رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
خفوت
_أنا هروح أچيب حاچة نشربها وارچعلك نكمل كلامنا أنا يعتبر مقولتش حاچة في التلفون أصلا
أمسكت سندس بذراعها تمنعها وهي تقول باسمة بلطف
_مش عايزة اشرب حاجة تعالي بس نقعد ونتكلم أنا جاية اقعد معاكي لينا سنين مشوفناش بعض مش جاية اشرب
اماءت لها آسيا بالموافقة في بسمة عذبة ثم سارت معها نحو الصالون ليجلسوا فوق الأريكة يتبادلون أطراف الحديث بأمور الحياة العادية وسط مرح ومزاح سندس الذي لا يتوقف لكن بعد وقت طويل نسبيا تبدلت ملامحها وسألتها بحزن
تنهدت آسيا الصعداء بخنق ثم بدأت تسرد الأحداث منذ بدايتها نهاية بانتقامها من ابنة عمها وسط نظرات صديقتها المشفقة عليها والعابسة قالت لها بعدما انتهت من الحديث
_طبعا أنتي دلوقتي خلاص اتقبلتي الأمر الواقع وطلعتي موضوع الطلاق ده من دماغك
اماءت لها آسيا بالإيجاب متمتمة في خفوت
ظهر الڠضب والغيظ فوق الأخرى وهي تهتف
_انا مش عارفة اهلك ازاي عملوا فيكي كدا وصدقوا الصور وكلام بنت عمك الحرباية دي.. معقول القسۏة للدرجة دي عندكم
_ده شرف والشرف مفهوش هزار واصل وممكن عقابه يوصل للقتل كمان
_اوعي تقوليلي عمران ده كمان بيعاملك معاملة همجية وقڈرة زي اهلك
ضحكت آسيا بقوة وردت عليها بنظرات شيطانية وخبيثة
_لا اطمني.. بعدين إيه انتي متعرفنيش ولا إيه فكرك هو يقدر عليا
_صحيح عندك حق ده أنتي حاولتي تقتليه ياقادرة.. أنا مش فاهمة ازاي عدالك عمايلك دي فيه!
سكنت للحظة ثم صړخت بحماس وهي تضحك تسألها بفرحة
_اوعي يكون عشان بدأ يحبك بقى وكدا فسامحك
زمت آسيا شفتيها بعبوس ساخرة على عبارتها فعبست الأخرى وظهر اليأس فوق ملامحها بعدما فهمت ردها من تعبيرات وجهها لكنها عادت تبتسم وغمزت لها بمكر
اتسعت عيني آسيا پصدمة وراحت تسألها بقلق
_هو باين عليا قوي ياسندس إكده!!
هزت رأسها لها بالموافقة وهي تضحك ثم ردت بثقة تامة
_أوي كمان والصراحة أنا آسفة بس هو يبقى غبي لو مفهمش.. ده أن مكنش فاهم وبيتسعبط أساسا
ضيقت آسيا عيناها بغيظ بعد عبارة صديقتها الأخيرة ثم راحت تسألها بتركيز ووعيد
غمزت لها الأخرى بخبث وقالت في متعة ومرح جميل
_جننيه وخليه يلف حوالين نفسه.. أنتي مش محتاجة للنصايح دي يا معلمة ده إنتي يترفعلك القبعة بعد اللي حكتهولي حرباية درجة أولى
قهقهت آسيا بقوة لكنها صمتت بعد ثواني وراحت تفكر بلؤم فيما قالته صديقتها للتو وهي تبتسم بنظراتها الشيطانية والاخرى تتابعها وهي تضحك.....
كانت فريال تجلس بالصالون وجليلة تجلس على الأريكة المقابلة لها لكنها صامتة وشاردة الذهن لم تعيرها فريال اهتمام شديد وتجاهلتها تماما لكنها لاحظت اختفاء منيرة منذ وقت طويل نسبيا وهي ليست معهم فضيقت عيناها بحيرة وقڈف بعقلها احتمال أنها قد تكون منخرطة وسط أحد أفعالها القڈرة.
بسرعة وثبت واقفة واندفعت تبحث عنها بالمنزل لكن لا أثر لها وكان آخر مكان تبحث به هو مكتب جلال الخاص اندفعت نحوه وكانت على وشك أن تفتح الباب لكن يدها تجمدت عندما سمعتها تتحدث في الهاتف
_أنا شوية بليل هاچيلك واسلملك العربون كيف ما اتفقنا وبعدين هديكي الباقي
ضيقت عيناها بدهشة وراحت تتساءل