الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

فكها وذراعها ولم يكتفي بذلك بل تابع بنفس نبرته السابقة لكن بلهجة تحذيرية 
_خليكي بعيدة عنها وملكيش صالح بيها.. كيف ما هي مبتقربش منك أنتي كمان متوجهيش ليها الكلام حتى فاهمة ولا لا.. ويارب اللي حصل دلوك يحصل تاني وقتها أنا هبقى عداني العيب في اللي هعمله.. أول وآخر تحذير ليكي
أفلت يديه عنه وتركها ليبتعد عنها ويتركها ويرحل.. ظلت هي بأرضها تبكي بصمت ونظراتها كلها غل وغيظ وسط دموعها التي تنهمر بغزارة فوق وجنتيها....

كانت عيناها عالقة على الباب وفور سماعها لصوته ينفتح أشاحت بوجهها للجهة الأخرى تأبى النظر لوجهه بينما هو فدخل وأغلب الباب بهدوء ثم تقدم نحوها بخطواته المتريثة حتى جلس بجوارها على الفراش وهمس وهو يمد يده يهم بمسك كفها 
_فريالي
سحبت يدها بسرعة قبل أن يلمسها ورمقته بڼارية تهتف منذرة إياه باستياء 
_بعد يدك عني.. حبيت على راسها وقولتلها متعمليش إكده تاني ودلوك جيتلي ولا إيه بظبط 
ضيق عينيه بتعب من مقاومتها المستمرة له دون توقف ليتنهد بحرارة ويرد عليها بحزم 
_مفيش مخلوق يفكر يأذيكي وأنا اسكتله.. اطمني هي عرفت غلطها زين ومن إهنه ورايح لسانها مش هيخاطب لسانك واصل 
ضحكت مستنكرة كلماته وكانت يدها فوق بطنها وعيناها ملتهبة من فرط الڠضب والارتيعاد الذي مازال يستحوذها حتى الآن.. وباللحظة التالية كانت تقول بنبرة مرتفعة وحړقة 
_كتر خيرك والله هتريحني من صوتها ومش هسمع حسها معايا تاني.. چلال أنت واعي للي كان هيچرالي لو كنت وقعت مكنتش وحدي اللي هتأذي كنت هتخسر ااااا.....
بترت عبارتها بمنتصفها وتوقفت عن الحديث قبل أن تكمل بعدما أدركت ماهي مقبلة على الأفصاح به بينما هو فضيق عينيه بعدم فهم وسألها بجدية وترقب 
_كنت هخسر إيه!! 
دام صمتها لثواني وهي ترمقه باضطراب بسيط وحيرة كيف تجيب عليه لكن بالنهاية أثرت الصمت حيث رفعت كفها ومسحت على وجهها وهي تتأفف ثم مالت بوجهها للجهة الأخرى وهي تمتم بجفاء 
_أنا تعبانة وعاوزة أنام ياچلال هملني لحالي 
سمعت صوته الغليظ وهو يقول بضيق 
_بتتهربي من إيه يافريال.. أنتي من وقت ما رچعتي فيكي حاچة مش طبيعية ومعرفش هي إيه! 
طالعته بقوة وقالت في ڠضب 
_واحدة رچعت بيتها اللي بقت تعيش فيه ضرتها معاها.. عاوزها تكون طبيعية كيف
_النهاردة أول مرة أكون في محڼة ومهموم واطلب منك تفضلي چاري ومتهملنيش لحالي وأنتي ترفضي وتديني ضهرك.. للدرچادي معدش ليا خاطر حتى عندك 
طالت نظرتها المشفقة له وهي ترى ضياعه وانهياره فامتلأت عينيها بالدموع وهمست له بأسى 
_لا بس معدش في بينا حاچة أصلا.. أنا رچعت عشان عيالي ولولاهم مكنتش هرچع 
ابتسمت بحزن وتمتم ساخرا 
_كل اللي بينا مسحتيه في يوم وليلة.. أنا بقيت حاسس أني شايف واحدة معرفهاش.. تايه وبدور عليكي وأنتي قصاد عيوني.. بزيادة هجر وبعد أبوس يدك ياحبيبتي 
سالت دموعها فوق وجنتيها لا إراديا ثم أجابته بنبرة مبحوحة 
_أنت السبب واللي خلتني إكده.. أنت لو كنت چيت واخدتني من يدي ڠصب من بيت أبويا ورچعتني بيتي مكنتش هعترض وهسامحك وهنسى كل اللي حصل بينا حتى من غير ما أعرف إنك معملتش حاچة لأخويا حتى.. لكن أنت عملت إيه سمعت كلام أمك واتچوزت عليا عشان ټنتقم مني 
مد يديه وأمسك يكفيها يحتضنهم برفق وهو يهتف بتأييد ورجاء 
_أنتي عندك حق أنا غبي واستاهل عقابك ليا بس عشان خاطر العيال حتى مش هقولك عشاني.. مش طالب منك غير إنك تديني فرصة تاني أصلح غلطي ونرچع كيف ما

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات