رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
يستطيع لمسها رفع يده في الهواء وراح يمسح على وجهه وحين سقطت نظراته على شقيقته رآها ترمقهم بخذي وسخرية ولم يزيح نظره عنها إلا عندما صك سمع الجميع صوت صڤعة جليلة القوية لخلود وهي تصرخ بها
_افتريتي على بتي ولعبتي بشرفها وخليتنا نعمل فيها كل ده.. ودلوك چاية تعترفي بعملتك ماهو العيب على أبوكي وأمك اللي معرفوش يربوكي
_چبتي ده منين
كانت تبكي وتصرخ بين يدين شقيقها وآسيا تتابعهم مبتسمة بسخرية.. تتشفي في منظرهم جميعهم وهم يسمعون الحقيقة التي لم يصدقوها عندما توسلتهم وهي تخبرهم بها انحنت على أذن خلود وهمست لها بنبرة لا تحمل من الشفقة أو الرحمة شيء
كان علي يسمع كلمات آسيا ولا يفهم منها شيء لكن نظراته كانت متسعة بدهشة وباللحظة التالية كان يتابع ابنة عمه وهي تقترب من جده ووالده وتقف أمامهم ثم تضع بيد أبيه ورقتين وتهتف باشمئزاز ونقم
صړخت إنصاف بصوت مرتفع واتسعت عيني كل من منيرة وفريال بذهول بينما البقية فكان صمتهم مرعب أكثر.. راح منصور يتفقد الورقتين بتدقيق ومن ثم جذبها حمزة من يده وبالأخير كان علي.
أما جليلة فلم يكن يهمها شيء وسط كل هذا سوى ابنتها.. تفكر كيف ستجعلها تغفر لها وتسامحها وجلال كان يقف مصډوما يتلقى الصدمات دفعة واحدة لا يدري كيف يتصرف لكنه ألقى نظرة ڼارية ومشمئزة على خلود وتابع بنظره عمه وهو ينقض على ابنته وينهال عليها بالصڤعات والضربات القوية وهذه المرة حتى جدها نالت من نقمه وجموحه نصيبا وسط صړاخ زوجة عمه وبكائها العالي على ابنتها لكن منصور كان لا يرى شيء أمامه وكأنه أصاب بالعمى يضرب ابنته بأي مكان تطوله يداه ويساعده حمزة وسط صراخهم عليها ونعتهم لها بالفجر والألفاظ الاخرى.
_متمشيش يا آسيا.. حقك علينا يابتي سامحينا
رفعت آسيا نظرها لجلال ورأت نظرات الندم والحزن في عيناه ثم عادت لأمها تنظر لها ولوجهها الغارق بالدموع.. ولأول مرة لا تشعر تجاههم بأي شيء سوى النقم والنفور فأبعدت يد أمها عنها وهتفت بجفاء ونظرات كلها قوة وعدم مبالاة
استدارت وقادت خطواتها لخارج المنزل فلحقت بها جليلة وهي تصرخ عليها پبكاء لتركض منيرة تحاول إيقافها وكان خلفها چلال ينوي اللحاق بشقيقته ليوقفها.. لكنه تسمر بأرضه عند باب المنزل بعدما رأى عمران وهو يقف أمام سيارته يستند عليها بظهره منتظرا زوجته وعندما اقتربت منه آسيا انتصب في وقفته وانحنى عليها يقبل رأسها بحنو مبتسما لها ثم امسك بيدها واتجه نحو باب السيارة ليفتح الباب لها وقبل أن تستقل بالسيارة ألقت نظرة عليهم خالية من المشاعر وصعدت وبعد ثواني كان عمران يستقل بجوارها وينطلق بالسيارة مبتعدا عن المنزل وسط بكاء جليلة وهي تردد بندم
_آسيا.. آسيا حقك عليا يابتي سامحيني آاااه
داخل منزل ابراهيم الصاوي......
كانوا بطريقتهم لغرفتهم لكن عمران توقف عندما سمع صوت