السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

اخلص حساب المستشفى وآجي اخدك
اماءت له بالموافقة وفور رحيله تنفست الصعداء براحة ورفعت أناملها تجفف عبراتها المتجمعة بمقلتيها.....

داخل منزل ابراهيم الصاوي.......
تصعد درجات السلم ببطء شديد وعقل شارد بزوجها.. تفكر بطريقة وأسلوب مناسب لتخبره بما فعلته وأنها تصرفت دون علمه رغم أنه حذرها من التحرك خطوة واحدة حتى دون أن يكون على علم بما ستفعله لكنها لو أخبرته لم يكن سيوافق وربما سيعترض.. كان تصرفها القرار الصحيح لكنها الآن لا تستطيع المتابعة دون أن تخبره بكل شيء.
وصلت للغرفة وفتحت الباب ودخلت ثم تقدمت نحو الفراش والقت بحقيبتها عليه في إهمال وهي تتنهد بقلة حيلة وجلست فوقه وماهي إلا دقائق قصيرة حتى سمعت صوت باب الحمام ينفتح ويخرج منه مرتديا بنطال أبيض فقط ونصفه العلوي عاري وبيده من منشفة يجفف شعره لم تنتبه لشيء وكانت كأنها لا ترى جسده العاړي فكان عقلها مشغول بالتفكير بشيء آخر.
أخذت نفسا طويلا واخرجته زفيرا متهملا ثم توقفت واقتربت منه تقف أمامه مباشرة تهتف
_عمران مش عاوز تعرف كنت وين 
ضيق عيناه باستغراب وهتف في حزم
_أنتي مش قولتي رايحة السوق تشتري حچات ليكي!
ثم الټفت برأسه حوله يبحث عن أكياس تدل على شرائها لبعض مستلزماتها الشخصية لكنه لم يجد وكان على وشك أن يسألها لكنها ردت عليه بخفوت وهي تتطلع بعينيه في قوة
_لا ماهو أنا مروحتش السوق 
ارتفع حاجبه وأظلمت نظراته لتصبح أكثر ړعبا فأسرعت هي تحاول التحكم بزمام الموقف قبل أنفعالها هاتفة باعتذار
_قبل ما تتعصب أنا كدبت عليك عشان كنت عارفة إنك مش هتوافق حقك عليا
ارتفعت نبرة صوته المخيفة قليلا وهو يسألها
_كنتي وين يا آسيا 
تنهدت بقوة ثم ردت عليه بهدوء
_كنت مع خلود 
رأته يضيق عينيه بتعجب ودهشة فتابعت وهي تمسك بيده وتجذبه معها نحو الفراش لتجلسه فوقه متمتمة
_هحكيلك كل حاچة
تركته وابتعدت خطوتين لتجذب حقيبتها وتخرج منها ورقة الزواج السري وكذلك اختبار الحمل ثم عادت له وجلست بجواره واعطته الورقتين قبل أن تبدأ بسرد كافة التفاصيل التي حدثت وكيف تمكنت من الحصول على الورقتين وخداع ابنة عمها للسقوط بفخها.
كان ينظر للورقتين الذي بيديه باشمئزاز وفور انتهائها من الحديث نظر لها وقال پغضب شديد
_أنا مش نبهت عليكي مش هتتحركي خطوة واحدة من غير ما أكون عارف يا آسيا 
هزت رأسها بالإيجاب له ثم قالت برقة
_أيوة بس أنت مكنتش هتوافق وبذات اللي عملته النهاردة مكنتش هتوافق عليه 
عمران بصرامة
_طبعا مكنتش هوافق أنتي إيه عرفك أن اللي حطتهولها ده ميأذيهاش
آسيا بثقة
_معملهاش حاچة أنا سألت الدكتورة يعني ده هيعملها ألم شديد بس وهو ده اللي حصل فعلا وهي كيف الجن دلوك
رأته يعود ليتفحص الورقتين مرة أخرى وبالأخص ورقة الزواج فابتسمت وقالت بخبث
_دلوك جه معاد اللحظة الأخيرة عاد 
رفع نظره له وحدقها بعدم فهم واستفهام فاتسعت ابتسامتها وراحت تسرد عليه خطتها الأخيرة وما تريد فعله.. وبعد انتهائها تمعنت النظر في قمساته فرأت الجمود والسكون التام عبس وجهها فورا وهتفت برجاء
_اوعاك تقول مش موافق.. أبوس يدك ياعمران أقف چاري دي اللحظة اللي هاخد فيها حقي منها ومن الكل بعد ما طعنوا في شرفي وغلطوا فيا وفيك كمان
مال ثغره للجانب في ابتسامة ساحرة ثم سألها بهمس رجولي يذيب القلب
_يعني بعد ما تعملي إكده هترتاحي ونارك هتهدى وتتبسطي
ابتسمت لبسمته وراحت توميء برأسها عدة مرات متتالية لتجد بسمته تتحول لضحكة صامتة قبل أن يلف ذراعه حول كتفيها ويضمها لصدره متمتما بحنو وصوت يحمل الآمان الذي تحتاجه
_أنا چارك دايما وطالما ده اللي هيريحك اطمني أنا ضهرك وسندك
ابتسمت بسعادة وحب ثم أغلقت عيناها تترك روحها تتلذذ بشعور الدفء والآمان بين ذراعيه.. كانت فقط تشعر به وهي بين ذراعين والدها والآن بين ذراعين زوجها أيضا....

داخل غرفة جلال وفريال.....
كانت هي تجلس فوق الأريكة وقدميها تهتز پعنف من فرط الغيظ.. فاقترب منها وجلس بجوارها هاتفا
_فريال اهدي شوية
التفتت له ورمقته شزرا لتصيح به پغضب
_قاعد چاري ليه انزل عندها خليها تكمل اللي كانت بتعمله معلش قطعت عليكم 
مسح على وجهه ولحيته وهو يزفر بعدم حيلة وتعب ثم هتف محاولا تهدأتها
_طيب سيبك من الحديت ده دلوك.. أنتي كنتي عاوزاني في إيه 
عادت تنظر له من جديد لكن بڼارية وبلحظة هبت واقفة وصړخت منفعلة
_مش عاوزة حاچة منك ولا عاوزة اشوف وشك.. اطلع وهملني لحالي
طالت نظرته المنزعجة لها في صمت بعد عبارتها.. لم يعد يحتمل نفورها فروحه تتعذب كلما ينظر في عينيها ويرى النقم.. أما هي فعادت تهتف مرة أخرى بسخط
_قولتلك هملني لحالي ياچلال 
استقام هو الآخر واقفا وقال بمرارة وخنق
_بزيادة يافريال أنا معدتش متحمل بعدك والله
لمعت عيناها بوميض الألم وتلألأت العبرات في مقلتيها لتهتف بصوت مبحوح
_واللي أنت عملته فيا مكنش زيادة وتقيل عليا.. لما قټلت حبنا ونهيت حياتنا بچوازك عليا أنت مش متحمل كرهي ليك طيب حط نفسك مكاني لو شفتني مع راچل تاني هتعمل إيه.. أنا كل ما بشوفك معاها وهي قريبة منك وبتلمسك بكرهك اكتر
صړخ بها بصوت رجولي نفضها بأرضها
_مفيش في قلبي غيرك مش عاوزة تفهمي ليه.. أنا غلطت لما اتچوزت بس والله العظيم ما لمستها ولا قربت منها اتوحشتك واتوحشت اشوف ضحكتك في وشي وحبك ولما بتقوليلي ياچلالي.. اشتقت لكل حاچة فيكي وكانت بينا يا فريالي حس بيا عاد أبوس يدك واغفريلي
انهمرت دموعها فوق وجنتيها وهتفت بقسۏة وقلب مجروح
_كل اللي بتقوله ده مفيش منه فايدة وسبق وقولتلك الخېانة ملهاش غفران ياچلال 
تقدم منها أكثر وراح يضمها لصدره رغما عنه هامسا بصوت يحمل بحة تمزق القلوب
_مخنكتيش والله ياحبيبتي.. دي أول مرة أغلط مش قادرة تغفريلي ذلتي معقول للدرچادي معدش في قلبك شوية حب ليا حتى
سالت دموعها بغزارة وهي بين ذراعيه ولوهلة استسلمت لنبرته ولمسته التي اشتاقت لها لكن سرعان ما عادت لوعيها ودفعته بعيدا عنها بكل قوتها صاړخة به
_قولتلك متلمسنيش 
حدقها بمرارة وضيق وهذه المرة كان سيميل عليها ويروي شوقه منها حتى يبث لها حبه وندمه علها تشعر بصدق ما يقوله ويذوب الجليد قليلا لكنها انحنت للأمام وهي ممسكة ببطنها تصدر تأوها عاليا پألم فأمسك بها بسرعة يسألها في قلق
_مالك يافريال!
لم تجيبه واستمرت بالتأوه المرتفع فحاوطها بذراعيه وساعدها على التحرك حتى الفراش ثم حملها ووضعها عليه برفق.. لكن ألمها لم يتوقف وصوت صړاخها بدأ يزداد أكثر فجلس بجوارها ومد يده يمسح على شعرها بحنو هاتفا في قلق حقيقي وجدية
_فريال اتصل بالدكتور
ردت عليه بصوت ضعيف وهي تحاول التحكم بتأوهاتها
_لا لا مش عاوزة دكتور أنا هبقى زينة
رد عليها بحدة وڠضب من عنادها
_مش عاوزة كيف يعني أنتي مش شايفة روحك پتتألمي كيف.. إيه اللي چرالك 
سكتت وتحملت الألم الذي بدأ يهدأ تدريجيا لن تسمح بمعرفته بحملها الآن أبدا.. إذا عرف ستتعقد الأمور أكثر ولن تتمكن من الطلاق منه.
حين رأى أنفاسها هدأت وصوت صړاخها اختفى حتى أنها أغلقت عيناها بتعب انحني عليها يلثم شعرها وجبهتها بحب متمتما
_كيفك دلوك ياحبيبتي 
هزت رأسها ببطء متمتمة بصوت خاڤت يكاد يسمع بصعوبة
_احسن الحمدلله
تنهد الصعداء براحة وردد خلفها الحمدلله في بسمة دافئة ويده مازالت تمسح

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات