السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

فضيق عينيه بحيرة ثم راح يهمس وهو يمسح فوق شعرها بلطف 
_فريال.. فريال
سمع صوتها الخاڤت وهي ترد بخمول دون أن تفتح عينيها
_اممممم
ابتسم وهتف بحنو امتزج بجديته
_إيه النوم ده كله الضهر على آذان 
دفعت كفه عن شعرها وردت بنعاس وضيق وهي تميل وتنام على الجانب الآخر توليه ظهرها
_عاوزة أنام امشي أنت ملكش صالح بيا 
رفع حاجبه متعجبا تصرفها ورغبتها الغريبة في النوم فرد عليها بتلقائية
_أنتي لو حامل مش هتنامي النوم ده كله!! 
فتحت عيناها كلها دفعة واحدة بزعر عندما سمعت عبارته وبلحظة كانت تهب جالسة وتنظر له بقوة هاتفة في انزعاج
_صحيت أهو ياچلال ارتحت إكده 
تقوست معالم وجهه وظهر الڠضب البسيط عليه من أسلوبها وانفعالها دون مبرر لكنه حاول التحكم بزمام جموحه ورسم ابتسامة دافئة فوق ثغره قبل أن ينحني عليها يلثم جانب ثغرها بهمسة مغرمة
_صباح الفل والياسمين يافريالي.. طبعا ارتحت مش شوفت وشك قبل ما اطلع ابقى مرتاح
ابتعدت عنه ورمقته بحدة ثم هتفت منذرة إياه بجفاء
_أنا قولتلك مليون مرة متقربش مني 
تأفف بنفاذ صبر وهو يشيح بوجهه للجانب يزفر نيران الخنق من بين شفتيه ثم يعود لها ويهمس بانزعاج حقيقي
_وبعدين يافريال عاوزاني اعملك إيه تاني 
ابتسمت ساخرة وردت عليه بنبرة قاسېة
_أنت معملتش حاچة اولاني عشان تعمل تاني أساسا 
التهبت نظراته بالسخط ولم يتمكن من كبح زمام انفعالاته اكثر حيث هتف بعصبية
_كل ده ومعملتش حاچة.. نسيت اللي عملتيه فيا وتنازلت عن حچات كتير عشانك مع أنك كنتي غلطانة وأنتي مش عاوزة تعترفي بغلطك لكن أنا نسيت ورميت كل حاچة ورا ضهري عشانا وعشان عيالنا ودلوك بحاول ارضيكي واخليكي تسامحيني على غلطة عملتها في وقت تهور مني من غير ما احس ووعدتك إني هصلح الغلط ده بس اديني وقت شوية وبعدين هطلقها.. لكن انتي مش شايفة غير غلطي ومش معترفة بذنبك كل اللي بعمله عشانك ده وبتقوليلي معملتش حاچة!!
استحوذ الصمت عليه فلم تجد الكلمات لتجيب عليه بعدما واجهها بالحقيقة التي تناستها استمرت في التحديق به بعينان مليئة بالأسى والقهر بينما هو فكان الخذلان نصيبه مرة أخرى والقى عليها نظرة أخيرة بعدم حيلة قبل أن يستدير ويرحل ليتركها وحيدة أحزانها ودموعها انهمرت فوق وجنتيها بغزارة........

بعد مرور ساعتين تقريبا........
نزل علي من السيارة وهو كالثور الهائج فور رؤيته لسمير يدخل أخيرا البناية هو ينتظره منذ يومين هنا واليوم ستكون يومه الأخير اندفع نحو البناية خلفه وبتلك اللحظة وصل جلال فأوقف السيارة بسرعة ونزل منها يسرع في خطاه التي كانت أشبه بالركض خلف ابن عمه يلحق به قبل أن يقحم نفسه في کاړثة لا عودة منها.
قبض على ذراعه بقوة وأوقفه عنوة صائحا به في صرامة
_علي 
الټفت له علي ونزع ذراعه من قبضة جلال يهتف في نظرات مرعبة ونبرة منذرة
_ملكش صالح ياچلال الدور هيكون على ده الأول وبعدين هيچي دور اللي ملقحة في المستشفى دي
نزل نظر جلال بمحض الصدفة على يد علي فرأى السلاح بيده وقف أمامه وضم كفه والسلاح بالمنتصف بينهم ورمقه بحدة يقول في ڠضب هادر
_داري السلاح اللي في يدك ده.. اتچنيت في نافوخك أنت
رمقه علي شزرا وصړخ به وهو يحاول نزع يده من قبضته
_عاوز إيه يعني عاوزنا نچوزها ليه كيف ما عملنا مع آسيا مثلا 
هدأت حدة ملامحه وظهرت الرزانة وهو يقول بلهيب الڠضب المشتعل في صوته 
_إيوة.. خلود معدش فيها نفس بعد اللي عملناه فيها وهو كمان نقطع نفسه واصل بس من غير قتل ولا تضيع روحك عشانهم وبعد إكده يتچوزها وياخدها ويغوروا

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات