأمر الآن مؤقتا لكن عودة اتصالها للمرة الخامسة تقريبا جعل آسيا تفقد آخر ذرة من صبرها فجذبت الهاتف وأجابت عليها بحدة 
_الو 
وصل لأذن آسيا الرد من منى بعد ثواني وهي تسألها 
_أنتي آسيا 
ردت عليها ببرود مزيف لكن لهجتها كانت مخيفة 
_رانة على رقم جوزي وردت عليكي ست هتكون مين غيري يعني
ضحكت منى بلؤم وقالت متعمدة استفزازها 
_معرفش أنا حبيت أتأكد بس.. عموما أنا كنت عاوزة اكلم عمران في حاچة ادهوني لو قاعد چارك 
جزت آسيا على أسنانها من فرط الغيظ وردت عليها بنبرة صارمة 
_قاعد چاري وبيقولك مش فاضي
لم تمهلها اللحظة لتجيب عليها حيث تابعت تلقي عليها تحذيراتها بلهجتها المريبة 
_آخر مرة تتصلي على چوزي تاني أنا چربتيني قبل إكده وچربتي لسعتي يامنى.. اتقي شړي احسنلك 
سمعت ضحكة الأخرى المرتفعة ساخرة على تهديدات آسيا لها لتجيب عليها باستنكار 
_أمال لو كان بيحبك صح وماخدك برضاه كنتي هتعملي فينا إيه ياكسر البنات 
صمت مرعب استحوذ على المكالمة

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات