رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
فكها وذراعها ولم يكتفي بذلك بل تابع بنفس نبرته السابقة لكن بلهجة تحذيرية
_خليكي بعيدة عنها وملكيش صالح بيها.. كيف ما هي مبتقربش منك أنتي كمان متوجهيش ليها الكلام حتى فاهمة ولا لا.. ويارب اللي حصل دلوك يحصل تاني وقتها أنا هبقى عداني العيب في اللي هعمله.. أول وآخر تحذير ليكي
أفلت يديه عنه وتركها ليبتعد عنها ويتركها ويرحل.. ظلت هي بأرضها تبكي بصمت ونظراتها كلها غل وغيظ وسط دموعها التي تنهمر بغزارة فوق وجنتيها....
كانت عيناها عالقة على الباب وفور سماعها لصوته ينفتح أشاحت بوجهها للجهة الأخرى تأبى النظر لوجهه بينما هو فدخل وأغلب الباب بهدوء ثم تقدم نحوها بخطواته المتريثة حتى جلس بجوارها على الفراش وهمس وهو يمد يده يهم بمسك كفها
_فريالي
سحبت يدها بسرعة قبل أن يلمسها ورمقته بڼارية تهتف منذرة إياه باستياء
ضيق عينيه بتعب من مقاومتها المستمرة له دون توقف ليتنهد بحرارة ويرد عليها بحزم
_مفيش مخلوق يفكر يأذيكي وأنا اسكتله.. اطمني هي عرفت غلطها زين ومن إهنه ورايح لسانها مش هيخاطب لسانك واصل
ضحكت مستنكرة كلماته وكانت يدها فوق بطنها وعيناها ملتهبة من فرط الڠضب والارتيعاد الذي مازال يستحوذها حتى الآن.. وباللحظة التالية كانت تقول بنبرة مرتفعة وحړقة
بترت عبارتها بمنتصفها وتوقفت عن الحديث قبل أن تكمل بعدما أدركت ماهي مقبلة على الأفصاح به بينما هو فضيق عينيه بعدم فهم وسألها بجدية وترقب
_كنت هخسر إيه!!
_أنا تعبانة وعاوزة أنام ياچلال هملني لحالي
سمعت صوته الغليظ وهو يقول بضيق
_بتتهربي من إيه يافريال.. أنتي من وقت ما رچعتي فيكي حاچة مش طبيعية ومعرفش هي إيه!
_واحدة رچعت بيتها اللي بقت تعيش فيه ضرتها معاها.. عاوزها تكون طبيعية كيف
_النهاردة أول مرة أكون في محڼة ومهموم واطلب منك تفضلي چاري ومتهملنيش لحالي وأنتي ترفضي وتديني ضهرك.. للدرچادي معدش ليا خاطر حتى عندك
طالت نظرتها المشفقة له وهي ترى ضياعه وانهياره فامتلأت عينيها بالدموع وهمست له بأسى
ابتسمت بحزن وتمتم ساخرا
_كل اللي بينا مسحتيه في يوم وليلة.. أنا بقيت حاسس أني شايف واحدة معرفهاش.. تايه وبدور عليكي وأنتي قصاد عيوني.. بزيادة هجر وبعد أبوس يدك ياحبيبتي
سالت دموعها فوق وجنتيها لا إراديا ثم أجابته بنبرة مبحوحة
_أنت السبب واللي خلتني إكده.. أنت لو كنت چيت واخدتني من يدي ڠصب من بيت أبويا ورچعتني بيتي مكنتش هعترض وهسامحك وهنسى كل اللي حصل بينا حتى من غير ما أعرف إنك معملتش حاچة لأخويا حتى.. لكن أنت عملت إيه سمعت كلام أمك واتچوزت عليا عشان ټنتقم مني
مد يديه وأمسك يكفيها يحتضنهم برفق وهو يهتف بتأييد ورجاء
_أنتي عندك حق أنا غبي واستاهل عقابك ليا بس عشان خاطر العيال حتى مش هقولك عشاني.. مش طالب منك غير إنك تديني فرصة تاني أصلح غلطي ونرچع كيف ما