رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
جسده ويده للأعلى يحاول التقاط ذلك المقعد وعندما مسكه أنزله بصعوبة وراح يلقيه من أعلى الخزانة إلى الأرض بكل قوة.. أحدث المقعد ضجة عڼيفة وصوت مزعج بالغرفة كلها وكأنه شيء ما تهشم وعلى أثره خرجت فريال بسرعة مڤزوعة من الحمام وهي تقول
_إيه اللي وقع ده!!!
رأته يجلس فوق الأريكة ممسكا بكتفه وهو يتألم ويرد عليه بصوت مكتوم من الألم
اتسعت عيناها بدهشة وراحت تلقي نظرها على ذلك المقعد الصلب والقوى فزاد قلقها أكثر وبسرعة اندفعت نحوه تجلس بجواره تتحسس كتفه هاتفة بقلق
_طيب أجبلك مرهم تحطه قبل ما تورم
هز رأسه لها بالنفي وهو يقول
_لا لا هو خمس دقائق والألم هيخف لوحده
ردت عليه بحدة ممزوجة بخۏفها
_وقع عليك كيف ياچلال وأنت متاخدش بالك ليه
_بتضحك على إيه!!
رد عليها مازحا بعينان لامعة بالحب
_قولتلك وقع على دراعي مش وشي بتبصي على إيه!!
تهربت من النظر إليه وقالت بجدية محاولة إخفاء اضطرابها واهتمامها المتزايد به
_بطمن عليك يعني ده چزاتي!
سألته باستغراب ودهشة
_بتعمل إيه.. أنتي هتقلع خلجاتك ليه!!
قال بنظرة لعوب وهو يضحك
_عشان تطمني على كتفي وتشوفي لو فيه حاچة
_حاسس پألم إكده!!
انتبه على صوتها وفاق من شروده بها وبسرعة راح يطلق انينا مزيفا وهو يقول
_آااه لسا في ألم.. كملي بيدك يمكن يخف شوية
كانت تشتعل غيظا منه بعدما أدركت حيلته الطفولية وتعمدا أخذت تدلك له كتفه بكل عڼف وهي تضغط عليه بقوة مما جعله يطلق تأوها حقيقيا هذه المرة وهو يقول بتعجب
ردت عليه وهي تصر على أسنانها
_ليه مش يدي كانت فيها الشفا بقيت بتوچعك ليه دلوك!!
_مقصدش إكده طبعا ياروحي أنا بقولك براحة بس شوية
لمعت عيناها بلؤم وقالت له بكل طواعية
_عيوني يا أبو العيال
تعالت اساريره على أثر عبارتها بينما هي فتابعت تداركها الذي كان أعنف من الأول فوجدت ېصرخ بالأخير وهو يبعد يدها عنه هاتفا بانزعاج وألم
انطلقت ضحكتها الأنثوية والمتلذذة به رغما عنها وهي تقول له بخبث
_عشان بعد إكده تكذب عليا زين وتمثل قصادي الوچع والمړض
_أعمل إيه طيب اتوحشت اهتمامك بيا وخۏفك عليا
حاولت الابتعاد عنه وهي تقول بغيظ كاتمة ابتسامتها
_چلال بعد عني
حرك حاجبيها بالرفض وهو يبتسم بمتعة ثم شدد على خصرها أكثر يحاصرها بتحكم بينما هي تحاول الفرار من بين براثنه كالقطة الضعيفة التي سقطت داخل عرين الأسد ولسوء حظه أن طرق الباب بتلك اللحظات جعلها تستغل الفرصة وتهرب منه بسرعة فضحك هو عليها وعينيه عالقة على الباب بغيظ يشتم في نفسه ذلك الطارق المزعج...
فور انتهائه قال لها بحيرة
_خير ياما مالك
ابتسمت له عفاف وقالت بفرحة
_خير خير ياولدي.. جيالك بالبشارة
غضن حاجبيه بعدم فهم ولمعت عيناه باهتمام وفضول حتى وجدها تقول ببسمة خبيثة
_جهز
روحك عشان خلاص هنروح نتقدم لعروستك
اتسعت عيناه بدهشة وبعد لحظات شبه طويلة سألها بعد تصديق
_حور وافقت
_بءدس أبوك مصمم أن نروح لما يرچع عمران عشان يروح معاكم
هز رأسه بتفهم مؤيدا لرأى