رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
والده فنظر لآسيا وهمس لها بخفوت
_أسبقيني وأنا چاي وراكي
كانت تتجول وتسير معه طوال الطريق كالجسد بلا روح عيناها منطفئة ووجهها ذابل.. شفتيها عابسة وملامحها تعكس الألم والقهر الذي بقلبها رغم أنه أخذها وتجولوا قليلا لكي يزيح الهم عنها قليلا لكن دون جدوى.
هزت رأسها له بالموافقة وتابعت طريقها لغرفتها بالأعلى وهو اتجه لوالده دخلت الغرفة واغلقت الباب ثم تقدمت نحو الفراش وجلست على حافته.. وأخذت تستعيد الساعات السابقة في عقلها تتذكر نظرات الجميع وتوسلات أمها وندم شقيقها وبنفس اللحظة كان يقذف بعقلها ذكرى اليوم المشوؤم عندما كانت تتوسلهم لكي يصدقوها ولا يتركوها طعم لتلك العائلة وتتزوج من رجل لا تريده وتكرهه لكنهم لم يتلفتوا لها وصدقوا ما رأته عيناهم.
_اتكلمي يا آسيا إيه اللي مضايقك
رفعت نظرها الضائع له وبلحظة تجمعت العبرات بمقلتيها فقالت بصوت مبحوح يغلفه البكاء
سكتت للحظة ثم تابعت وكانت دموعها انهمرت فوق وجنتيها وأصبح صوتها مهزوزا
_مش هقدر اسامحهم واصل على الظلم اللي ظلموه ليا.. رموني كأني مش پتهم وچابوني على البيت ده وچوزني منك غصبن عني ومحدش فيهم سأل فيا واعتبروني مت.. مفيش حد فكر يسأل ولا يهتم أنا عايشة كيف وسطيكم وإيه بتعملوا فيا ودلوك عاوزني اسامحهم وانسى كل حاچة كيف بعد ما هملوني لحالي وأنا مليش حد
_متغصبيش روحك على حاچة وقت ما تحسي نفسك قادرة تنسي وتسامحي وقتها ترچعي ليهم لكن دلوك متفكريش في حاچة وأنا چارك وچوزك يعني أنتي مش لوحدك
ابتسمت بغرام وسط دموعها ثم رفعت نظرها له دون أن تبتعد عن صدره لتهمس بعينان كلها امتنان وعاطفة
صمتت للحظة ثم تابعت بعين عادت ټغرق بالدموع مرة أخرى
_تعرف ياعمران أنا بشوف فيك حنان وحب أبويا.. كل اللي عملته وكل حاچة بعملها حتى لو غلط أنا ببقى عارفة إنك في ضهري وهتحميني وببقى مرتاحة ومطمنة طول ما أنت چاري
ابتسم لها ثم انحنى عليها ولثم جبهتها بقبلة مطولة هامسا
التزمت الصمت لثواني وهي تفكر ثم ابتعدت عنه لتسأله بوجه عابس
_هو أنت عاوزني ارچعلهم وتطلقني!
ضحك بخفة ليرد عليها بصوت الرجولي القوي
_ترچعيلهم بمعنى تسامحيهم وترچع المايه لمجاريها من تاني يا آسيا مش إنك ترچعي وتسيبي بيت چوزك طبعا
_يلا عاد قومي اغسلي وشك وچهزي روحك عشان أنا معايا شغل في القاهرة ومسافرين الفچر الليلة
اتسعت عيناها بدهشة لتردد بتعجب
_القاهرة والفچر!!
رد مبتسما بخبث وهو يتجه نحو الخزانة ويبدأ في تبديل ملابسه
_اممممم هناخد اسبوعين لو مش عاوزة تاچي معايا خليكي إهنه في البيت عادي
ردت على نفسها ساخرة بقرف وفي صوت منخفض
_وإيه اللي يقعدني في بيت العقارب ده لحالي وأنت مش قاعد
تنهدت الصعداء ورفعت أناملها تمسح دموعها من فوق وجنتيها برقة وعندما التفتت نحوه ورأته شبه عاري صړخت بفزع وسرعان ما أشاحت بوجهها للجانب الآخر وهي تهتف بغيظ
_قولتلك مليون مرة