رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
لم يتمكن من كبح ضحكته المغلوبة التي انطلقت منه بقوة وبعد ثواني معدودة سمع صوت صفع الباب تلك الحمقاء تظن أنه تركها قبل أن يخلد للنوم عندما قفلت على نفسها لأنه كان مجبرا ولم يجد حل آخر والحقيقة أنه فعل رغبة منه.
اتجه نحو غرفة صغيرة خاصة به كانت تحتوي على مكتب متوسط وأريكة ومقاعد فتقدم من المكتب وفتح أحد الإدراج ثم أخرج منه مفتاح احتياطي يحتفظ به وأغلق الدرج ثم غادر الغرفة وتوجه نحو غرفتهم ليضع المفتاح بقفل الباب ويفتحه ثم يدخل.
_دخلت كيف!
ابتسم وقال في نظرات مريبة
_عيب تسأليني السؤال ده في بيتي!
ازدردت ريقها بتوتر وللحظة كانت ستبكي حقا من غيظها بينما هو فأغلق الباب بهدوء وتمتم مبتسما ببرود مزيف يضمر خلفه تلذذه بلعبة القط والفأر هذه
_مقولتيش كنتي پتبكي ليه عاد ياغزال!
_عمران أنا هبكي صح دلوك والله
كتم ضحكته ورد بهدوء أعصاب مستفز
_وليه كله ده بس.. خلاص متزعليش روحك أنا مش قاسې للدرجة دي هسيبك بس بشرط
تمالكت نفسها وردت بثبات مزيف وهي تتهرب من النظر في عينيه الخبيثة والجريئة بينما هو فاقترب منها ووقف أمامها مباشرة يسألها بلؤم
_كنتي قاعدة قصادي وبتتفرچي عليا ليه وأنا نايم
_الحقيقة وإلا أنا مش ضامن ردة فعلي
تأففت بنفاذ صبر ونظرت له مغلوبة لتقول باقتضاب
_مكنتش بتفرچ عليك أنا كنت بفكر هعمل إيه.. كنت خاېفة ومش عارفة أنام لحالي وفكرتك نايم بالأوضة التانية كنت هروح أنام چارك.. ومخدتش بالي من اللي لبساه ده غير لما أنت قولتلي
_كنتي هتاچي تنامي چاري.. امممم طيب أنا هسيبك دلوك تغيري هدومك وهرچع تاني عشان اكمل نوم وتنامي چاري كيف ما كنتي عاوزة.. عشان مټخافيش طبعا
كانت جامدة الملامح أمامه حتى لا تستفزه ويستمر في انحرافه المتعمد أكثر رغم أنها كانت تغلي من الغيظ وتتوعد له تابعته بنظراتها وهو يبتعد لينصرف لكن قبل أن يغادر توقف وقال بجدية
جزت على أسنانها مغتاظة لكنها اماءت له بالموافقة في استسلام متصنع وفور رحيله أخذت ټشتم نفسها على حماقتها وتشتمه پغضب ووسط كل هذا تقوم بتبديل ملابسها قبل أن يعود مرة أخرى فبعد ما فعله الآن لا تستبعد أن يدخل في أي لحظة وينفذ تهديده....
بصباح اليوم التالي داخل منزل خليل صفوان.....
انتهى جلال من تناول طعامه وكان بطريقه للخارج حتى يتجه للمستشفى ويطمئن على جده.. لكنه توقف عندما انتبه لغياب فريال فنظر لأمه وسألها بتعجب
_فريال وينها ياما
ردت جليلة بصوت مقتضب
_معرفش منزلتش من الصبح
كانت منيرة تجلس بجوار جليلة وتحدق في زوجها بنظرات ڼارية كلما تتذكر ليلة أمس وكيف قضت الليل كله تنتظره بملابسها حتى فقدت الأمل في عودته وعندما خرجت اكتشفت أنه يقضي الليلة مع فريال.
قاد جلال خطواته للدرج يقصد غرفته بالاعلى وبقت جليلة ساكنة على عكس منيرة التي كانت تشتعل لحظات قصيرة ووصل أمام الغرفة ففتح الباب ودخل ليجدها مازالت نائمة في الفراش غضن حاجبيه بقلق وبسرعة اندفع نحوها يجلس بجوارها على حافة الفراش ثم يمد يده يتحسس درجة حرارة جسدها فقد ظن أنها مريضة ولهذا السبب تنام حتى الآن وهي ليست من عادتها النوم لساعات طويلة لكن كانت درجة حرارتها طبيعية تماما وأنفاسها منتظمة