رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
ورغم ارتيعادها لكنها تابعت بنفس الڠضب محاولة الثبات أمامه
_أنت عارف زين أن بت عمتك عاوزة تخرب بيني وبينك عشان بعد إكده تفضالها الساحة وتتجوزك.. ورغم إكده أنت مبتبعدش عنها وطول الوقت قريب منها وحتى ما هان عليك تخلي أمك تمشيها من البيت بعد اللي عملته معايا.. ودلوك بتفرض تحكماتك عليا ومش عاوزني اتعامل مع جنس مخلوق غيرك
_ليه هو أنتي عاوزة تعملي زي عشان يبقى حلو ليكي كمان ولا إيه!!
ازدردت ريقها پخوف وردت عليه دون أن تنظر في عينيه مباشرة
أكمل بنفس نبرته السابقة يلقي تعليمات جديدة
_مفيش حد له كلمة عليكي ولا يحقله يتحكم فيكي غيري.. لو ناسية روحك افكرك أنك متچوزة ومرتي وأنا لما اقول مش عاوز اشوف لسانك بيخاطب الواد ده تاني يبقى الكلام خلص وحتى لو قولتلك صنف الرجال كلهم تقولي حاضر و.....
قاطعته بسخط شديد وهي تهتف
_وأنا مش چارية ع......
_ لساتني مخلصتش كلامي.. عدى الأيام اللي هنقضيها إهنه على خير يا آسيا بدل ما تشوفي الوش اللي بتكرهيه
أشاحت بوجهها بعيدا عنه تأبى النظر له وهي تشتعل من فرط قهرتها وعصبيتها بينما هو فتركها واتجه للغرفة فور سماعها لصوت صفع الباب سقطت فوق وجنتيها دموعها المحپوسة في مقلتيها...
فتح جلال عيناه بخمول على أثر صوت رنين هاتفه الصاخب وهو يتأفف بخنق ثم مد يده للمنضدة الصغيرة المجاورة للفراش يلتقط الهاتف ويجيب على المتصل بجديةداكت مكالمته حول العمل لدقيقة بالضبط ثم أنهى الاتصال وعندما نزل بنظره لصدره وجد ذراعه ملتف حول خصرها وهي نائمة بين ذراعيه ورأسها فوق صدره.. فابتسم بغرام وسعادة فور تذكره ليلة أمس.. يبدو أن جليد قلبها بدأ بالذوبان و وشروق شمسهم اقتربت.
_الساعة كام
مال بشفتيه على رأسها يلثم شعرها بحب متمتما
_الساعة تسعة يافريالي صباح الورد والياسمين
فتحت عيناها على أخرهم لتبدأ بإدراك وضعهم فتسكن للحظات مكانها دون حركة تستوعب ما حدث وبعدها رفعت جسدها عنه وهي ترد بخفوت وجمود ملامح غريب
_صباح النور
كانت تتفادى النظر إليه.. لا تفهم خجلا أم انزعاجا أم ماذا بالرغم من أن قسمات وجهها تقول غير ذلك كان يبدو عليها اللين والهدوء وكأن الڠضب ليس في زيارتها هذا الصباح مما زاده إشراقا وسعادة ردت عليه بحزم وجدية بسيطة
_أنا فضلت چارك أه بس ده مش معناه إني سامحتك
ابتسم بحنو واستطرد بكل بساطة
_أنا فاهم وعارف ده زين بس على الأقل قوليلي أن في أمل صح!
زمت شفتيها للأمام في عبوس وقالت متدللة وهي تهم بالنهوض من الفراش
_معرفش
رمقها بطرف عينيه بابتسامة مغلوبة ثم تنهد وهو يضحك بينما هي فتحركت نحو الحمام وهي تزفر بقلة حيلة منه فهو لن يتوقف عن محاولاته في نيل رضاها مهما فعلت وهي تدرك تلك المعلومة جيدا...
استقام واقفا بعدما توارت داخل الحمام وراح يمسك بهاتفه يجري اتصال آخر استغرق ثلاث دقائق وبعد انتهائه استقرت عيناه على الحمام وهو يبتسم ثم أشاح بوجهه عنه وبمحض الصدفة سقط نظره على مقعد خشبي متين فوق الخزانة فلمعت عيناه بخبث ثم توقف وراح يقترب
من الخزانة يرفع