السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران 
_الفصل التاسع والعشرون _
عادت بيدها للخلف بسرعة في خوف وقلق عندما رأت عمران كان يقف بالضبط أمام بوابة البناية ويرمقها بنظراته المريبة فعادت هي تنظر للشاب الذي أمامها تهتف لها مبتسمة بلطف
_متشكرة بس أنا چوزي وصل أصلا
الټفت الشاب إلى حيث تنظر فرأى عمران وهو يتقدم نحوهم.. اتسعت عيناه بدهشة بسيطة وفور وصوله لهم مد يده له ليصافحه هاتفا بحرارة

_عمران حمدالله على السلامه اخبارك إيه
كانت ملامح وجهه مكفهرة وعضلاته متشنجة من فرط الغيظ لكنه تصرف بهدوء مزيف وصافحه متمتما
_الله يسلمك ياسليم
صابتها الدهشة الأولى عندما رأتهم يتصافحون واتضح أنهم يعرفون بعضهم والآن الثانية عندما سمعت اسمه وتذكرت شقيق صديقتها عندما أخبرته أن اسمه سليم.. إذا زوجها كان يعرفه منذ البداية لكن ما سبب رفضه القاطع حول ذهابها لمنزل صديقتها إذا كان بينه وبين شقيقها معرفة صداقة.
كانت قسمات وجهه لا تبشر بالخير ووحدها فقط كانت تراها وتفهمها بوضوح مما جعلها تتجمد في أرضها بجواره دون حركة ولا صوت وهي تنتظر طوفانه عندما ينفرد بها داخل منزلهم.
حديثهم لم يدم لأكثر من لحظات وخلالها قام سليم بتهنئة عمران على زواجه وبعد انتهاء حديثهم غادر سليم البناية بأكملها ولم بتبقى سواهم تطلعته بنظرات زائغة وهو كان لا ينظر لها في برود مخيف حيث انحنى يلتقط الأكياس يحملها هو ثم يتجه نحو المصعد الكهربائي فتلحق به بسرعة وتستقل به معه دقائق قصيرة وتوقف المصعد فخرج هو أولا واتجه نحو باب المنزل ليضع المفتاح في القفل ويفتح الباب ثم يدخل.. لحقت به وأغلقت الباب بهدوء.
عندما اقتربت من الصالة رأته يجلس فوق الأريكة بهدوء مريب فتقدمت نحوه وجلست بجواره تهمس في خفوت تجيب على سؤاله قبل أن يطرحه عليها
_أنا نزلت اشتري شوية طلبات للبيت وانا وراچعة قابلته وهو حب يساعدني لما شافني شايلة كياس كتير
رمقها بطرف عيناه في نظرات بدأت تتحول من الهدوء المزيف
_وأنتي إيه اللي ينزلك من البيت.. اتصلتي واخدتي أذني الأول.. إيه عرفك في إيه تحت ولا الطريق كيف عشان تنزلي لحالك
ردت عليه بثبات متصنع تحاول تلطيف الأجواء
_أنا مرحتش بعيد.. هو السوبر ماركت اللي في نفس الشارع بس ورچعت طوالي
انتفضت مڤزوعة على أثر صيحته المفاجئة
_اسمها نزلتي من البيت ولا لا.. أنا مسألتكيش روحتي وين 
أردفت باضطراب من غضبه المرعب وقالت بخفوت
_عمران أهدى الموضوع مش مستاهل كل العصبية دي 
انتصب في جلسته وصړخ منذرا إياها بلهجة لا تتهاون أبدا
_الواد ده لو حصل وشفتك واقفة معاه تاني متلوميش غير روحك على اللي هعمله
ضيقت عيناها باستغراب فهي لا تفهم سبب كرهه لذلك الشاب.. لكنها لم تخضع لتعليماته خصوصا بعدما علمت أنه شقيق صديقتها فلا تقتنع بنقمه الغريب عليه حيث قالت له باستياء
_كله ده عشان وقفت ثواني معاه بس وهو كان عاوز يساعدني مقالش حاچة غلط واصل وأنت چيت بعدها علطول.. متعصب إكده ليه! 
صړخ بها بصوته الجهوري الذي نفضها
_من غير مقاوحة نقاش وكلام كتير أنا قولت كلمتي ويارب تعاندي وتعملي عكسها يا آسيا
كانت تكظم خنقها منه بصعوبة بينما هو فانحنى بوجهه عليها وهمس أمام وجهه مباشرة بنظرات مرعبة ولهجة تحذيرية
_أول وآخر مرة فاهمة ولا لا
أنهى عبارته وابتعد عنها ليستقيم واقفا ويهم بالذهاب لغرفته لكنه توقف على أثر عبارتها القوية وهي تقول بغيظ وجرأة بعدما فسرت تعليماته بأنها مجرد تحكمات وفرض سيطرة لا أكثر
_هو حلو ليك ووحش ليا ولا إيه!
الټفت لها برأسه يطالعها بعينان قذفت الړعب في جسدها كله على عبارتها
الجريئة..

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات